تنافس حزبا الحرية والعدالة، الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، وحزب النور السلفي، على ساحات الصلاة في الميادين العامة في مدينة الإسكندرية، بينما اتفقا على أن ثورات الربيع العربي، خاصة الثورة المصرية، بداية تمكين الإسلاميين من الحكم. ومن المقرر أن تجري الانتخابات في محافظة الإسكندرية يوم 28 نوفمبر الجاري، إذ أنها ضمن نطاق محافظات المرحلة الأولى. وغابت عن المشهد تمامًا ساحات الصلاة التى كان يقيمها أعضاء الحزب الوطنى المنحل. ووزع المستشار محمود الخضيري، المرشح المتحالف مع حزب الحرية والعدالة على مقعد الفردي في دائرة سيدي جابر، جوائز العمرة وخروف العيد ومبالغ مالية وأجهزة كهربائية على المصلين في ساحة صلاة أقامها الحزب في «الترعة المردومة» بدائرة الرمل. فيما أدى نحو 3 الأف مصلٍّ، صلاة العيد بمسجد عمار بن ياسر التابع للدعوة السلفية بمنطقة الساعة بفيكتوريا، والتى خطب فيها عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمى باسم الدعوة السلفية بالمحافظة، ومرشح حزب النور على مقعد الفئات بدائرة المنتزه. وانتقد الشحات، خلال خطبته التى تجاوزت الساعة ونصف، التعامل مع البنوك بما وصفه «الربا المحرم فى الشريعة الإسلامية»، والذى قال إنه السبب وراء الأزمة المالية التى لحقت بالمؤسسات العالمية. وشهدت ساحة الصلاة تكثيف دعاية حزب النور لمرشحيه، وتوزيع البرامج الانتخابية الخاصة بهم. وفى منطقة سبورتنج أدى الآلاف من المصلين صلاة العيد فى الساحة التى اقامتها الدعوة السلفية خلف الشيخ أحمد السيسى، أحد أبرز قيادات الدعوة السلفية، الذي قال إن «الإسلاميين لا يريدون الوصول اللحكم، لكن هدفهم وصول الإسلام للحكم أيا كان الفصيل الذى يدعو له». وقال السيسي إن تهجم العلمانيين على التيارات الإسلامية والطعن في دين الله يعود بالأمة لعصر الجاهلية، لأن «الدعوة ترفض وصاية العلمانيين على الدين». وتابع «نريد حاكما مسلما للحفاظ على مكتسبات الثورة، كفانا حكم العسكر الذى استمر لأكثر من 60 عاما»، واصفا ذلك بأنه السبب فى إفساد الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية بمصر. وقال «لسنا دعاة اطلاق اللحى وتقصير ثياب لنفرضها على الشعب، بل نريد تطبيق شرع الله الذى يحقق العدالة ويكفل الحريات». ومن جانبه، قال نادر بكار، المتحدث الإعلامى لحزب النور السلفى، خلال خطبته بمنطقة كامب شيزار إن «مصر تمر بلحظة فاصلة وتاريخية، توافرت فيها ظروف زمانية ومكانية لم تتوافر منذ عقود، واليوم نستطيع أن نغير وأن نضع بصمة فى التاريخ». وتابع «الله قدر لمصر أن تقود الأمم الإسلامية، وأن تنعم بحريتها، ويجب أن تتكاتف الأيادى لتطبيق شرع الله ورفعة بين الأمم». وأضاف «لا مجال الان للصراع بين الفصائل الاسلامية، الأهم هو التضحية من أجل هذا الوطن، ولا مجال للمصالح الشخصية»، مضيفاً «لا وألف لا لمواد فوق دستورية تعلو دستور شرع الله، كونوا على حذر من اعدائكم الذين يريدون سقوطكم». وفى المقابل، استغلت جماعة الإخوان المسلمين تجمع آلاف المصليين فى ساحة مسجد القائد ابراهيم للاعلان عن مليونية 18 فبراير المقبل لرفض «وثيقة السلمى»، وألقى أحد أعضاء الجماعة بياناً من خلال مكبر صوتى خارجى قالت فيه «القوي الوطنية فى الإسكندرية ترفض وثيقة السلمي لما فيها من تحدي للشعب المصري والتفافا علي إرادته بعد كلمته في استفتاء 19 مارس الماضي». وطالبوا بإقالة الدكتور على السلمي، نائب رئيس مجلس الوزراء، لأنه تحدي الشعب المصري ويريد وضع المجلس العسكري بمثابة «وصي»علي الشعب المصري. وقال الشيخ أحمد المحلاوى، خطيب مسجد القائد ابراهيم، إن الثورات العربية بداية من تونس التي هرب قائدها إلي السعودية، ثم ليبيا ومصر التي خلعت رئيسها، إنما هي تضحيات تمثل «تمهيدا للخلافة الإسلامية الراشدة»، معتبرا أن العيد الأكبر عندما تتحرر سوريا واليمن والمسجد الأقصي يوم تعود للمسلمين قبلتهم الثانية. كما أدى ما يقرب من 5 ألاف مصلٍّ صلاة العيد فى منطقة «أرض المعسل» فى الإبراهيمية، والتى خطب فيها صابر أبوالفتوح مرشح حزب الحرية والعدالة على مقعد العمال الفردى بدائرة محرم بك، وقال خلالها إن شريعة الإسلام هى التى ستحكم مصر، وإن «الإسلاميون قادمون وعلى من يختار أن يدرك أنه يختار لمستقبله»، معلنا رفضه لوثيقة المبادى الدستورية التى أعلن عنها الدكتور على السلمى واعتبرها «مصادرة لحق الشعب فى وضع دستوره».