«تعذيب داخل دار أيتام أبوالفتوح»، عنوان فيديو مدتُه لم تتجاوز دقيقة واحد، انتشر على صفحات التواصل الاجتماعي، صباح أمس الثلاثاء، صوّره أحد قاطني البنايات المُقابلة لدار أيتام أبوالفتوح في الشيخ زايد، وخلال مدة الفيديو القصيرة، تعالت صرخات الأطفال من الدار، ثم ساد الصمتْ. هل حدث تعذيب داخل دار أيتام «أبوالفتوح»؟ بعد بثّ مقطع الصراخ من مصوّر مجهول، لم يتم تحديد هويته، انتشر المقطع كالنار في الهشيم، وسط مطالبات بسرعة إنقاذ نزلاء الدار ومحاسبة القائمين على إدارته. توجّه القائمون على صفحة «أطفال مفقودة»، المعنية بالبحث عن المفقودين والمختطفين والمتغيبين، ببلاغ عاجل إلى وزارة التضامن، وكتبوا: «ده مش معتقل في جوانتانامو، دي دار الفتوح الحي 11 الشيخ زايد بالقرب من السويقة ومكتب الصحة، وده مش صوت مجرمين بيتم تعذيبهم، ده صوت أطفال في الدار، منعرفش ليه ولا إيه اللي ممكن يكون سبب في هذا الذعر اللي في صوت الاطفال دي». وعلى الفور، رصدت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة، المقطع المتداول، وشكلت فريق بحث تركزت جهوده في المقام الأول على فحص المقطع وجمع المعلومات وعمل معاينة من داخل الدار المُشار إليه. تحريات المباحث والتحقيقات -بمشاركة الأجهزة الأمنية- أكدت عدم وجود مخالفات أو وقوع حالات تعذيب داخل دار الأيتام، وأن الأمر لا يتعدى مشاجرة تمكن القائمون على إدارة الدار من السيطرة عليها واحتواء الموقف. من جانبها، نفت وزارة التضامن الاجتماعي تعرض أطفال دار رعاية أيتام في الشيخ زايد للتعذيب، مؤكدة أن الأمر لم يتعد كونه مشاجرة بين فتاتين بالدار، وتدخلت مشرفة الدار على إثره، فيما وجهت الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن، بالتحقيق مع مشرفة الدار. وذكر بيان للوزارة، أمس الثلاثاء: «ردا على ما أثير على مواقع التواصل الاجتماعى بشأن تعذيب الأطفال داخل دار الفتوح بالشيخ زايد، وجهت الدكتورة نيفين القباج، وزيرة التضامن الاجتماعي، فريق التدخل السريع بسرعة التحرك لكشف ملابسات الواقعة وفتح تحقيق فيما تردد». أضاف البيان: «وعقب توجه فريق التدخل السريع لمقر الدار، تبين حدوث مشاجرة بين فتاتين يتراوح عمرهما بين 10 و11 عاما داخل الدار على أسبقية الدخول لدورة المياه، وتطور الأمر لاعتداء كل منهما على الاخرى، وتدخلت المشرفة على الدار لإنهاء الواقعة، وهذا يفسر الاصوات التي ظهرت بمقطع الفيديو المنتشر على مواقع التواصل الاجتماعي». تابع: «وتفقد فريق التدخل السريع الدار والتقي المشرفين والمسئولين عليه، حيث تم التأكد من عودة الأمور لطبيعتها، وان الأمر لم يتعد كونه مشاجرة بين فتاتين، وانتهي الأمر بينهما ولا توجد صحة لوجود اعمال تعذيب للاطفال بالدار». ووجهت وزيرة التضامن الاجتماعي بالتحقيق مع المشرفة داخل دار الفتوح للتأكد من قيامها بدورها بشكل كامل، مشددة على أنه في حال ثبوت تقصيرها في عملها سيتم إسناد الدار لمشرفة أخرى، وكذلك تغيير مجلس إدارة الجمعية المشرفة على الدار.
