ظهر أمامى فجأة قائلاً دون مقدمات) حرام عليكم يا ظلمة، يا عالم يا مفتريين- (قلت مأخوذا بالمفاجأة) هو إيه ده؟ بيطلعوا منين دول؟ (ثم فى غيظ) إنت مين يا جدع؟ مش تقدم نفسك الأول!- (قال وهو يقلب شفته السفلى) أنا مصاص دماء مسكين!. (قلت مستغربا) جديدة دى! مصاص دماء مسكين!- (قال فى مسكنة) لما تفهم المشكلة حتعرف إنى أغلب من الغلب- (قلت وأنا أضرب كفاً على كف) أما والله دى حكاية! حتى مصاصو الدماء فى مصر مش مرتاحين (ثم بصوت عال) اسمع يا أخينا، أنا صحيح كلمت القطط، وقابلت أشباحاً، وزارنى ناس من المستقبل، لكن بصراحة دى أول مرة أقابل مصاص دماء- (قال وهو يشد على يدى) أنا برضه سمعت عنك سمع خير. بيقولوا دمك خفيف. تسمح لى أدوقه من فضلك؟- (قلت وأنا أغلق زرار الياقة) لأ طبعا ما أسمحش يا خفيف. (ثم فى فضول) إنت مصاص دماء بجد؟- (قال فى ملل) يييه كل واحد يسأل السؤال ده!- (قلت متملقا) يا أخى خليك صبور، إحنا ما بنشوفش كل يوم مصاص دماء- (قال مغتاظا) يا سلام! أمال حكومتكم بتعمل إيه؟ - (قلت مصدقا) آه صحيح، دول مالهمش شغلانة غير يمصوا دمنا- (فأردف متهكما) والناموس بيمص دم ولا بيتعشى زبادى؟- (قلت ضاحكا وقد أعجبتنى الفكرة) طبعا بيتعشى زبادى. (قال الشبح فى نفاد صبر) ممكن نتكلم فى المفيد؟- (قلت على الفور) اتفضل يا مصاص، اعرض مشكلتك- (قال وهو «يجعّر») جعان. عايش على لحم بطنى بقالى أسبوع. (قلت مندهشا) ليه؟ الناس عندها فقر دم؟- (قال مصححاً) الناس ما بقاش عندها دم أصلا- (قلت مستفهما) تقصد نقص حديد؟- (قال فى ازدراء) أقصد نقص مروءة. (قلت وقد ارتبكت تماما) إنت لخبطتنى. مش فاهم حاجة- (قال فى غيظ) مش إنتم بتقولوا على اللى مش جدع إنه معندوش دم- (قلت فى دهشة) آه- (قال فى حدة) أهو كلكم مش جدعان- (قلت محاولا تهدئته) ليه بس يا مصاص؟ زعلان مننا ليه؟- (قال وهو يلوح بالجريدة فى وجهى) عشان سايبين البلد تتنهب وساكتين. قريت حكم المحكمة الإدارية بإلغاء عقد مدينتى، صفقة واحدة ضيعت 147 مليار جنيه، شوف كام صفقة زيها!؟ لما كل واحد يطنش ويقول ياللا نفسى، تبقوا جدعان ولا مش جدعان؟ عندكم دم ولا معندكوش؟- (قلت فى خزى) بصراحة مش جدعان ومعندناش دم- ( قال وهو يندب حظه) عرفت بقى إنى فى مشكلة. لما ما يبقاش فيه دم فى البلد تقدر تقول لى المصاص اللى زى حالاتى حياكل منين؟!