وكأن قدر مصر أن تظل حائط صد ضد موجات إرهابية سوداء تحاول إيقاف قطار التنمية والمستقبل المصرى، وخلال العقد الفائت خاضت مصر معارك ضارية ضد الإرهاب الذى تصاعدت وتيرته بعد الإطاحة بنتظيم الإخوان من الحكم؛ الأمر الذى أشعل فتيل المواجهة بين أجهزة الأمن وخلايا التنظيم والجماعات الإرهابية المساندة له، وخلال هذه المواجهات قدمت مصر عشرات الشهداء من رجال القوات المسلحة والشرطة بالإضافة إلى عشرات الشهداء من المواطنين الذين ضربهم الإرهاب غيلة وخفية، وحتى لا ننسى هذه الحرب الضروس والتضحيات الهائلة نستعرض بشكل سريع أبرز العمليات الإرهابية التى عانت منها مصر خلال العقد الماضى. يناير 2010 - شهد واحدة من أبرز حوادث الإرهاب، والمعروفة إعلاميًا ب«مذبحة نجع حمادى»، والتى أطلق خلالها مسلّحون النيران عشوائيًا بمحيط كنيسة مطرانية نجع حمادى، خلال الاحتفال بعيد الميلاد، مما أسفر عن استشهاد 7 أشخاص، وأصيب العشرات، ونفد حكم الإعدام فى «حمام الكمونى»، (41 عاما)، المتهم بارتكاب المذبحة. وفى العام التالى 2011- استهدف انتحارى كنيسة القديسين فى الإسكندرية، خلال احتفال الأقباط بالسنة الجديدة، وهو الحادث الذى راح ضحاياه 23 شخصًا، وأصيب 100 آخرون. أما مرحلة حكم الرئيس المعزول محمد مرسى فقد شهدت 11 عملية إرهابية، والذى بدأ حكمه بوقوع أكثر الحوادث الإرهابية عنفًا بمقتل 16 ضابطًا وجنديًا من قوات الشرطة فى رفح، فى أغسطس 2012، وفى 24 ديسمبر عام 2013 استشهد 13 شخصا غالبيتهم من قوات الشرطة، وأصيب أكثر من 100 آخرين فى انفجار سيارة مفخخة استهدف مقر مديرية أمن الدقهلية بمدينة المنصورة. يقول أحمد كامل البحيرى، الباحث المتخصص فى شؤون الإرهاب بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن الفترة من 4 يوليو 2013 حتى 7 يونيو 2014، تصاعدت خلالها العمليات الإرهابية عقب ثورة يونيو، وعزل مرسى، وتزايدت معدلات العنف تجاه الكنائس واستهداف الأقباط، وبلغت العمليات الإرهابية نحو 222 عملية، وذلك عقب ما يعرف ب«مذبحة رفح الثانية»، 19 أغسطس 2013، إذ قتل 25 ضابطًا وجنديًا. وخلال السنوات التالية شهدت مصر عددا من العمليات الإرهابية، لكن أبرزها كان فى 2015 الذى شهد اغتيال النائب العام الأسبق المستشار هشام بركات، بعد استهداف موكبه بالتفجير، وحكم القضاء فى فبراير 2019 بإعدام 9 من المتهمين باغتيال بركات. فى 11 ديسمبر 2016، وقع انفجار بالكنيسة البطرسية، وأسفر العمل الارهابى عن مصرع 29 مواطنا وإصابة 31 آخرين، وفى 22 أكتوبر 2016، استشهد العميد عادل رجائى، قائد الفرقة التاسعة المدرعة بشمال سيناء، بعد استهدافه من قبل مسلحين لدى خروجه من منزله فى مدينة العبور. فى 14 اكتوبر 2016، قامت مجموعة مسلحة من العناصر الإرهابية بمهاجمة «كمين زقدان» بشمال سيناء، وتمكنت قوات الجيش من إلحاق خسائر فى صفوف الإرهابيين وقتل 15 وإصابة العديد منهم، وأسفرت الاشتباكات عن استشهاد (12) وإصابة (6) من أبطال القوات المسلحة. فى 24 نوفمبر 2017 تعرض مسجد الروضة بمدينة بئر العبد إلى هجوم إرهابى أثناء صلاة الجمعة، وأسفر الهجوم عن استشهاد 305 شهداء من المصلين المتواجدين داخل المسجد، بينهم 27 طفلا كانوا برفقة ذويهم، فضلا عن إصابة 128 آخرين. فى 15 أكتوبر 2017، نجحت قوات إنفاذ القانون فى التصدى لمحاولة إرهابية فاشلة لاستهداف نقاط تأمين بمنطقة القواديس فى شمال سيناء أسفرت عن مقتل 24 فردا إرهابيا واستشهاد 6 أفراد من القوات. فى 26 مايو 2017، استيقظ العالم على جريمة إرهابية شنيعة استهدفت حافلة فى الطريق الصحراوى الغربى كانت تقل عددا من الأقباط المصريين فى طريقهم لدير الأنبا صموئيل بمحافظة المنيا، مما أدى لاستشهاد 29 مواطنا وإصابة 24 آخرين على الأقل. فى 9 إبريل 2017، وقع انفجاران استهدفا كنيسة «مارى جرجس» بطنطا، بمحافظة الغربية، والكنيسة «المرقسية» بالإسكندرية الأحد 9 إبريل 2017 بالتزامن مع الاحتفالات بأحد السعف. فى 16 يناير 2017، لقى اثنان من الإرهابيين مصرعهما كما استشهد 8 من قوات كمين النقب إثر قيام مجموعة إرهابية بمهاجمة الكمين الذى يقع على بعد 80 كيلو من مدينة الخارجة. وقد تصدت قوة الكمين لهذا الهجوم مما أسفر عن مقتل 2 من المهاجمين، كما استشهد 8 من قوة الكمين وإصابة 3 آخرين. فى 9 يناير 2017، تمكنت الأجهزة الأمنية بشمال سيناء من التصدى لهجوم إرهابى مسلح شارك فيه ما يقرب من 20 عنصرا مسلحا، حيث حاولوا اقتحام كمين «المطافئ» بدائرة قسم ثالث العريش، وقد قامت القوات بالتصدى الحاسم لهذا الهجوم، مما أسفر عن مصرع خمسة إرهابيين وإصابة ثلاثة آخرين، وقد أسفر ذلك الهجوم الغادر عن استشهاد سبعة من رجال الشرطة بالإضافة إلى أحد المواطنين. فى 2 نوفمبر 2018، تعرض عدد من الأقباط لهجوم بالقرب من دير الأنبا صموئيل فى المنيا، حيث أسفر عن استشهاد 7 وإصابة 7 آخرين. أما عام 2019- الذى انخفضت فيه العمليات الإرهابية بعد الضربات الأمنية الناجحة- فشهد عمليتين إرهابيتين هما: تفجير معهد الأورام، الذى راح ضحيته 19 شخصًا وإصابة 30 آخرين، وتفجير انتحارى بمنطقة الدرب الأحمر خلال مطاردة أمنية، أسفرت عن استشهاد 3 من رجال الشرطة وإصابة 6 آخرين.
