شاركت جموع المواطنين في معظم محافظات الجمهورية في مظاهرات «تصحيح المسار» المطالبة بإلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين, ووضع جدول زمني واضح لنقل الحكم إلى سلطة مدنية منتخبة، وطرد السفير الإسرائيلي، وتعديل قانون الانتخابات، وسط غياب واضح للقوى والتيارات الإسلامية، واختفاء تام لقوات الشرطة والجيش. ففي الإسماعيلية، نظم العشرات من شباب ائتلاف الثورة وأعضاء أكثر من 12 حزباً سياسياً والأهالي مظاهرة بميدان الممر بوسط المدينة, فيما عرفت بجمعة «تصحيح المسار». وغاب عن المظاهرة جماعة الإخوان المسلمين والجماعة السلفية، فيما اختفى الأمن تماما من الميدان ولم يتم رصد أي عناصر من القوات المسلحة. وفي المنصورة شارك نحو 200 من المنتمين لأحزاب الكرامة والناصري والتجمع وائتلاف شباب الميدان بالمنصورة وائتلاف شباب الثورة وحركة شباب الأحزاب في مظاهرات تصحيح المسار, والتي خرجت من مسجد النصر عقب صلاة الجمعة في اتجاه ميدان الشهداء أمام مبنى المحافظة. ورفع المتظاهرون لافتات تطالب بإعدام الرئيس السابق حسني مبارك ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي وإقالة وزير الداخلية الحالي, كما شارك عدد من الشباب يحملون شارات ألتراس الأهلي في المظاهرة. وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين والجبهة السلفية مقاطعتهما للمظاهرات ومشاركتهما في احتفالية عيد الفلاح في اليوم نفسه، فيما اختفت قوات الشرطة من الميدان منذ الصباح الباكر وقام عدد من الشباب بتأمين المكان. وانتشرت قوات الجيش والمدرعات أمام مبنى المحافظة تحسبا لحدوث أي تجاوزات. وفى البحيرة، تظاهر العشرات من أعضاء أحزاب الغد والنهضة وحركتي 6 إبريل وكفاية وحملة دعم أبو الفتوح بميدان الساعة بدمنهور، وحملوا لافتات تطالب بتعديل قانون الانتخابات، والوقف الفوري للمحاكمات العسكرية وإعادة المحاكمة مدنياً لمن سبق محاكمتهم عسكرياً ورفع الحد الأدنى للأجور ووضح جدول زمني لتسليم السلطة. وفي الإسكندرية شارك ثمانية آلاف مواطن يمثلون عدداً من القوى السياسية في جمعة تصحيح المسار، عقب صلاة الجمعة، وانطلقوا في مسيرة على الكورنيش من مسجد القائد إبراهيم من ميدان محطة الرمل إلى قيادة المنطقة الشمالية وسط غياب تام للإسلاميين وجميع الأحزاب. وأعلنت القوى السياسية عن تنظيم وقفة أمام المنطقة العسكرية تستمر حتى السادسة مساءً والانصراف عقب تسليم قائمة بالمطالب للقيادة. وفي المنيا أعلنت حركة 6 إبريل أنها أرسلت وفدا من شباب الحركة لميدان التحرير للمشاركة في جمعة تصحيح المسار، مطالبة باستقلال القضاء وتحديد مدة زمنية للمجلس العسكري لتسليم السلطة، ومنع المحاكمات العسكرية للمدنيين, فيما قام بعض شباب الحركة بتوزيع دعوات للمواطنين للمشاركة في الجمعة أمام ديوان عام المحافظة. وفي محافظة بني سويف، توافد العشرات من شباب ائتلاف الثورة والجمعية الوطنية للتغيير وحزب العدل على ميدان الزراعيين، ورفعوا لافتات تطالب بالعودة مرة أخرى إلى شعار الثورة الأساسي «عيش حرية عدالة اجتماعية». وبدأت المظاهرات من أمام مسجد عمر بن عبد العزيز وطافت شوارع المدينة إلى أن وصلت إلى ميدان الزراعيين. وأعلنت مديرية أمن بني سويف رفع حالة الطوارئ، فيما منع اللواء عطية مزروع مدير أمن بني سويف الراحات للضباط والصف والجنود. وفي السويس، شاركت القوى والأحزاب السياسية وحركة 6 إبريل وشباب التكتل بالسويس في «جمعة تصحيح المسار» والتي أطلقوا عليها في السويس اسم «جمعة عايز حقي» عقب صلاة الجمعة بميدان الأربعين للمطالبة بتطهير المؤسسات الحكومية والإعلامية من رموز الفساد, واستقلال الأزهر والقضاء ووضع حد أدنى للأجور. ورفع المتظاهرون لافتات كتبوا عليها «انسى يا عسكر تحكم تاني إحنا الشعب ومصر مكاني». وأصدر تكتل شباب السويس بيانا تحت عنوان «عايز حقي» أشاروا فيه إلى أن المظاهرات هي بداية موجة ثورية جديدة لاستكمال مطالب الثورة والتغيير الجذري لكل السلبيات في المجتمع، مشيرين إلى تضامنهم مع كل فئات الشعب من عمال ومهنيين وباعة جائلين ومدرسين في مطالبهم المشروعة، وتمسكهم بمطلب محاكمة المحافظ السابق سيف جلال.
