فى كتابها «أنا والشغالات»، الصادر مؤخرا عن دار بدائل، تقدم الكاتبة الدكتورة إيمان بيبرس مجموعة من الحكايات تحت عنوان أدب ساخر، تتضمن قصصا مختلفة لحكايات عن مدبرات المنازل، أو المساعدات كما يستهوى للبعض تسميتهم، لكن الدكتورة إيمان بيبرس تنطلق من حكاياتها التى تصل إلى 15 حكاية مختلفة عن السيدات اللائى يعملن فى هذه المهنة، من موقعها كناشطة حقوقية تعمل فى مجال حقوق المرأة والتنمية المجتمعية منذ نحو 30 عاما، وتؤمن بحق المرأة فى العمل وفى الاستقلال وفى الحصول على حقوقها المهدورة فى مجتمع ذكورى بالدرجة الأولى، وهو ما يظهر جليا فى علاقتها بمدبرات المنزل، أو كما تشيع تسميتهم فى المجتمع المصرى «الشغالات» وكانت بينها وبينهن مواقف مختلفة ومتعددة، بينها الطريف والمخيف والشيق والمواقف التى تدل على التباين الطبقى وعلى التغيرات الاجتماعية الحادة التى طرأت على المجتمع المصرى. اللافت للنظر أن الكاتبة صدرت العنوان بالشغالات، باعتبارهن البطلات الحقيقيات للقصص، والقصص التى ترويها الكاتبة لا تخلو من دلالات اجتماعية تشير إلى الفقر أحيانا وإلى التصنع فى أحيان أخرى، لكن اختلاط لغة الحكاية مع لغة الكاتبة والحوارات بين الطرفين هو ما يخلق المفارقة بالدرجة الأولى، ويجعل لغة الأدب الساخر هى الغالبة والمسيطرة على الكتاب، رغم ما يحتويه الكتاب من قصص مأساوية تمتلئ بالكوميديا السوداء، سواء فيما يتعلق بمكاتب التوظيف أو ما يتعلق بطريقة تعامل مدبرات المنازل مع من يعملون لديهم.