لابد أنك صادفتَ كتبه- إن لم تقرأ أحدها- عند تجولك فى أروقة معرض الكتاب، فبين كتب التكنولوجيا والعلوم والمعارف، تظهر كتاباته متميزة، تسبق زمنها، تفسر العصر الرقمى، وتشرح مكنوناته، وتبسط مفاهيمه. إنه الدكتور نبيل على، رائد تكنولوجيا المعلومات فى الوطن العربى، خبير المعلوماتية والبرمجيات، المتخصص فى حوسبة اللغة العربية، الباحث فى ثقافة المعلومات والذكاء الاصطناعى، وهى الخبرات التى دَعَت محرك البحث «جوجل»، أمس، إلى أن يحتفل بذكرى ميلاد العالِم الراحل، حيث وضعت واجهة الصفحة العربية صورة رقمية ل«نبيل» وأرفقت بالتصميم جهاز كمبيوتر. وقال «جوجل»، فى بيان، إنه يحتفل بالذكرى ال82 لميلاد الرائد المصرى فى مجال حوسبة اللغة العربية. وأضاف: «ابتكارات العالِم الراحل فى مجال اللغويات الحاسوبية أسهمت فى دخول العالم العربى عصر المعلومات، خاصة من خلال البرامج، التى مكّنت الحواسيب من فهم اللغة العربية بصورة رقمية». وُلد «نبيل» بالقاهرة، فى 3 يناير 1938، وغيّبه الموت فى 27 يناير 2016، عن عمر يناهر 78 عامًا، قضاها باحثًا فى علم المعلوماتية تنظيمًا وتطبيقًا وتعليمًا. وحصل الراحل على البكالوريوس فى هندسة الطيران عام 1960، ثم على الماجستير 1967، والدكتوراه فى هندسة الطيران عام 1971. وبدأ حياته العملية مهندس طيران فى القوات الجوية، ثم عُيِّن مديرًا لمعالجة المعلومات فى شركة مصر للطيران، التى أنشأ فيها أول نظام للحجز الآلى فى المنطقة العربية. وتولى بعد ذلك عددًا من المناصب العليا فى مجال المعالجات الحاسوبية داخل مصر وخارجها، فأدار مشروع إطلاق «كمبيوتر صخر»، وصَمَّم «نبيل» أول مُحرِّك بحثى للغة العربية على أساس صرفى، وأول قاعدة بيانات معجمية للغة العربية، وأول برنامج للقرآن الكريم أنتجته شركة صخر، وأول قاعدة معارف للشعر العربى، وبرنامج الإعراب الآلى للغة العربية، وبرنامج التشكيل الآلى للغة العربية. وألّف «نبيل» أول كتاب فى اللغة العربية والحاسوب، إضافة إلى عدة كتب أخرى، منها كتب: «العرب وعصر المعلومات»، و«الثقافة العربية وعصر المعلومات»، و«الفجوة اللغوية: رؤية عربية»، و«العقل العربى وعالم المعرفة»، كما نشر العديد من المقالات العلمية، وأجرى عددًا من الدراسات للمنظمات العربية والإقليمية، منها «مسح للمحتوى الرقمى العربى»، وهى دراسة مقدمة لمنظمة إسكوا «لجنة الأممالمتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا»، عام 2010، وهى المؤلَّفات التى أظهرت مقدرته الفائقة على عرض مادته وتحليلها وتحويلها من مادة نظرية إلى برامج عملية تفيد مستخدمى «العربية» والكمبيوتر. وحصل «نبيل» على عدد من الجوائز، منها جائزة الإبداع فى تقنية المعلومات من مؤسسة الفكر العربى عام 2007، وجائزة أفضل كتاب ثقافى «تحديات عصر المعلومات» من الهيئة العامة للكتاب عام 2003، وجائزة أحسن كتاب فى مجال الدراسات المستقبلية من الهيئة العامة للكتاب بوزارة الثقافة عام 1994، كما حصل على جائزة الملك فيصل آل سعود العالمية عام 2012 فى اللغة العربية والأدب فى مجال المعالجة الحاسوبية للغة العربية.
