«ميه ولّا تلج؟».. سؤال تلقائى تردد كثيراً،الجمعه ، ليعكس مطالب الثوار المتواجدين فى ميدان التحرير، فأشعة الشمس الحارقة وزحام المتظاهرين جعلاهم يبحثون عن باعة المياه والثلج الذين تواجدوا بكثافة فى الميدان،الجمعه ، واستمروا فى المبيت مع المعتصمين،الجمعه ليخففوا ببضاعتهم ولو قليلاً من معاناة الاعتصام والتظاهر تحت درجة حرارة قاربت على ال40،الخميس ، وانخفضت إلى 37 أمس. الإقبال على المياه لم يكن بحجم الإقبال على شراء ألواح الثلج، التى استخدمها المتظاهرون لتبريد رؤوسهم، ليباع لوح الثلج حجم اليد الواحدة بجنيهين، تزيد بزيادة حجم اللوح، ويظهر التعاون فى تلك المحاولة البائسة من صاحب لوح الثلج فى تمريره على وجوه زملائه المتظاهرين ليخفف عنهم ولو قليلاً لهيب الجو. المشهد يتكرر فى كل أرجاء الميدان، لدرجة أنه عندما انتهى مخزون الثلج لدى أحد الباعة، اضطر إلى بيع زجاجات المياه المعدنية والغازية المثلجة كبديل للثلج، يضعها الشباب المتظاهرون على وجوههم ورؤوسهم حتى تبرد، ثم يشربونها. باعة الثلج الذين تواجدوافى الميدان بكثافة استعدوا لهذا اليوم، بالاتفاق مع محال العصير حول الميدان، حيث أغلقت أبوابها، وإن دار داخلها عمل دؤوب استمر منذ الفجر، تم فيه استغلال الثلاجات فى تصنيع الثلج بأحجام مختلفة، وتوزيعه على الباعة فى الميدان، كل له حصة، وإمدادهم - حسب تأكيد محمود أحد هؤلاء الباعة - بالثلج أولاً بأول فى محاولة للاستفادة - ولو قليلاً - من الجُمع التى تغلق فيها كل المحال أبوابها تحسباً لأى أعمال شغب.