منذ فجر التاريخ يتدفق بلا انقطاع ويفيض خيراً وعذوبة ولم يخلف أبداً وعده ليضحى رمزاً دائماً للوفاء.. هو نهر النيل الذى يجرى فى قلوب المصريين مجرى الدم فى العروق، وأبداً لن تفيه الكلمات قدره، وكفى أن الأجداد الفراعنة جعلوا من وفاء النيل عيداً.. ولهذا فالحب دوماً موصول جيلاً فجيلاً، فهو النهر المقدس سر الحضارة الفرعونية وعنوانها وتشهد كل الآثار والبرديات والحفريات على سر نهر النيل صانع الحضارة. ومضى زمان عز فيه الوفاء بين البشر وتفرقت بهم السبل ونهر النيل صادق الوعد وفى لم يتغير، وكان المؤلم هو المشاهد التى طغت على شاطئيه فقد انحسر اللون الأخضر.. وكان الجدب والبوار والهجرة الثالوث المؤلم لأمة عاشت على نهر النيل منذ فجر التاريخ وشيدت حضارة عريقة.