نظم الآلاف من مريدى ومُحِبّى الطرق الصوفية مسيرة للاحتفال بالمولد النبوى الشريف، انطلقت من مسجد سيدى صالح الجعفرى إلى مقر مبنى المشيخة العامة للطرق الصوفية الجديد بالجمالية. وحمل المريدون لافتات تحمل أسماء الطرق التى يتبعونها والأعلام الحمراء والصفراء والخضراء والسوداء، ورددوا الإنشادات الصوفية خلال المسيرة، والتى حملت مدح الرسول، «ص»، وتجمع العديد من المارة على جانبى المسيرة لتصوير وتسجيل بعض المشاهد عبر هواتفهم والتقاط بعض الصور معها. فيما تفاعل عدد من أهالى الجمالية، خاصة السيدات، التى أطلقت الزغاريد، وألقت الحلوى على المشاركين، فيما قامت أجهزة وزارة الداخلية بعملية تأمين شاملة، منذ انطلاق المسيرة حتى انتهائها بمقر مبنى المشيخة، وانتشرت أفراد الأمن فى جميع المحاور المرورية التى سارت بها المسيرة، مع إغلاق الحركة المرورية للمركبات لعدم إعاقة المسيرة. وفوجئ المشاركون بتغيير مسار المسيرة، لأول مرة منذ عقود طويلة، حيث اتجهت إلى مقر مبنى المشيخة العامة الجديد، بدلًا من توجهها إلى مسجد الحسين، وقام مشرفون ومنظمون تابعون للمشيخة العامة للطرق الصوفية بمطالبة المشاركين بالالتزام بالمسار والتوجه إلى المبنى احترامًا للظروف الأمنية التى تمر بها البلاد، بعد أن أقرت الأجهزة الأمنية هذا المسار لسهولة التأمين والحماية. وأمام مبنى المشيخة العامة للطرق الصوفية، وقف مشايخ الطرق الصوفية وأعضاء المجلس الأعلى للطرق الصوفية، برئاسة الدكتور عبدالهادى القصبى، رئيس المجلس، زعيم ائتلاف شعب مصر بالبرلمان، والذى قدم له المريدون البيعة كشيخ مشايخ الطرق الصوفية. وقال الشيخ مصطفى الهاشمى، شيخ الطريقة الهاشمية المدنية الشاذلية، ل«المصرى اليوم»، إن المشيخة هى مَن طالبت بتحديد المسار وليس وزارة الداخلية، وإن مشايخ الطرق الصوفية لا يقلون وطنية عن أى فئة أو طائفة، وطالبت بتغيير مسار المسيرة لعدم تحميل أعباء على عاتق الأجهزة الأمنية، خاصة أن مسار المسيرة بعيد عن زحام شارع الأزهر ومسجد الحسين، وأن المشاركين بالمسيرة سيتوجهون إلى مسجد الحسين عقب انتهاء المسيرة. واحتفلت المحافظات، أمس، بالمولد النبوى الشريف، بطقوس وعادات مختلفة، تنوعت وفقًا للتقاليد المتوارثة، التى يحرص الأهالى على القيام بها منذ فترة طويلة، وسط إجراءات أمنية مشددة، ففى أسوان، احتفل الأهالى، وسط زغاريد النساء ومواكب الخيالة واستعراض التحطيب، وشارك أهالى قرية الكاجوج للاحتفال فى عادة سنوية، حيث تخرج القرية بالكامل عن بكرة أبيها رجالًا ونساء وأطفالًا للموكب، فى جماعات تطوف شوارع وأزقة القرية، وقال صلاح زايد، راعى الاحتفال، إن المولد يتم تنظيمه سنويًا احتفالًا بميلاد النبى محمد، عليه الصلاة والسلام، حيث تنطلق الاحتفالات مع بداية شهر ربيع الأول، ولمدة 11 يومًا، يتم خلالها تنظيم الندوات واللقاءات والخطب الدينية والمدائح النبوية، التى يُحييها كبار المنشدين والعلماء، وتُختتم الاحتفالات بالليلة الكبيرة بموكب المولد، الذى يطوف شوارع القرية، بمشاركة جميع أبناء القرية من رجال ونساء وأطفال. وفى الأقصر، شهدت المحافظة على مدار الأيام الماضية سلسلة من المظاهر الاحتفالية بالمولد النبوى الشريف، حيث انطلقت المسيرات بمختلف قرى ومدن المحافظة، ونظمت مديرية الأوقاف أكثر من 22 لقاءً دينيًا بالمساجد، وتكريمات مميزة لحفَظة القرآن الكريم، كما أطلق الأهالى الألعاب النارية منذ الصباح الباكر للإعلان عن الاستعداد لبدء الاحتفالات الختامية لمولد النبى، صلى الله عليه وسلم، وتتسابق قرى ومدينة الأقصر على الاحتفال بهذا اليوم الكريم من خلال المسيرات وسباقات الخيول والتحطيب، وهى من المظاهر المميزة لأبناء المحافظة فى احتفالاتها بالمولد النبوى، وخرج الآلاف من أهالى المحافظة فى مسيرات مختلفة احتفالًا بالمولد النبى الشريف فى كرنفال شعبى يُقام منذ عشرات السنين، حيث يطلق عليها «دورة المولد»، التى تشهد صورًا مختلفة من الاحتفالات المميزة، بالأناشيد والمديح والغناء بقصائد حب رسول الله، كما يتوجه الأهالى إلى حلقات الألعاب بالتحطيب ورقص الخيول، وقال محمد جمال، أحد أبناء الكرنك، إن دورة المولد ينظمها أبناء الكرنك منذ سنوات، حيث يشارك فيها مختلف الأعمار، ونظمت مساجد ساحات الأقصر احتفالات وتكريمات لحفَظة القرآن الكريم، حيث تشهد ساحة السيدة زينب بمنطقة القرنة توافد عدد كبير من السيدات والأسر للمشاركة فى مظاهر الاحتفالات. وفى المنيا، حذر اللواء محمود خليل، مدير الأمن، المواطنين والطوائف الدينية من تنظيم مسيرات عشوائية للاحتفال بالمولد النبوى الشريف حفاظًا على استقرار الأمن وتفويت الفرصة على أى عناصر خارجة عن القانون قد تندس وسطهم لإثارة الشغب. وفى القليوبية، احتفلت جمعية «شبرا الخير»، بالتعاون مع شركة الكابلات الكهربائية وشركة سيكو مصر، المُصنِّعة لأول هاتف محمول مصرى، بالمولد النبوى الشريف من خلال تكريم العشرات من حفظة القرآن الكريم بالمحافظة، بعد تفوقهم فى مسابقة «أهل القرآن»، التى نظمتها الجمعية، وشهدت المسابقة مشاركة أصغر متسابقة فى فئة القرآن الكريم كاملًا، بعمر 9 سنوات، وتنوعت الجوائز بين الهواتف المحمولة للأطفال الفائزين بالمسابقة وجوائز مادية وعينية لباقى المُكرَّمين من الأوائل.
