التقى وزير الخارجية التركي، أحمد داود أوغلو، مساء الثلاثاء، مع الرئيس السوري، بشار الأسد، وأجريا «مفاوضات مفصلة وشاملة حول كيفية إنهاء الاضطرابات الدامية التي تشهدها سوريا». وأعلن أوغلو بعد عودته إلى بلاده أنه قال للأسد: «إراقة الدم يجب أن تتوقف، ومن ثم يجب أن يكون هناك إصلاح سياسي»، وأضاف: «لا بد من وقف المواجهة بين الجيش السوري وشعبه»، في إشارة إلى السياسة التي تنتهجها الحكومة السورية والمتمثلة في استخدام القوات والدبابات في سحق المظاهرات. ولدى سؤاله عما إذا كان متفائلا بشأن نتيجة المحادثات مع الأسد، قال أوغلو: «لا أعتقد أنه سيكون من الصواب رفع سقف الطموحات». كان الرئيس السوري، بشار الأسد، أكد خلال اجتماعه مع الوزير التركي، والذي دام 6 ساعات، على أن سوريا «لن تتوقف عن ملاحقة الجماعات الإهابية». ونقل التلفزيون السوري عن بشار قوله: «نحن نقاتل إرهابيين من أجل حماية استقرار الوطن وأمن المواطنين، وسنواصل خطوات الإصلاح الشامل». كانت زيارة داود أوغلو تهدف لإقناع الجانب السوري بالإحجام عن استخدام القوة العسكرية ضد المتظاهرين الذين يطالبون بالديمقراطية. وانضمت دول إسلامية أخرى في الآونة الأخيرة لتركيا في انتقادها الحاد لاستخدام «الأسد» المفرط للقوة، حيث استدعت كل من السعودية والكويت والبحرين سفراءها لدى سوريا للتشاور. تجدر الإشارة إلى أن تركيا، التي تعد واحدة من بين أكبر ثلاث شركاء تجاريين لسوريا، لا تزال تعتبر واحدة من بين عدد قليل للغاية من الدول التي لها تأثير على دمشق. وقد استقبلت تركيا ما يزيد على 7 آلاف سوري فروا من شمال غربي سوريا ويقيمون حاليا في مخيمات إيواء يديرها الهلال الأحمر التركي.