بينما يعيش عالم كرة القدم أزمة اقتصادية واضحة، سيطرت على سوق الانتقالات الصيفية 2020 الجاري حاليًا، من خلال التحركات شبه المعدومة من الأندية في عقد صفقات كبيرة أو قوية لعدم توافر العامل المادي، يتحرك نادي تشيلسي في اتجاه معاكس ومغاير تمامًا، مع اقترابه من عمل سوق انتقالات تاريخي غير مسبوق للنادي. عدد صفقات تشيلسي في السوق الحالية التي تم حسمها لم يتجاوز لاعبين، وهما تيمو فيرنر (مقابل 55 مليون يورو من آر بي لايبزيج الألماني) وحكيم زياش (مقابل 40 مليون يورو من صفوف أياكس أمستردام الهولندي)، لكن المؤكد أن صفقات فريق المدرب فرانك لامبارد في سوق الانتقالات الحالية لن تتوقف عند هذا العدد، مع اقتراب النادي من حسم صفقتي كاي هافيرتز، لاعب وسط هجوم باير ليفركوزن الألماني، وبن تشيلويل، ظهير ليستر سيتي الأيسر. وستكلف الصفقتين نادي تشيلسي 160 مليون يورو، مع دفع النادي ل100 مليون يورو لباير ليفركوزن، وهو المبلغ الذي من شأنه جعل هافرتز (21 عامًا) أغلى لاعب ألماني في التاريخ، في حين سيدفع تشيلسي ما يقارب من 60 مليون يورو لضم تشيلويل (23 عامًا) من ليستر، ليكون النادي في طريقه لإنفاق رقم قياسي غير مسبوق على إتمام الصفقات في سوق الانتقالات، مع تجاوز الأرقام المعلنة/ المتوقعة ل250 مليون يورو. ووفقًا للتقارير الصحفية الأخيرة، لن يتوقف تشيلسي عند هذا الحد من الصفقات، إذ يتحرك النادي أيضًا لضم مدافع في سوق الانتقالات الحالية، مع ارتباطه بضم لاعب وصيف بطل دوري الأبطال، البرازيلي المخضرم تياجو سيلفا، الذي سيكون صفقة انتقال مجانية في حال نجاح البلوز في الحصول على خدماته، مع انتهاء عقد اللاعب مع باريس سان جيرمان، كذلك هناك المدافع الفرنسي الشاب مالانج سار، الذي انتهى عقده مع نيس الفرنسي في يونيو الماضي. ولن يهمل تشيلسي مركز حراسة المرمى، الذي كان بمثابة نقطة ضعف للنادي خلال الموسم الماضي، مع مستوى كارثي من الحارس الإسباني كيبا (أغلى لاعب في تاريخ النادي حتى اللحظة)، وقد ارتبط البلوز خلال السوق الحالية بضم العديد من اللاعبين لتعويض هذا المركز، آخرهم حارس مرمى نادي ليل الفرنسي، مايك مايجنان. وعلى الرغم من الخسائر المادية في عالم كرة القدم، إلا أن تشيلسي يتحرك بأريحية كبيرة في السوق الحالية، مستندًا على إنفاق النادي 40 مليون يورو فقط خلال آخر فترتي انتقالات، وبيع العديد من اللاعبين، أبرزهم إيدن هازارد الذي تم بيعه بأكثر من 100 مليون يورو إلى ريال مدريد في صيف 2019. وكان تشيلسي تعرض لعقوبة الحرمان من إبرام أي تعاقدات في صيف 2019، وهو الأمر الذي دفع النادي للاعتماد خلال الموسم الماضي على العناصر الشابة، وكلف هذا الفريق إنهاء الموسم دون أي ألقاب، لكن الهدف الأبرز كان ضمان التواجد في دوري أبطال أوروبا وهو ما تمكن من تحقيقه المدرب فرانك لامبارد، لتتحرك إدارة النادي بقوة في السوق الحالية متجاهلة تمامًا أثر الأضرار الإقتصادية التي تسببت بها جائحة كورونا، وتنتدب العديد من الأسماء اللامعة في عالم كرة القدم لرفع مستوى الفريق الأول بالنادي بغرض المنافسة على الألقاب وبالأخص لقب الدوري، مع تفرد ليفربول ومانشستر سيتي بالمنافسة على اللقب خلال آخر موسمين.
