خيم الحزن على أهالى منطقة أم بيومى بمدينة شبرا الخيمة فى القليوبية، مسقط رأس الشاب محمد عيد، ضحية قطار طنطا، الذى أجبره الكمسارى، أمس الأول، على القفز من القطار أثناء سيره، ليلقى مصرعه فى الحال ويصاب صديقه «أحمد محمد» بإصابات خطيرة، لعدم وجود تذاكر معهما. وشيع الأهالى جثمان الشاب، فجر أمس، وسط حالة من الحزن، مطالبين برجوع حقه وتقديم سبب مصرعه للعدالة. وقدم المهندس كامل الوزير وزير النقل يرافقه قيادات هيئة السكة الحديد واجب العزاء لأسرة الشاب كما قدم اعتذار باسم كافة العاملين بوزارة النقل والهيئة عما حدث من تصرفات خاطئة وغير إنسانية بحق المتوفى. وقال شريف عماد، ابن خاله، إن محمد كان حريصًا على متابعة والدته تليفونيا ليطمئن عليها، وكانت آخر مكالمة بينهما قبل الحادثة بساعات، وقال لها: «أنا جايلك على طول»، مشيرًا إلى أن الأسرة علمت تفاصيل الواقعة من زميله الذى نجا من الحادث، بأن الكمسارى طلب منهما ثمن التذكرة فأشارا إلى أنهما لا يملكان ثمنها، فطلب منهما إما القفز من القطار أو الحبس، فقررا المجازفة بحياتهما خوفا من تعرضهما للمساءلة القانونية. وأوضح أن الضحية كان يعمل فى مجال بيع الإكسسوارات والميداليات التذكارية، ويتجول ببضاعته فى الأسواق كالعتبة أو فى مواسم المصايف بالإسكندرية والمناطق الساحلية، مؤكدا أنه لم يكن بائعًا متجولًا داخل القطارات ولم يمارس البيع بالقطار أبدًا. وأضاف أن محمد البالغ من العمر 23 عاما، لم يكن متزوجا، حصل على دبلوم صنايع، وكان يعيش مع شقيقته ووالدته، مطالبًا بالتحقيق فى الواقعة ومجازاة المخطئ، وأن يعود حق المجنى عليه كأى شاب مكافح دفع حياته ثمنًا للقمة العيش. التقت «المصرى اليوم» ب«أحمد سمير»، المصاب فى حادث القطار، والذى أكد أنه فوجئ بالكمسارى يطالبه بمغادرة القطار بعد أن اكتشف أنه لا يملك ما يكفى لشراء التذكرة. وأوضح أن الكمسارى عاملهما بلهجة عنيفة، وطالبهما إما بالدفع أو مغادرة القطار وإلا سيتم تسليمهما إلى الشرطة، مضيفًا أنه قرر مع زميله القفز من القطار، فنجح هو فى القفز بمكان آمن، بينما سقط زمليه أسفل القطار ولقى مصرعه. وقال: «يا ريتنى أنا اللى مت وأنقذت صديق عمرى، ده كان راجل البيت اللى بيصرف على أخته وأمه المريضة»، كاشفًا أن آخر لحظة من عمر زميله، نظر إليه بضعف وكأنه كان يعرف مصيره وأنها نهايته، وكأنه يريد أن يوصيه على والدته المسنة، متابعا: «الكمسارى منه لله مرحمناش». وقالت مروة سمير، شقيقة المصاب، إن الكمسارى ارتكب جريمة كبيرة ولابد أن يعاقب بعدما تسبب فى موت جارها وإصابة شقيقها، نافية ل«المصرى اليوم» أن يكون شقيقها وصديقه باعة جائلين، مؤكدة أنهما كانا يتاجران ويكافحان من أجل لقمة العيش. وأكد وزير النقل، أنه لن يتوانى عن عقاب أى مسؤول عن الحادث. وأضاف أن النيابة العامة تحقق فى الواقعة، وعقب صدور قرار النيابة «سنتخذ الإجراءات الرادعة حول من تسبب فى الحادث، لأن أمن وأمان الراكب مسؤولية كبيرة جدا، ولابد أن نقدمها للمواطن المصرى، الذى نبذل قصارى جهدنا لتقديم خدمات تليق به». فى سياق متصل، قرر الوزير إعداد برنامج عاجل وفورى بالسكة الحديد عن كيفية التعامل مع الجمهور. وقالت هيئة السكك الحديدية، فى بيان، إن «الكمسارية ورؤساء القطارات وموظفى شبابيك التذاكر والعاملين فى المحطات المختلفة والعاملين بالتسويق والمبيعات وخدمة العملاء ومضيفى القطارات وغيرهم من طوائف التشغيل سيتم ضمهم لهذا البرنامج»، وإن هذا البرنامج ستتم فى الأماكن المتخصصة فى السلوكيات وعلوم الإدارة وفنون التعامل مع الجمهور، بالإضافة إلى معهد وردان التابع للسكك الحديدية، وسيقوم بالمحاضرة فيها خبراء متخصصون فى هذه المجالات.