أصبح الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب أول رئيس في تاريخ الولاياتالمتحدة، يخضع مرتين لمحاكمة عزل. وصوّت نواب ديمقراطيون وجمهوريون في مجلس النواب لمساءلة ترامب بشأن اتهامه بالتحريض على التمرد، وتقديم مزاعم كاذبة عن تزوير الانتخابات وتشجيع أنصاره على اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير. وبعد أن صوت مجلس الشيوخ 56 مقابل 44 صوتًا، بعد أن انضم ستة جمهوريين إلى جميع الأعضاء الخمسين في التجمع الديمقراطي، على أن محاكمة الرئيس السابق دستورية، ستمضي قدما المحاكمة الثانية لعزل دونالد ترامب. والجمهوريون الذين صوتوا لصالح دستورية المحاكمة هم السيناتور سوزان كولينز، وبيل كاسيدي وليزا ماركوفسكي وميت رومني، وبن ساز، وبات تومي. ويعد السيناتور كاسيدي الوحيد الذي غير موقفه من التصويت الإجرائي المبكر حول دستورية المحاكمة، وقال للصحفيين في الكابيتول هيل: إنه يعتقد أن فريق ترامب القانوني قام «بعمل رهيب». وانتقد السيناتور بيل كاسيدي، التصريحات الافتتاحية المتعرجة لمحامي ترامب ووصفها بأنها غير متماسكة وغير فعالة، واصفاً حججهم بأنها «عشوائية غير منظمة». وحسب موقع «NPR» في اليوم الأول من محاكمة عزل ترامب بدأ مديرو إجراءات المساءلة في مجلس النواب بعرض مقطع فيديو مصور لأعضاء مجلس الشيوخ عبر الأحداث التي وقعت في يوم 6 يناير، بما في ذلك تعليق ترامب لأنصاره قبل أعمال الشغب «سنوقف السرقة»، في إشارة منه إلى مزاعمه التي لا أساس لها من تزوير الانتخابات. ويوثق الفيديو الأحداث المتتالية ليوم اقتحام الكونجرس، بما في ذلك قيام أنصار ترامب بنصب مشنقة مؤقتة بحبل، وهجومهم على مبنى الكابيتول، وهم يهتفون، بالإضافة إلى استخدامهم الأعلام الأمريكية لكسر نوافذ المبنى. وتناول الفيديو مقتطفات خلال اللقطات المزعجة لتغريدات من ترامب في ذلك اليوم، بما في ذلك تعليقه لمؤيديه قائلاً «اذهب إلى المنزل. نحن نحبك. أنت مميز جدًا» وبعد الفيديو أخبر مدير فريق المساءلة النائب جيمي راسكين، أن تصرفات ترامب تشكل جرائم وجنح كبيرة. وقال راسكين: «إذا لم تكن هذه جريمة تستوجب العزل، فلا يوجد شيء من هذا القبيل». ورفض راسكين، أستاذ القانون الدستوري السابق، المزاعم القائلة بأنه لا يمكنك محاكمة رئيس إلا أثناء وجود الرئيس في منصبه. وقال: «حجتهم هي أنك إذا ارتكبت جريمة تستوجب العزل في الأسابيع القليلة الماضية في المنصب، فإنك تفعل ذلك مع حصانة دستورية». وأضاف: «أنت تفلت من العقاب.» وأطلق على هذا «استثناء يناير» للمساءلة. وأوضح راسكين إن الأحداث المميتة في ذلك اليوم: «لا يمكن أن تكون مستقبل أمريكا». وقدم محامو ترامب دفاعًا متعدد الجوانب، تناول أن المحاكمة نفسها غير دستورية، وأن تعليقات ترامب حول الانتخابات محمية بموجب التعديل الأول وأن ترامب لم يكن مسؤولاً عن تحريض الغوغاء الذين انتهكوا مبنى الكابيتول. وقدم بروس كاستور أحد محامي ترامب، حجة افتتاحية طويلة، قائلاً إن محاولة محاكمة ترامب هي مناورة حزبية يمكن أن تعود لتطارد الديمقراطيين. وأضاف: «الجمهوريون قد يستعيدون مجلس النواب في غضون عامين»، وزعم أنه سيكون هناك ضغط على الحزب الجمهوري للرد بمزيد من إجراءات العزل. وقال كاستور «البندول السياسي سيتغير يوما ما.» «وستصبح إجراءات الإقالة الحزبية شائعة». وقال ديفيد شوين محامي ترامب الآخر عن القضايا الدستورية، في محاولة لإثبات أن مجلس الشيوخ ليس لديه اختصاص لمحاكمة ترامب «المواطن العادي». وأوضح: «إن المحاكمة لن تؤدي إلا إلى مزيد من الانقسام في أمريكا».
