استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى أمس، فلورنس بارلى، وزيرة الجيوش الفرنسية، بحضور الفريق أول محمد زكى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى، والسفير الفرنسى فى القاهرة. وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس رحب بالوزيرة الفرنسية فى القاهرة، وطلب نقل تحياته إلى الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، وأكد على عمق العلاقات المصرية الفرنسية، ولاسيما من خلال التعاون الوثيق القائم بين البلدين على المستويين العسكرى والأمنى، وأعرب عن تطلعه إلى تطوير هذا التعاون خلال الفترة المقبلة، وكذلك الاستمرار فى التنسيق والتشاور الثنائى المكثف إزاء القضايا والتحديات ذات الاهتمام المشترك وسبل التعامل معها. وتابع أن «بارلى» نقلت تحيات الرئيس «ماكرون» إلى الرئيس السيسى، وأكدت على الأهمية التى توليها بلادها لتعزيز التنسيق وتوطيد علاقات الشراكة القائمة بين البلدين على كل الأصعدة، بما فى ذلك على المستويين العسكرى والأمنى، خصوصًا فى ظل ما تمثله مصر من دعامة رئيسية للأمن والاستقرار بمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا. وأضاف المتحدث الرسمى أن اللقاء شهد التباحث حول سبل تعزيز التعاون العسكرى بين البلدين، كما تم تبادل وجهات النظر إزاء المستجدات على صعيد عدد من الملفات الإقليمية والجهود المشتركة للتوصل إلى تسويات سياسية لمختلف الأزمات القائمة بالمنطقة. كانت الوزيرة بحثت والفريق أول محمد زكى عددًا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك فى ضوء علاقات الشراكة والتعاون بين الدولتين فى مختلف المجالات، وتطورات الأوضاع الراهنة وانعكاساتها على الساحة المحلية والدولية، وسبل دعم وتعزيز علاقات التعاون العسكرية بين القوات المسلحة لكلا البلدين، وأكدت حرص بلادها على تعزيز أوجه التعاون المشترك مع مصر كونها دولة محورية ورائدة بالمنطقة، وأشادت بدور مصر البارز فى مكافحة الإرهاب ودورها الداعم للأمن والاستقرار والسلام بالشرق الأوسط. وأكد القائد العام، خلال اللقاء، على اعتزازه بزيارة الوزيرة الفرنسية لمصر، والتى تأتى امتدادًا لعلاقات راسخة من الشراكة والتعاون المثمر مع فرنسا ولا سيما فى المجال العسكرى، وحرص القوات المسلحة المصرية على زيادة أواصر التعاون والشراكة فى العديد من المجالات على نحو يلبى المصالح المشتركة للبلدين. حضر اللقاء الفريق محمد فريد، رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسية وعدد من قادة القوات المسلحة. واستقبل السيسى رئيس البرلمان النمساوى، فولفجانج سوبوتكا، بحضور الدكتور على عبد العال رئيس مجلس النواب، والسفير النمساوىبالقاهرة. وقال «راضى» إن الرئيس رحب ب«سوبوتكا» فى مصر، وطلب نقل تحياته إلى المستشار النمساوى «سيباستيان كورتز»، وأعرب عن تقديره للحفاوة والمناقشات البناءة التى جرت فى مقر البرلمان النمساوى خلال زيارته إلى النمسا فى ديسمبر 2018، والتى عكست تميز علاقات الصداقة التى تجمع البلدين. وأضاف أن الرئيس أكد حرصه على التواصل المستمر مع المستشار النمساوى لتعزيز العلاقات الثنائية والتشاور حول أهم القضايا الإقليمية فى الإطار الأورومتوسطى، معربًا فى هذا الصدد عن التطلع لمواصلة الارتقاء بالتعاون بين البلدين على مختلف الأصعدة، خاصةً على مستوى العلاقات الاقتصادية والتجارية من خلال تبادل الخبرات والزيارات، بما يساهم فى تعزيز التواصل بين الشعبين. من جانبه؛ نقل رئيس البرلمان النمساوى تحيات المستشار «كورتز» إلى الرئيس، معرباً عن التشرف بلقاء الرئيس، وأشار إلى العلاقات المتميزة التى تربط البلدين الصديقين، وحرص النمسا على تعزيز الشراكة بينهما فى مختلف المجالات، وكذا دعم مصر فى جهودها لتحقيق التنمية الشاملة، والتى تشهد طفرة كبيرة وملحوظة خلال الفترة الأخيرة، خاصةً على صعيد الإصلاح الاقتصادى. وأضاف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أن اللقاء تناول بحث سبل تفعيل أطر التعاون المشترك وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، ودفعها نحو آفاق أرحب خلال المرحلة المقبلة، لا سيما فى مجالات التبادل التجارى والاستثمار، فضلًا عن استعراض آخر مستجدات الأوضاع فى منطقة الشرق الأوسط، وتطورات مختلف الأزمات الإقليمية، خصوصًا ليبيا، حيث تم التوافق فى هذا الصدد حول أهمية الالتزام بتنفيذ مخرجات مؤتمر برلين للتوصل إلى تسوية سياسية شاملة للقضية، بما فيها الحد من التدخلات الخارجية غير المشروعة فى الشأن الليبى والتى تقوض من فرص الحل واستعادة السلام والاستقرار فى البلاد. كما تناول اللقاء الرؤية المصرية الشاملة بشأن مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، والتى تستند إلى إطار شامل لا يقتصر فقط على التعامل الأمنى والعسكرى، بل يمتد لتحقيق التنمية وتوفير الأركان المتكاملة للحياة الكريمة للمعوزين، واستعرض الرئيس الجهود التى تبذلها مصر على مختلف الأصعدة للتعامل مع هذه الظاهرة العابرة للحدود من خلال ترسيخ ثقافة قبول الآخر وحرية الاعتقاد والمواطنة، والتى ساهمت فى تدعيم مفهوم السلام الاجتماعى فى المجتمع، مشيرًا فى هذا الصدد إلى أهمية الفهم الصحيح للدين، وتصويب الأفكار الخاطئة ومواجهة عملية استغلالها الممنهجة لتوظيفها لتحقيق أهداف سياسية، فضلاً عن إعلاء قيم المساواة وقبول الآخر. من جانبه؛ أكد رئيس البرلمان النمساوى أهمية وقوف المجتمع الدولى صفاً واحداً للقضاء على ظاهرتى الإرهاب والفكر المتطرف والهجرة غير الشرعية، مشيداً بالدور الفاعل لمصر فى هذا الصدد كركيزة للاستقرار فى منطقة الشرق الأوسط، وكذلك كمنارة للإسلام الوسطى المعتدل، خصوصًا من خلال مؤسسة الأزهر، معرباً عن رغبة بلاده فى الاستفادة من تجربة مصر فى تصويب الخطاب الدينى، وكذلك من خبرة مؤسسة الأزهر العريقة فى هذا الشأن، بالنظر إلى ارتفاع معدل المسلمين ضمن التكوين السكانى فى النمسا.