اتهمت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بأنه المسؤول الرئيسي عن جمود عملية السلام، الأمر الذي دفع الفلسطينيين إلى التوجه للأمم المتحدة، وقالت «لقد رفض نتنياهو جميع الحلول الوسط للتوصل إلى سلام وعلى ما يبدو فإنه مشغول في صراع البقاء السياسي المحلي أكثر من عزل بلاده أو التهديد من تجدد العنف في الضفة الغربية وعلى حدود دولته». بدورها،حذرت مصادر أمريكية من أن الولاياتالمتحدة مهددة بفقدان دورها في الشرق الأوسط الذي استمر لعقود طويلة إثر موقف الرئيس باراك أوباما الرافض للمسعى الفلسطيني لإعلان الدولة والحصول على عضوية الأممالمتحدة. وأعربت الصحيفة عن خيبة أملها من الرئيس أوباما والذي انشغل في خطوات بناء الثقة لكنه فقد الصورة الكاملة للصراع ، وقالت إن «الولاياتالمتحدة وشركائها في الرباعية الدولية سيضطرون إلى تقديم خطة جديدة مع جدول زمني لإنهاء المباحثات، والحل معروف لكنه بحاجة إلى شجاعة سياسية». وقالت الصحيفة إنه قبل أن يصعد أوباما لإلقاء خطابه الذي وصفته ب«الصعب»، اعترف المسؤولون الأمريكيون بإخفاق محاولات اللحظة الأخيرة العديدة التي بذلوها بمساعدة حلفاء أوروبيين وروسيا لاستئناف مفاوضات السلام. وأضافت الصحيفة أن الشرق الأوسط، اعتاد على 3 لاعبين في جهود السلام، الفلسطينيون والإسرائيليون والولاياتالمتحدة، إلا أن التوسع الاستيطاني وتصلب المواقف الإسرائيلية عزل الدولة العبرية ومؤيدها الرئيسي، الولاياتالمتحدة، وقوض مع الانشقاقات في صفوف الفصائل الفلسطينية، فرص التوصل إلى اتفاق جديد. ورأت الصحيفة أن التطورات السياسية على الساحة الداخلية في واشنطن حدت من قدرة الرئيس أوباما على حل الأزمة إذا كان هذا الحل يأتي عبر الظهور بمنأى عن إسرائيل لاسيما مع قيام الجمهوريين بزيادة محاولاتهم للحصول على أصوات الناخبين اليهود الذين دأبوا على دعم الديمقراطيين في الماضي. وقالت «نيويورك تايمز» إن نتيجة هذا المناخ كانت عامين ونصف العام من الركود في عملية السلام على نحو ترك العرب والكثير من قادة العالم محبطين وعلى استعداد لمحاولة البحث عن بديل للمنهج الأمريكي الذي ظل هو الغالب منذ سبعينات القرن الماضي. ونسبت الصحيفة إلى دانييل ليفي، المفاوض السابق في حكومة إيهود باراك، القول إن «الولاياتالمتحدة لا تستطيع القيادة في قضية تجد نفسها محاصرة فيها بواسطة السياسة الداخلية»، وتابع ليفي إنه «مع ظهور تغيرات سريعة في المنطقة وفي ظل حقيقة أن حل الدولتين أوشك على الموت بينما الولاياتالمتحدة تعاني من الشلل فإن آخرين سيعملون على الدخول إلى الساحة» للعب الدور الأمريكي. وقالت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية، إن الرئيس أوباما حينما يطلب منه التصويت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فهو في الحقيقة «يصوت ضد نفسه وضد كل شيء هو مؤمن به منذ أن دخل إلى مكتبه». وقال الكاتب أورلى أزولاي في الصحيفة، إن أوباما لم يكن يتوقع الوصول إلى هذا الموقف وأضاف أن نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس ارتكبا سلسلة طويلة من الأخطاء سواء كانت بعمد أم بغير عمد، ولكن جاء الخطأ الأكبر على يد أوباما نفسه الذي جاء منذ دخوله إلى البيت الأبيض بروح جديدة للغاية لم تشهدها الولاياتالمتحدة من قبل. ويقول الكاتب إن أوباما كان يتعين عليه العلم بأن من يستخدم يديه فارغتين في الشرق الأوسط دائماً ما يخسر، مفسراً ذلك بأنه من ينخرط في الشرق الأوسط عليه أن يعلم أنك إما تستخدم السلاح وإما أن تهدد به ولكنه لم يدرك هذا ودائماً ما كان يستخدم الكلمات والخطابات للتعامل مع المواقف فى المنطقة ولم يحمل العصا أبداً، فأوباما لم يهدد نتنياهو مطلقاً ولو بشكل موضوعي على الأقل كما فشل في تخويف الرئيس الفلسطيني، وعلى أوباما أن يواجه مصيره في الانتخابات المقبلة. بدورها،أكدت صحيفة «لوموند» الفرنسية، أن تحقيق السلام في الشرق الأوسط ليس ممكناً بدون تدخل خارجي، وأشارت إلى أنه بدون تدخل الرئيسين الأمريكيين الأسبقين جيمي كارتر وجورج بوش الأب ما كان للسلام بين مصر وإسرائيل أن يتحقق، وما كانت إسرائيل لتعترف بحقوق الفلسطينيين، ورأت أن تصور أن بمقدور الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني بمفردهما تحقيق السلام هو «خرافة» تناقض التاريخ.