اتخذت الحكومة الإسرائيلية، أمس، خطوات تصعيدية جديدة للرد على قرار مجلس الأمن الدولى، الذى يطالب بالوقف الفورى للبناء الاستيطانى فى الأراضى الفلسطينية المحتلةوالقدسالشرقية، واستدعت وزارة الخارجية سفراء كل الدول التى تقيم معها تل أبيب علاقات دبلوماسية، والتى صوتت لصالح القرار، ومن بينهم السفير المصرى، حازم خيرت. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية، إيمانيول نحشون، إن ممثلى الدول التى أيدت القرار زاروا مقر الوزارة فى القدس تباعاً، موضحاً أنه جرى استدعاء السفراء، باستثناء السفير الأمريكى، لعقد «لقاءات شخصية». ونقلت صحيفة «هاآرتس» عن مسؤول إسرائيلى، لم تذكر اسمه، قوله إن كل سفير سيتم توبيخه بشكل شخصى، كما صرح دبلوماسى كبير فى القدس، ودبلوماسى غربى للصحيفة، أن استدعاء السفراء كان غير عادى، خاصة فيما يتعلق بتوقيته، يوم عيد الكريسماس. وأكدت أنه تم استدعاء سفراء كل من روسيا، الصين، اليابان، أوكرانيا، فرنسا، بريطانيا، أنجولا، مصر، أوروجواى، وإسبانيا. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» على موقعها الإلكترونى، أن الاستدعاء يأتى رغم أن الوزارة لا تعمل يوم الأحد، ورغم احتفالات أعياد الميلاد. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتنياهو، أمر باستدعاء السفراء «لتوبيخهم على مواقف دولهم». وأصدر وزير الدفاع الإسرائيلى أفيجدور ليبرمان قرارا بقطع الاتصالات مع السلطة الفلسطينية، وأصدر ليبرمان، أمس، أمرًا لكبار الضباط فى الجيش الإسرائيلى، بقطع كافة الاتصالات المدنية، مع المسؤولين فى السلطة الفلسطينية. وقالت الإذاعة الإسرائيلية العامة: إن ليبرمان طالب الجهات المختصة بوقف الاتصالات واللقاءات المدنية مع ممثلى السلطة الفلسطينية. وقالت مصادر إسرائيلية إن قرار مجلس الأمن «لن يوقف البناء فى القدس». ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المصادر قولها: إنها «تتوقع أن تصادق لجنة التنظيم والبناء المحلية فى بلدية القدس خلال الأسابيع القليلة القادمة على بناء أكثر من 5600 وحدة سكنية جديدة فى أحياء يهودية تقع خارج الخط الأخضر». وهاجم نتنياهو، مجددا، إدارة أوباما لعدم لجوئها إلى استخدام حق النقض «الفيتو» ضد مشروع القرار لإجهاضه، واصفا موقف إداة أوباما بأنه «انقلاب واضح ومعاد ضد إسرائيل». وقال نتنياهو «مع الوقت سيُلغى قرار مجلس الأمن، كما ألغى قرار سابق اعتبر الصهيونية حركة عنصرية، سنلغيه بالثبات على سياستنا دون تراجع». وأكد أن إسرائيل ترفض القرارات الأممية (الوهمية) التى تطالبها بوقف الاستيطان. ووصف نتنياهو القرار بأنه «مخجل ولن ينفذ، وهو يبعدنا عن عملية السلام، ويقوض العدالة والحقيقة». وأضاف: «لا نقف وحدنا، لقد تحدثت مع أعضاء فى الكونجرس الأمريكى وأكدوا لى أنهم سيقفون ضد القرار». ولفت نتنياهو إلى أن إسرائيل ستوقف دعمها لمؤسسات تابعة للأمم المتحدة. وقال: «أصدرت بالفعل توجيهات بوقف تمويل بنحو 30 مليون شيكل (7.8 مليون دولار) لخمس مؤسسات للأمم المتحدة لها عداء على نحو خاص تجاه إسرائيل والبقية تأتى». ووصف الرئيس الإسرائيلى، رؤوفين ريفلين، قرار مجلس الأمن ب«المشين»، قائلا إنه «يبعد احتمال عقد مفاوضات قريبًا». وزعم أن القدس الموحدة هى عاصمة إسرائيل الأبدية وهكذا ستبقى دائمًا، لا تستطيع أى هيئة دولية أن تلغى ذلك. ودعا رئيس بلدية القدس، نير بركات، الرئيس الأمريكى المنتخب إلى نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس للرد على قرار مجلس الأمن، وقال إن عدم فرض الفيتو فى مجلس الأمن عمل على تقوية الأشرار وأضعف الأخيار، على حد وصفه. فى المقابل، توالت الانتقادات لحكومة نتنياهو، وقالت عضو الكنيست، وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة، تسيبى ليفنى، إن نتنياهو يعمل على عزل إسرائيل دوليا، وأضافت تعليقا على إلغاء زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء الأوكرانى فولوديمير جرويسمان، إلى تل أبيب، «وفقا لهذا المبدأ، فإن على نتنياهو أن يقطع العلاقات مع بريطانياوفرنساوروسيا، فهم صوتوا لصالح قرار مجلس الأمن»، ورأت أن «نتنياهو يعمل على عزل إسرائيل لصالح بضع مستوطنات معزولة». وحمّلت ليفنى، نتنياهو، مسؤولية تبنى القرار، وطالبته ب«التنحى والعودة إلى البيت».وواصل الرئيس الأمريكى المنتخب، دونالد ترامب، هجومه على القرار وقال إنه يهدد عملية السلام، وسط أنباء عن عزمه زيارة إسرائيل وتجديده التأكيد على سرعة نقل السفارة الأمريكية إلى القدس. واعتبر ترامب أن تبنى مجلس الأمن القرار سيجعل التوصل إلى اتفاق سلام «أكثر صعوبة». وقال «إن الخسارة الكبيرة لإسرائيل فى الأممالمتحدة ستجعل مفاوضات السلام أكثر صعوبة، ومؤسف جدا، لكننا سنتوصل إلى السلام بأى حال». ونقلت صحيفة «الشرق الأوسط» اللندنية عن جويل بارك بولاك، القيادى فى الحزب الجمهورى، قوله إن ترامب عبّر لمقربين منه عن عزمه القيام بزيارة رئاسية إلى القدس العام المقبل. وتعهد مجددا بتسريع خطوات نقل السفارة الأمريكية إلى القدس ردا على قرار مجلس الأمن الدولى رقم 2334. وتوقع بولاك ألا تكتفى إدارة ترامب بتسريع نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، بل سيكون أمامها خيارات للثأر ومنها قيام الرئيس المنتخب بزيارة القدس باعتبارها «العاصمة الأبدية لإسرائيل»، على حد تعبيره. ووصفت شبكة «سى.إن.إن» الإخبارية الأمريكية، محاولة ترامب، لإيقاف مشروع القرار بأنه جعل ترامب ونتنياهو فى كفة ضد العالم كله، وقالت «إن التصويت الدرامى فى مجلس الأمن يمثل الفصل الأخير فى علاقة أوباما المضطربة مع نتنياهو». واستنكرت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية، موقف أوباما، وقالت «بعد 8 سنوات من محاولاته الفاشلة لتحقيق السلام، فإنه قرر فى اللحظة الأخيرة عدم رفض مشروع قانون الاستيطان، فى انتقام شخصى من نتنياهو قبل مغادرته البيت الأبيض».