قررت مفوضية «الاتحاد من أجل المتوسط» برئاسة مصر وفرنسا، تأجيل فعاليات المؤتمر الوزاري الزراعي لدول الأورومتوسطي، الذي كان مقرراً أن تستضيفه القاهرة الشهر الجاري إلى شهر نوفمبر القادم بحضور 48 وزير زراعة من دول حوض البحر الأبيض المتوسط والاتحاد الأوروبي، تفعيلاً للمبادرة الأورومتوسطية التي أطلقها الرئيس الفرنسي «نيكولا ساركوزي» للتكامل بين الدول الأوربية والمتوسطية في مختلف المجالات والقطاعات. وعلمت «المصري اليوم» أن قرار التأجيل المفاجئ جاء كرد فعل علي الاعتداءات التي قامت بها اسرائيل ضد «أسطول الحرية» الذي تسبب في مقتل وإصابة العشرات من نشطاء السلام، وذلك بعد أن أعلنت عدد من دول جنوب المتوسط رفضها التام للمشاركة في أية اجتماعات مع وفود إسرائيلية على كافة المستويات سواء الوزارية أو الخبراء. وكان الشهر الماضي قد شهد اجتماعات مكثفة لوضع الخطوط العريضة لخطة التنمية الزراعية المشتركة بين دول الاتحاد بقيادة مصر وفرنسا بصفتهما رئيسين ل «الاتحاد من أجل المتوسط»، وأسبانيا بصفتها الرئيس الحالي للاتحاد الأوربي، حيث تم عقد اجتماعين بالقاهرة واجتماع في أسبانيا، كما عقد في بروكسل مقر المفوضية الأوربية اجتماع لوضع اللمسات الأخيرة علي الإستراتيجية المشتركة ومسودة البيان الختامي للمؤتمر. وكانت اللجان الفنية التي عقدت برئاسة الدكتور «سعد نصار» رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر، ومستشار وزير الزراعة قد بحثت قضايا رئيسية بحيث يتم طرحها على مائدة المناقشات أمام وزراء الزراعة بدول المنطقة خلال جلسات المؤتمر ويأتي أبرزها، قضايا الأمن الغذائي وتنمية الاستثمارات المشتركة بين الدول الأوروبية والمتوسطية، وزيادة التعاون في مجالات البحوث الزراعية، ونقل التكنولوجيا إلى الدول المتوسطية خاصة في مجال تطوير الري الحقلي، واستنباط سلالات تتأقلم مع التأثيرات المتوقعة للتغيرات المناخية على المحاصيل، بالإضافة إلى سلامة الغذاء لاسيما ملفي "الصحة والصحة النباتية" المتعلقة بالحجر البيطري والزراعي، إضافة إلى تنفيذ مشروعات إقليمية للتنمية الريفية والزراعية المتكاملة بالدول المتوسطية وتحديد مصادر تمويلها، كما كان من المقرر أن يبحث المؤتمر إيجاد أنماط غذائية لدول حوض البحر المتوسط والترويج لها، ودعم التجارة البينية بين الدول المتوسطية والأوربية .
