تحولت العلاقة بين سكان حي المنتزه بالإسكندرية والشرطة إلي عداء تاريخي بدأ يتأجج منذ نحو ثلاث سنوات، حيث شهدت ميادين حي المنتزه والشوارع الرئيسية عدة معارك بين الأهالي والشرطة كانت الجولات الأولي جميعها لصالح الأهالي الذين يقومون بالتعدي علي ضباط الشرطة وحرق مواكبهم أو إخفائها ثم ترد أجهزة الأمن علي حالات التمرد بفرض حظر التجول واعتقال العشرات وتقديمهم للمحاكمة. وشهد قسم المنتزه ثان عدة تظاهرات من أهالي الحي أمام القسم بعد وقوع أكثر من 3 قتلي داخل القسم عام 2008 اثر التعذيب، وهو ما تسبب في وقوع مشاجرات عنيفة بين الأهالي وأفراد قسم المنتزه انتهت في المرات الثلاث بفرض حظر التجول في محيط منزل القتيل ومحاصرة المنطقة بالمدرعات وسيارات الأمن المركزي وفرق الكاراتيه التي تقوم بفض الاشتباكات ويتم القبض علي العشرات واعتقالهم بدعوي أعمال الشغب وفقاً لقانون الطوارئ. كما شهد ميدان الساعة بحي المنتزه منذ ما يقرب من ثلاث سنوات معركة دامية بين أفراد شرطة المرور وسائقي موقف الساعة بعد ارتفاع عدد السيارات التي تم إيداعها وحدة الحفظ والإيداع - الحضانة -. وانتهت الأحداث بمعركة جديدة بين أهالي ميدان الساعة وضباط المرافق مساء الخميس الماضي، حيث تجمهر أهالي ميدان الساعة والبائعون وقاموا بتكسير ثلاث سيارات شرطة، فضلاً عن حرق موتوسيكل خاص بضابط مرور، بالإضافة إلي مطاردة الضباط والعساكر في الطرقات وهو ما واجهته مديرية الأمن بالإسكندرية بمئات الجنود من الأمن المركزي والمدرعات والقوات الخاصة، وقامت بالقاء القبض علي 30 من أهالي المنطقة تم إخلاء سبيل اثنين منهم وحبس 28 منهم أربعة أيام علي ذمة التحقيق. من جانبه نفي العميد خالد العزازي - مسئول العلاقات العامة بمديرية الأمن بالإسكندرية - أن يكون هناك أي عداء بين الشرطة والمواطنين، مشيراً إلي أن الاشتباكات فردية وليست جماعية ولا يجوز تفسيرها علي أنها عداء بين الشرطة والمواطنين، وقال: نحن نعمل لمصلحة المواطنين فكيف نكون في حالة عداء معهم، والأزمة الأخيرة بميدان الساعة استغل فيها الأهالي عدم تكافؤ القوي وقاموا بالإعتداء علي الضباط والعساكر، علي الرغم من أن حملة الإزالة التابعة لشرطة المرافق تحركت أساساً بناءً علي عدة شكاوي من أهالي المنطقة من الباعة الجائلين وسيطرتهم علي الميدان، لكن لا يريد أحد أن يستوعب أننا نعمل لمصلحة المواطنين. من جانبه رفض خلف بيومي - مدير مركز الشهاب لحقوق الإنسان - مبررات وزارة الداخلية في أعمال العنف مع المواطنين، مشيراً إلي أن المركز استقبل عدداً كبيراً من ضحايا انتهاكات الشرطة بحي المنتزه، وأن جهاز الشرطة بدأ يفقد السيطرة علي الأوضاع والمواطنون وصلوا إلي مرحلة الكفاية من انتهاكات الشرطة وبدأت اعمال العنف الطبيعية تصدر بعد أن تحول أفراد الشرطة إلي أعداء لهم. من جانبه استنكر مصطفي محمد مصطفي - عضو مجلس الشعب بالدائرة - تعامل الشرطة مع أهالي حي المنتزه، مشيراً إلي أن المحافظة دائماً ما تلجأ إلي الشرطة في تنفيذ قراراتها التي تعلم جيداً أن المواطنين ساخطون عليها، لذلك أصبحت الشرطة هي علامة القهر والظلم لدي المواطنين ومن ثم تحولت الشرطة عن دورها الحقيقي في الحفاظ علي أمن وسلامة المجتمع إلي جهاز يعمل علي حماية قرارات ومصلحة مناصب قيادية في الدولة وجهات حكومية.