«تم قفل الشبكة بواسطة السحر.. سيد عبدالحفيظ وممدوح عباس وهانى العتال هم من جلبوا السحرة».. كان هذا هو تعليق المستشار مرتضى منصور، رئيس نادى الزمالك على تعادل فريقه مجددًا أمام الإنتاج الحربى سلبيًا، بعد التعادل السلبى أمام سموحة، وخسارة الفريق أمام طلائع الجيش، ليعيد إلى الواجهة الحديث عن السحر فى كرة القدم، وهو حديث له أبعاد وحكايات، ليس فى مصر فقط بل حول العالم، تصل إلى أكبر الدوريات الأوروبية. وهو الأمر نفسه الذى برر به سابقًا نجم توتنهام إيمانويل أديبايور عقمه التهديفى مع فريقه فى وقت سابق عام 2015، حين أكد أن والدته استخدمت تعويذة من السحر الأسود لمنعه من هز الشباك. تقرير طويل أعدته صحيفة «ذا صن» البريطانية فى 2015 عن استخدام لاعبين السحر فى الدورى الإنجليزى عقب تصريحات «أديبايور»، ليؤكد خلاله براون إيديى، لاعب سوشو الفرنسى حاليًا ووست بروميتش آنذاك، ارتباط عدد من اللاعبين فى البريميرليج بسحرة، موضحًا: «أعرف لاعبين منخرطين فى سحرة الجوجو، ولا يمكنهم الخروج من هذه العلاقة، إنها مصيدة، قد يحصلون على فوائد على المدى القصير، لكن على المدى البعيد يدفعون ثمنها، سحرة الجوجو لديهم تأثير كبير». وأشارت الصحيفة فى تقريرها إلى أن أحد لاعبى الدورى الإنجليزى الممتاز يدفع ألف جنيه إسترلينى شهريًا لساحر فى كوت ديفوار، فيما نقلت عن زوجة اللاعب قولها: «هو أكثر أهمية من مدرب النادى». ومن الملاعب الإنجليزية إلى الإفريقية، يؤمن العديد من الفرق واللاعبون باستخدام السحر فى كرة القدم، وبالقوة الخارقة للسحرة فى التأثير على مسار المباريات، وهو ما لفت إليه تقرير أعدته هيئة الإذاعة البريطانية فى 2012، لافتة إلى الممارسات المختلفة التى يلجأ إليها هؤلاء كدهن زيت النخيل على الكاحل أو أكل جوزة الكولا أو قطع الكاحل بآلة حادة ثم وضع بودرة سوداء على الجرح أو حتى القفز فوق شعلة نار أو التخييم فى المقابر قبل المباراة. ولتعمل تلك التعويذات، على اللاعبين أيضًا اتباع بعض التعليمات التى يعطيها لهم السحرة، كعدم مصافحة أحد قبل المباراة أو دخول الملعب بظهورهم. فيما تحدث حينها صحفيون كاميرون عن وجود أشخاص غريبين يقومون بأفعال غريبة فى بعثة الفريق، إذ نقلت هيئة الإذاعة البريطانية عن أحد الصحفيين قوله: «أحدهم كان دائمًا يحمل علبة كبريت، رغم أنه لا يدخن، والأسوأ أنه أضاء شمعة فى وضح النهار». واقعة أخرى كان بطلها المنتخب النيجيرى، أوضحت كيف آمن الفريق بالسحر الكاميرونى، ففى مباراة بتصفيات كأس العالم وصل النسور الخضراء إلى الكاميرون إلا أنهم رفضوا ركوب السيارة المخصصة لهم مع المسؤولين الكاميرون، وذهبوا مباشرة إلى سفارة بلدهم فى سيارة تخصها، كما لم يعودوا إلى الفندق المخصص لهم وقضوا ليلتهم فى مبنى السفارة. وادعى أحد السحرة، خلال التقرير البريطانى، أن بإمكانه إلقاء تعويذة على الكرة وقائم المرمى تمنع الكرة من دخول الشباك، موضحًا: «اللاعبون الأوروبيون يأخذون العقاقير لتحسين أدائهم، نحن الأفارقة لا نستطيع الحصول على العقاقير، ولكن لدينا عين ثالثة وتركيبات تقليدية لا يمكن للاختبارات العلمية كشفها». ولم يسلم المنتخب المصرى من محاولات السحر الإفريقى، كما كشف موقع «غانا ويب» الغانى، من استخدام أحد المسؤولين الغانيين جسد ماعز ميتة بناء على نصيحة أحد السحرة، لمساعدة منتخب بلاده فى المباراة التى فاز بها بسداسية مقابل هدف واحد على الفراعنة فى تصفيات مونديال 2014. أما على الصعيد العربى، فقد قام نادى الوصل الإماراتى بإذاعة آيات من القرآن الكريم فى مكبرات الصوت بملعبه لمدة ثلاثة أيام، حسب تقرير لصحيفة «البيان» الإماراتية عام 2013، إذ كان الغرض من ذلك كما أوضح التقرير هو تحصين الملعب وطرد الأعمال والشياطين، بعد خلاف بين الإدارة القديمة للنادى والإدارة الجديدة، والتى عانت من الإخفاقات المتتالية. ونالت الاتهامات باستخدام السحر الملاعب السعودية أيضًا، إذ اتهم عبده عطيف، لاعب الهلال السعودى السابق، بعض أندية المملكة باستخدام السحر والشعوذة خلال مداخلة تليفزيونية عام 2017، نقلها موقع «يوروسبورت»، مؤكدًا أنه تعاون مع الجهات المعنية لكشف السحرة فى أحد الأندية فى حالة تلبس. كذلك، اعترف صالح النعيمة، لاعب الهلال والمنتخب السعودى السابق، باستخدام السحر «الدنبوشي» فى إحدى المباريات، خلال حوار له مع صحيفة «عكاظ» السعودية موضحًا أنه استغفر الله مباشرة عقب المباراة واتجه إلى مكة ليؤدى العمرة. ولم تسلم الملاعب المصرية بدورها من الاتهامات باستخدام السحر، فقد أرجع الراحل سيد متولى، رئيس النادى المصرى فى عام 2008، تراجع نتائج الفريق آنذاك للسحر الأسود، مؤكدًا أن لاعبيه يتعرضون ل«قوة خارقة» تجعلهم يهدرون الفرص. لاعب الأهلى السابق عبدالحميد حسن أيضًا ألمح إلى إمكانية استخدام شخص ما للسحر للتسبب فى إصابة لاعبى الأهلى الموسم الماضى خلال برنامجه على قناة النادى، إذ قال: «اللعيب بيبقى مصاب وينزل الملعب يتصاب تانى، يعنى أحمد فتحى ينزل يتصاب، مش عارف (باسم علي) ينزل يتصاب، رامى ربيعة مش عارف يرجع أساسًا، صلاح محسن، جيرالدو، أنا خايف سيد عبدالحفيظ ولا مدير فنى وهو قاعد يتصاب، لازم نفكر ليه الإصابات الكتيرة دى، وليه لأ؟ يعنى مايكونش فيه حد عامل للعيبة دى حاجة؟».