أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، والبابا فرنسيس، بابا الفاتيكان، خلال لقاء جمعهما فى روما أمس الأول، مواصلة التعاون لتحقيق الإخاء الإنسانى، ونشر قيم الأخوة والتعايش المشترك. جاء ذلك خلال لقائهما أعضاء اللجنة الدولية للأخوة الإنسانية، إذ قدم أعضاء اللجنة، لهما، التصور المقترح لبيت العائلة الإبراهيمية، الذى سيقام فى العاصمة الإماراتية أبوظبى، والذى يعد أول المشاريع التى ستتولى اللجنة الإشراف عليها، ويكشف التصميم المقترح عن تأسيس كنيسة ومسجد ومعبد فى مساحة مشتركة للمرة الأولى، لتشجيع الحوار الدينى ونشر قيم التسامح والعيش المشترك بين الجميع من مختلف الأديان والثقافات والمعتقدات. وقال «الطيب» إن اللجنة الدولية للأخوة الإنسانية تقع عليها مسؤولية كبرى فى تحقيق مبادئ وثيقة الأخوة الإنسانية وتطبيقها على أرض الواقع ليشعر الجميع بنتائج هذه الوثيقة من تعايش وسلام مجتمعى. وأوضح البابا فرنسيس أن وثيقة الأخوة الإنسانية كانت حلما بعيدا، لكن بمشيئة الرب أصبحت حقيقة وواقعا، مطالبا أعضاء اللجنة ببذل المزيد من الجهد لترجمة هذه الوثيقة التاريخية لبرامج وتشريعات ومبادرات تسهم بحق فى نشر المحبة والأخوة بين الناس، مضيفا أن بيت العائلة الإبراهيمية فكرة عبقرية تجسد الأخوة الإنسانية التى نسعى إليها جميعا. وأعلنت اللجنة الدولية لوثيقة الأخوة الإنسانية عن ضم إيرينا بوكوفا، المدير العام السابق لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة «يونسكو»، والتى تعد أول امرأة ترأس منصب مدير لليونسكو لمدة فترتين متتاليتين 2009- 2017، وتقلدت العديد من المناصب القيادية، بدءا من شغلها منصب عضو بالبرلمان البلغارى، ثم نائبة لوزير الخارجية، وسفيرة لبلغاريا لدى فرنسا واليونسكو، انتهاء بعملها كممثل شخصى لرئيس جمهورية بلغاريا لدى المنظمة الدولية للفرانكفونية قبل توليها رئاسة اليونسكو، وبهذا يصبح عدد أعضاء اللجنة 9 أعضاء معنيين بتحقيق الأهداف الواردة فى وثيقة الأخوّة الإنسانية. يذكر أنه تم تشكيل اللجنة الدولية للأخوة الإنسانية من أجل تحقيق أهداف «وثيقة الأخوة الإنسانية» التى وقعها شيخ الأزهر وبابا الفاتيكان، من خلال وضع إطار عمل تنفيذى للأهداف والغايات التى نصت عليها الوثيقة، وإعداد الخطط التنفيذية والبرامج والمبادرات الضرورية من أجل تفعيل بنود الوثيقة التى تنص على السلام العالمى والعيش المشترك وضمان مستقبل مشرق ومتسامح للأجيال القادمة، كما تتضمّن مهام اللجنة العليا الإشراف على تنفيذ بنود الوثيقة على الصعيدين الإقليمى والدولى، وعقد اللقاءات الدولية مع القادة والزعماء الدينيين ورؤساء المنظمات العالمية والشخصيات المعنية، بالإضافة إلى دورها المحورى فى الإشراف على بيت العائلة الإبراهيمية فى أبوظبى، الذى يعد إحدى مبادرات اللجنة ويمثل تجسيداً للعلاقة بين الأديان الإبراهيمية الثلاثة، ومنصة قوية الجذور للحوار والتفاهم والتعايش بين أصحاب الكتب السماوية.
