اندلعت اشتباكات ومواجهات دامية بين قوات الشرطة والمئات من الباعة الجائلين المفترشين لشارع الجلاء، فى منطقة «الساعة» بالمنتزه، فجر أمس، أثناء تنفيذ قوات الأمن قرارات إخلائهم من الميدان، مما أسفر عن إصابة العشرات من الباعة وإلقاء القبض على 30 منهم، فضلا عن إصابة جنديين من قوات الأمن المركزى. احتج الباعة على عملية إخلائهم من الميدان، معتبرين ذلك تهديداً لمصادر رزقهم مع بدء موسم الصيف، الذى تجد فيه بضائعهم بعض الرواج، مع قدوم مئات الآلاف من المصطافين إلى المحافظة. ورشق الباعة سيارة المرافق التابعة للحملة المكلفة بتنفيذ الإخلاء، وأتلفوها وتعدوا على الضابط المكلف بالحملة والأمناء والمجندين. كما اعتدواء على نقطة مرور الساعة، وسحبوا أحد الموتوسيكلات الخاصة بها، وأشعلوا النيران فيه. وعلى الفور تم تدعيم القوات لمواجهة شغب الباعة بحوالى 15 سيارة أمن مركزى، و5 سيارات إطفاء، وعدد من سيارات مكافحة الشغب. وانتقل اللواء محمد إبراهيم، مدير الأمن، واللواء حسام الصيرفى، مدير المباحث، إلى موقع الأحداث، وتمت السيطرة على الشغب وإخماد الحريق المشتعل فى الموتوسيكل، وألقى القبض على العشرات من الباعة. وأغلقت كل الطرق والشوارع المؤدية إلى ميدان الساعة، حتى الساعات الأولى من صباح أمس، وتحولت المنطقة إلى ما يشبه الثكنة العسكرية، خشية تجدد الأحداث. وأكد مصدر أمنى أن المديرية تلقت شكاوى عديدة من أهالى المنطقة بسبب بلطجة الباعة، وتعديهم المستمر على الشارع ومداخل العقارات، ومعاكسة الفتيات، وتم طردهم عدة مرات، ولكنهم يعاودون الكرة فى كل مرة. وقال المصدر: «عند محاولة تنفيذ الإزالة، منتصف ليلة أمس، فوجئنا بتعدى بعضهم على السيارات الخاصة بالحملة والضباط المكلفين بتنفيذها، فتم التعامل معهم، والسيطرة على الموقف». وقال أحد الباعة - رفض ذكر اسمه - إن تنفيذ القرار فى منتصف الليل يشير إلى مدى القسوة التى نفذت بها الأجهزة الأمنية حملتها، لافتا إلى أنه شاب ومعه كثيرون لا عمل لهم إلا البيع، وجميعهم يعانون من وطأة الديون، وإخلاؤهم من مكان عملهم - الذى يعتبر مصدر رزقهم، يعنى بالنسبة لهم السجن أو الموت. من جانبه، أمر المستشار عادل عمارة، المحامى العام لنيابات شرق، بتشكيل فريق من وكلاء نيابة أول المنتزه، برئاسة مدحت شرف، رئيس النيابة، لمعاينة موقع الأحداث وحصر التلفيات وسماع أقوال المصابين وسؤال المتهمين.
