رحبت مصر بقرار الحكومة البريطانية رفع الحظر المفروض على رحلات الطيران البريطانى إلى منتجع شرم الشيخ العالمى، واعتبرت وزارة الطيران المدنى القرار مؤشرًا للثقة بين مصر والمملكة المتحدة وتتويجًا للتنسيق الاستراتيجى بين الدولتين، موضحة أنها تأمل فى أن تكون هذه الخطوة بداية مرحلة جديدة، تشهد المزيد من الرحلات السياحية البريطانية لجميع المطارات المصرية. وأعلنت السفارة البريطانية بالقاهرة، فى بيان لها، أن المملكة المتحدة ترفع قيود الرحلات الجوية على مطار شرم الشيخ، وأنها أبلغت شركات الطيران، أمس، بأنها لم تعد تنصح بعدم السفر إليه. وأشارت د. رانيا المشاط، وزيرة السياحة، إلى أن هذه الخطوة تدفع العلاقات الثنائية بين البلدين والمضى قدمًا نحو آفاق أرحب فى قطاع السياحة الذى بات يشهد طفرة ملحوظة، لافتة إلى أن القرار يؤكد قناعة السلطات البريطانية بالأمن والأمان الذى تتمتع به مصر، خاصة بعد الإجراءات التى اتخذتها الحكومة المصرية لتعزيز منظومة الأمن على كل المستويات، سواء فى المطارات أو المناطق السياحية. وأكدت الوزيرة أن القرار سيكون له مردود إيجابى كبير على زيادة الحركة السياحية الوافدة من السوق البريطانية، ليس إلى شرم الشيخ فحسب، ولكن إلى المقاصد السياحية المصرية بوجه عام. وأضافت أن القرار رسالة للعالم تؤكد أن مصر آمنة، وأن الحكومة المصرية تضع أمان السائح كأولوية تحرص على تحقيقها بكل السبل وبما يتماشى مع المعايير الأمنية الدولية التى يتم تطبيقها فى أكبر مطارات العالم. ولفتت إلى إشادات المؤسسات الدولية بالأوضاع الأمنية فى مصر، وحصول مصر على جائزة «الريادة الدولية فى السياحة» لهذا العام من المجلس الدولى للسياحة والسفر WTTC، تقديرا لجهودها فى تعزيز قطاع السياحة المصرى ليكون أكثر صلابة وقدرة على تحمل الصدمات. وأوضح التقرير الأخير للمجلس أن جهود الدولة المصرية لتحسين الأوضاع الأمنية ساعد فى زيادة السياحة بمعدل 16.5%، وهو 4 أضعاف متوسط النمو العالمى البالغ 3.9%. وقال وزير شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الدكتور أندرو موريسون: «يسعدنى اليوم أن نعلن عن رفع القيود الحالية، سنواصل العمل عن كثب مع شركائنا فى مصر وشركات الطيران التى تخطط لاستئناف الرحلات فى المستقبل». وقال السفير البريطانى فى مصر، السير جيفرى آدامز، إن الإعلان يأتى بعد تعاون وثيق بين خبراء أمن الطيران فى البلدين، و«سنواصل عملنا مع مصر لضمان سلامة وأمن المواطنين البريطانيين، والتى تظل على رأس أولوياتنا». وأكد اللواء طيار جاد الكريم نصر، مستشار وزير الطيران السابق لشؤون المطارات، أن القرار إنجاز كبير للسياحة المصرية ولقطاع الطيران، وعلامة على استقرار الأمن والأمان فى مصر، مؤكدًا أن القرار ستتبعه قرارات من دول أخرى، على رأسها روسيا، خاصة أن مسؤولًا روسيًا كبيرًا صرح مؤخرًا بأن ملف عودة الرحلات الروسية للمنتجعات المصرية على البحر الأحمر، سيكون من ضمن الملفات التى سيتم بحثها خلال فعاليات المنتدى الاقتصادى الإفريقى الروسى وقمة روسيا- إفريقيا، والمنعقدة للمرة الأولى، برئاسة مشتركة بين الرئيس عبدالفتاح السيسى، كرئيس للاتحاد الإفريقى، والرئيس الروسى فلاديمير بوتين، يومى 23 و24 أكتوبر الجارى. وأضاف أن عودة السوق البريطانية بكامل قوتها للمنتجعات السياحية المصرية، من شأنه إحداث طفرة سياحية للفنادق والمنشآت والشركات السياحية وللمطارات المصرية، خاصة أن السوق البريطانية تأتى فى المرتبة الثالثة من بين أفضل الأسواق المصدرة للسياحة المصرية، بناء على إحصائيات 2010، بعد السوقين الروسية والألمانية، موضحًا أن الأمر سينعش أيضًا المطارات المصرية، وخاصة إذا علمنا أن السائح البريطانى من أفضل 10 سياح إنفاقًا فى العالم. وقال الخبير السياحى سامح سعد، الرئيس التنفيذى لشركة مصر للسياحة، رئيس مجلس إدارة شركة الصوت والضوء، إن هذا القرار سيعيد الحياة بشكلها الصحيح لشرم الشيخ، مشيرًا إلى أن عودة السياحة الإنجليزية ستنعش الحركة التجارية لمحال الماركت والبازارات والمطاعم فى المدينة، وكذلك ستعود بالإيجاب على حركة النقل الداخلى لسيارات التاكسى والليموزين، التى وقع عليها ظلم كبير خلال السنوات الماضية، لافتًا إلى أن التحركات الحكومية التى تقوم بها القيادة السياسية، والتى ساعدت على فتح أسواق جديدة، والاكتشافات الأثرية الجديدة التى تتحدث عنها وسائل الإعلام العالمية بالأقصر، وإضافة مناطق ومنتجعات سياحية جديدة فى مصر، جعلت هناك طلبًا متزايدًا على السفر إلى مصر، ومن المتوقع أن تحقق مصر خلال الموسم السياحى المقبل رقمًا قد يكون الأكبر فى تاريخها. واعتبر اللواء طيار محمد زمزم، رئيس الشركة المصرية للمطارات الأسبق، أن القرار يعبر عن مدى حسن العلاقات بين البلدين ومدى الثقة فى الأمن والأمان بمصر، وخاصة فى المطارات المصرية، وهو نتيجة لقيادة مصر الرشيدة والقوية وثقة العالم فى حكمتها. وقال محمد منتصر، نائب رئيس لجنة السياحة بجمعية رجال الأعمال، إن العودة ستكون تدريجية، متوقعًا أن تكون مطلع يناير المقبل، موضحًا أن عودة الطيران لشرم الشيخ سوف تكون العامل الجوهرى على أجندة بورصة لندن، خاصة أنه لا يوجد منافس للمنتجع خلال موسم الشتاء. وأكدت النائبة سحر طلعت مصطفى أن القرار إقرار عملى أمام العالم بأمان واستقرار مصر، مشيدة بتصريحات وزير شؤون الشرق الوسط وشمال إفريقيا بالتواصل مع شركائه فى مصر وشركات الطيران التى تخطط لاستئناف الرحلات فى المستقبل. ودعت القطاع السياحى للاستعداد للتعاون مع الشركاء البريطانيين واستعادة الحركة من السوق الإنجليزية لمنتجع شرم الشيخ خلال موسم الشتاء الجارى، مطالبة بضرورة إطلاق حملات تسويقية موجهة للسائح البريطانى عبر منصات التواصل الاجتماعى، وكذلك دعوة الصحفيين البريطانيين والمؤثرين على الإنترنت من الشباب الإنجليزى لزيارة شرم الشيخ. وزاد عدد السياح القادمين من المملكة المتحدة فى السنوات الأخيرة، رغم القيود المفروضة على الرحلات الجوية إلى مطار شرم الشيخ، وزار مصر ما يقرب من 415000 سائح فى عام 2018.