من أسوان إلى ميدان التحرير.. هكذا اعتاد أن يقطع هذه المسافة الطويلة فى كل مليونية تقام فى ميدان التحرير ليشارك ويعبر عن رأيه فيما يحدث فى مصر من أوضاع سياسية واقتصادية واجتماعية خلفتها الثورة. الحاج سعد حنفى «51 عاماً» جاء من أسوان مع ابنته ميرهان ومجموعة من أقاربه، للمشاركة فى جمعة «استرداد الثورة»، لكن زيارته هذه المرة مختلفة، فقد قرر «سعد» أن يصمم فكرة جديدة لتجسيد مطالبه ومطالب كل المصريين. «صحافة الشجرة» هى الفكرة التى صممها «سعد» وتعتمد على كتابة كل مطالبه ومطالب الثورة التى لم تتحقق حتى الآن فى مجموعة من الأوراق، لصقها جميعها على شجرة تقع فى حديقة الميدان، وقال: «كل يوم جمعة بسافر أنا وأقاربى وبنتى من أسوان لميدان التحرير عشان نطالب بحقنا، وكل مرة بنمسك لافتات مكتوب عليها المطالب بتاعتنا، لكن فكرنا الجمعة دى إننا نختلف ونكتب مطالبنا على صحافة الشجرة». وأضاف: «كل واحد فينا كتب مطالبه وعلقها على الشجرة، وكمان كتبنا الأخبار اللى بتوصلنا، ووقعنا على كل ورقة باسم (الثائر الحق)، وأصبحت جريدتنا هى جريدة (ميدان التحرير) ليقرأها كل المتظاهرين». الحاج «سعد» الذى جلس تحت شجرة الصحافة ليحتمى من أشعة الشمس، قال: «إحنا تعبنا من اللف طول النهار فى الميدان وصحافة الشجرة فكرة مميزة ولافتة للنظر وبنعلق عليها مطالبنا اللى عمرنا ما هنتخلى عن حاجة فيها»، مؤكداً أن «الثورة لم تبدأ بعد، وأن الشهداء ربنا يرحمهم بقى»، متسائلاً: «هل الرئيس القادم هيفكر فينا وفى مشاكلنا؟».