أفلام ومسلسلات جديدة عن بطولاتنا العسكرية

فتح فيلم «الممر» الأبواب أمام ظهور أعمال أخرى تتناول بطولات قواتنا المسلحة. أكثر من فيلم ومسلسل يجرى التحضير لتصويرها خلال الفترة المقبلة. فى رمضان المقبل يرصد مسلسل «الاختيار» لواحد من أبطال الكتيبة 103 صاعقة الشهيد أحمد المنسى وهو العمل الذى سيلعب بطولته أمير كرارة ويكتبه باهر دويدار ويخرجه بيتر ميمى ويجهز الفنان محمد عادل إمام لفيلم سينمائى يؤرخ لواحد آخر من أبطالنا وهو الشهيد إبراهيم الرفاعى.
يشير الناقد نادر عدلى إلى أنه بعد حرب أكتوبر بسنة واحدة لجأت السينما وبدافع وطنى إلى تقديم ستة أفلام فى هذا الشأن مثل فيلم «الرصاصة لا تزال فى جيبى» وشعرت أن هذا دور وطنى لا بد من دعم ويقول عدلى: هذه الأفلام جاءت متوسطة القيمة والتأثير، ولم تقدم مشاهد عسكرية مهمة باستثناء «الرصاصة لا تزال فى جيبى»، ثم توقف الإنتاج تقريبا حتى ظهر فيلم «العمر لحظة». ويوضح أنه عقب هذه الفترة انشغلت السينما والدراما بشكل عام فى قضايا المجتمع الكثيرة مثل تغيير النظام السياسى والاتجاه إلى قضية الانفتاح الاقتصادى. وأضاف: فى الوقت نفسه حدثت معاهدة السلام فلم يعد السينمائى المصرى يعرف هل من المهم أن يقدم الأفلام الحربية فى ذلك التوقيت أم لا، وبعد ذلك قدمت السينما فيلم «الصعود إلى الهاوية»، لافتا إلى أن نجاح هذا الفيلم أدى إلى اهتمام التليفزيون والدراما التليفزيونية بتقديم قضايا جاسوسية مماثلة فكان مسلسل عادل إمام «دموع فى عيون وقحة» ثم مسلسل محمود عبد العزيز «رأفت الهجان»، و«الثعلب» لنور الشريف، و«السقوط فى بئر سبع» لسعيد صالح وغيرها.
وتابع: توقف الأمر عند هذا الحد وأصبحت هناك أقوال سائدة بأنه من الصعب إنتاج أعمال عسكرية أو جاسوسية إلا من خلال إنتاج قوى وكبير، وهذا لم يعد متوفراً الآن كما أن الأفلام العسكرية لا تحقق إيرادات كما حدث فى الأفلام الستة التى كانت بعد الحرب. وواصل: المعادلة تغيرت وكان هذا الاتجاه الجديد، فعاد التليفزيون إلى إنتاج مسلسل بعنوان «الزئبق» والذى أٌعلن أنه سيكون فى ستة أجزاء ولكن لم يتم تقديم سوى جزء واحد منه، ثم جاء فيلم الممر الذى فتح شهية السينما والدراما التليفزيونية على الخوض فى هذه الموضوعات الوطنية فأعلن مؤخرا عن وجود مسلسلين الأول لأمير كرارة ومسلسل آخر لمصطفى شعبان، فقد وجدت السينما أن هذه المادة الوطنية يجب أن تصل رغم التأخير الكبير إلى الأجيال الجديدة وإلى هذا الشعب الذى لا يعلم كثيرا عن نكسة 67 وحرب الاستنزاف بالإضافة إلى انتصار 73، كما وجدت أن هذه الأعمال تحظى باهتمام واسع وتحقق إيرادات كبيرة ومشاهدة عالية.
من جانبه ذكر السيناريست باهر دويدار أن تأخر ظهور هذه المشاريع له علاقة بعناصر الإنتاج وإن أوقات تصويرها تكون طويلة جدا وتستغرق وقتا طويلا فى الكتابة والتنفيذ كما أن لها تدريبات وتجهيزات كثيرة ومكلفة للغاية ويستخدم فيها معدات حربية، والنوع الحربى نوع صعب عمومًا.
وبالنسبة لمعايير المكسب والخسارة يشير إلى أن الناس لديهم تخوف من عمل هذا النوع وأضاف: تقديم هذه الأعمال جاء مصادفة مع طرح فيلم الممر وهى مصادفة لطيفة وهناك شجاعة فى إنتاج وعرض الفيلم وحماس فى اتخاذ هذا القرار، أما بالنسبة لنا فى المسلسل فقد كان قرار إنتاجه فى رمضان وكنا نجهز له ولكن تصادف تصويره مع وجود فيلم الممر».
ويرى المخرج الكبير على عبدالخالق أن أكتوبر هى الحرب الوحيدة التى انتصر فيها العرب فى تاريخهم وحققوا فيها نصرا كبيرا وكل الشعوب بلا استثناء دائما ما تظهر بطولات جيشها فى الحروب التى خاضتها، وقال: يعنى أمريكا مازالت تنتج أفلاما عن الحرب العالمية الأولى والحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام، وهناك خبر قديم أعلنت فيه وزارة الدفاع الأمريكية عن تخصيص 4 مليارات دولار للمساهمة فى إنتاج الأفلام الحربية، وهذا يعنى أن أمريكا تساعد المنتجين فى عمل أفلام من شأنها إظهار الجندى والضابط الأمريكى أنه لا يقهر، وهى استراتيجية فى السياسة الأمريكية وأنها تكسب حروبا دون أن تدخل الحرب من خلال تسويقها للمقاتل الأمريكى الذى لا يقهر وبالتالى تجد شعوبا كثيرة تلجأ لقول «هو احنا قد أمريكا» حيث يخشاها الآخرون بسبب ما يشاهدونه فى السينما. وأضاف: لا توجد دولة فى العالم لا تقوم بإظهار بطولات شعبها كون هذا جزءا من التاريخ وإن السينما هى أقرب وسيلة لتعريف الأجيال الجديدة بماضيها فإن هذه الأجيال الجديدة تسمع عن حرب 67 لكنهم لم يعايشوها، كما أن القراءة ليست من الاهتمامات الأولية للجيل الجديد بخلاف السوشيال ميديا والسينما، لذلك من المهم للسينما أن تقدم هذه الأعمال.
ويشير هشام عبدالخالق، منتج فيلم الممر، إلى أنه لا يوجد هناك تأخر فى تقديم أفلام عن البطولات العسكرية بل هى كانت غائبة من أربعين سنة، كما أن هذه البطولات تحتاج إلى دعم كبير من الدولة نظرا لتكلفتها الكبيرة ولذلك يبتعد الصناع عن هذه الأعمال العسكرية، وأكد أنه بعد فيلم الممر سيتشجع الناس لصنع أعمال مشابهة.
ونوه «عبدالخالق » إلى الصعوبات التى واجهتهم أثناء العمل فى فيلم الممر فيقول: «لسنا معتادين على التصوير فى ظروف صعبة كالصحراء وأماكن لا تصل لها السيارات» وقال إنهم اضطروا للتصوير ثلاثة أيام فى شرم الشيخ فى مكان لا تصل إليه الكرافانات فاضطر الممثلون للعمل ثلاثة أيام لمدة عشر ساعات فى اليوم بدون كرافانات خاصة وكانت هذه من الأيام شديدة الصعوبة فى العمل. وأضاف: كانت هناك صعوبات فى أعمال الأكشن فلم نكن نعلم بالنسبة لسير الدبابة كم ستستغرق من الوقت فى ذهابها وإيابها، ووجدنا مساعدة من الضباط فى القوات المسلحة وتعاونوا معنا فى ترتيب العساكر والأماكن وكان فريق العمل من الممثلين متعاونًا بشكل كبير معهم.