حذر الدكتور عمرو حمزاوي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وأحد مؤسسي حزب مصر الحرية، من أن الثورة المصرية لم تكتمل حتى الآن، ولم تحقق أهدافها، مؤكدا أنها لن تكتمل إلا بهدم نظام مبارك كاملا لضمان محاكمة ومحاسبة مبارك وعائلته ووزرائه الفاسدين إضافة إلى قيادات الأمن والضباط المتهمين بقتل الثوار، خاصة في ضوء حصول كثير منهم على البراءة مما يوحى بالخشية من حدوث «مهرجان البراءة للجميع»، على حد قوله. جاء ذلك خلال المؤتمر الجماهيري الأول لحزب مصر الحرية، بالشرقية، الذي أقيم مساء السبت، بحضور بعض مؤسسي الحزب، فيما سادت حالة من الاستياء بين الحضور، خاصة الصحفيين بعد تأخر حمزاوي عن موعد المؤتمر لأكثر من ساعتين، معللا ذلك بسبب مشاركته في جمعة «الثورة أولا». وأشار حمزاوي أن الدعوة لتأجيل موعد الانتخابات لا تأتى من التخوف من قوة أي فصيل وعدم استعداد الأحزاب سواء الجديدة أو القديمة على حد سواء لأن الأحزاب لن تكون قوية إلا بالنزول للشارع والالتحام بالجماهير وهذا ما يمكن حدوثه خلال الدعاية الانتخابية، أما الدعوة للتأجيل فتأتي في إطار التخوف من الانفلات الأمني وسيطرة ذلك على جو الانتخابات مما يؤدى إلى الطعن على شرعية الانتخابات في وقت صعب وفترة انتقالية حرجة تمر بها البلاد. وأوضح أن الجدل حاليا حول الانتخابات أم الدستور أولا ما هو «إلا إضاعة للوقت لأن القضية حسمت في الاستفتاء وإن كان الحزب أحد الذين دعوا إلى التصويت ب«لا»، ولكن الدعوة لتأجيل الانتخابات ثلاثة أو أربعة أشهر أمر ليس بالمعضلة الصعبة ولا يؤدى إلى انفراد المجلس العسكري بالسلطة كما يتخوف البعض وإنما سيعالج بعض السلبيات التى تنتج عن استخدام العنف أمام اللجان في عدم توفير الأمن الكافي والتي يمكن تفاديها على المدى الطويل». وفيما يتعلق بحزب مصر الحرية أكد حمزاوي أن الحزب يدعو إلى دولة مدنية مرجعيتها الدستور وليس مرجعية دينية مشيرا إلى أن ما يميز الحزب عن الأحزاب الليبرالية الأخرى أنه ليس موجه ضد أي قوى أخرى ويعتمد على الوجوه الجديدة والتنسيق مع المجتمع المدني مثل الهيئات والاتحادات والنقابات حتى يتسنى التعبير عن أرائها والتعاون معها، إضافة إلى أن الحزب ينسق مع الأحزاب الليبرالية. وأكد أن مبادئ الحزب تقوم على المواطنة واحترام حقوق الإنسان التى تكون مرجعيتها الاتفاقيات والمعاهدات الدولية التى وقعت مصر على بعضها وسيسعى الحزب إلى تطبيق نظام السوق الملتزم بالعدالة الاجتماعية وسيعمل الحزب على إرساء قواعد تطبيق اللامركزية والتي تتيح لأبناء المحافظات اتخاذ القرارات السياسية والإدارية بما يتناسب معهم مما يقلل من الاعتماد على العاصمة في اتخاذ القرارات، إضافة إلى توطيد علاقة مصر بالعالم العربي والإفريقي والإسلامي.
