أكد السفير بسام راضي المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس عبدالفتاح السيسى سيستعرض خلال القمة الافريقية العادية الثالثة والثلاثين التي تعقد بأديس أبابا، يومي التاسع والعاشر من فبراير الجاري رؤية مصر تجاه العمل الافريقي والمشترك والتكامل التجاري والتنمية بالقارة. وأضاف السفير بسام راضي في تصريحات للوفد الإعلامي المرافق للرئيس السيسي بأديس أبابا اليوم، أن الرئيس عبدالفتاح السيسى يشارك غدًا الأحد في الجلسة المغلقة لرؤساء الدول والحكومات الإفريقية التي ستعقد في إطار القمة والتي تعقد تحت «شعار إسكات البنادق: تهيئة الظروف المواتية لتنمية أفريقيا»، كما سيشارك الرئيس في الجلسة الافتتاحية والتى سيقوم خلالها بتسليم رئاسة الاتحاد الإفريقى إلى دولة جنوب إفريقيا. وأشار راضي إلى أن الرئيس سيلقى كلمة خلال القمة يستعرض خلالها الإنجازات التي حققتها الرئاسة المصرية للاتحاد وما تم من اجتماعات إفريقية سواء في مصر أو في دول القارة وكذلك عرض رؤية مصر فيما يخص خريطة الطريق الإفريقية التي تم تدشينها خلال العام الماضي. وأشار إلى أن مصر ستكون ضمن دول الترويكا التي تضم الرئيس الحالي والسابق والقادم للاتحاد الإفريقي. وقال راضي إنه من المقرر أن يشارك الرئيس أيضًا اليوم في قمة منتدى رؤساء دول وحكومات الآلية الإفريقية لمراجعة النظراء، وكذلك قمة مجلس السلم والأمن الإفريقى حول ليبيا والتى ستناقش تأثير الأوضاع الراهنة وانتشار السلاح والإرهاب والعناصر المتطرفة على دول الساحل والصحراء، مشيرًا إلى أن قمة آلية النظراء ستستعرض تقريرًا اليوم حول مصر وما شهدته خلال السنوات القليلة الماضية فيما يخص موضوعات حقوق الإنسان والصحة والحوكمة والتنمية الاقتصادية والتعليم إلى جانب استعراض تقارير لعدد من الدول الإفريقية الأخرى المنضمة لآلية مجموعة النظراء. وأوضح أن الرئيس سيشارك في اجتماع لجنة لنظراء الإفريقية كرئيس الاتحاد الإفريقي إلى جانب مناقشة اللجنة للتقرير المصري، والذي يتضمن إشادة بالتجربة المصرية وبما حققته خلال السنوات القليلة الماضية. وأكد المتحدث باسم رئاسة الجمهورية، أن برنامج الرئيس خلال فترة انعقاد القمة سيكون حافلا ومزدحما بالعديد من اللقاءات مع عدد كبير من القادة والرؤساء الأفارقة والشخصيات الدولية المشاركة في الفعاليات. وعن رؤية مصر حول موضوع القمة الرئيسى «إسكات البنادق.. تهيئة الظروف المواتية لتنمية أفريقيا» قال راضى أن الرئيس السيسى وضع خلال عام الرئاسة المصرية للاتحاد الافريقى أسس وخريطة طريق القارة الأفريقية في عدد كبير من الموضوعات المهمة، لافتا إلى ان الرئيس قام بمجهودات كبيرة بشكل شخصى مع الشركاء الدوليين والجهات المانحة من بينها صندوق النقد الدولى والبنك الدولى والولايات المتحدة والصين واليابان والمانيا لشرح المشاكل والتحديات الافريقية والتركيز على دعم عملية التنمية في ربوع القارة الأفريقية عبر مشروعات تعود بالنفع على الجانبين وعلى رأسها مشروعات البنية التحتية الطرق والربط السككى والموانئ. وحول أهمية وجود مصر في الترويكا الافريقية قال السفير بسام راضى ان وجود مصر في الترويكا يضمن استمرارية ومتابعة القضايا التي تم اطلاقها خلال رئاسة مصر للاتحاد الافريقى والمبادئ التي نادت بها مصر وخاصة مع دخول منطقة التجارة الحرة القارية الافريقية حيز النفاذ في الثلاثين من مايو الماضى والتى فتحت مجالا كبيرا لوجود آلية مؤسسية ذات أبعاد قانونية وتجارية واقتصادية للتعامل مع العالم الخارجى، وأدت إلى دمج المناطق الاقتصادية المتفرقة داخل القارة الافريقية في كيان واحد يشكل صوتا اقتصاديا افريقيا موحدا. وأكد راضى ان طريق التكامل والاندماج الاقتصادى والتجارى الإفريقى ليس قصيرًا ولكن الجهود ستتواصل لمعالجة المشكلات التي ترسخت داخل القارة لعقود طويلة، مشيرًا إلى أن جدول أعمال القمة الإفريقية الحالية يختلف بشكل جذري عن جداول أعمال القمم الإفريقية السابقة والتى ركزت على الصراعات والنزاعات والحروب الداخلية والأوبئة. وتابع أن جدول أعمال القمة الحالية يركز على قضايا حيوية تهم دول القارة كالتنمية والتعليم والصحة والإسكان والتجارة والاستثمار، منوها إلى أن الزخم الكبير الذي شهدته مصر في مشروعات التنمية انعكس على جهود الرئيس السيسي الحثيثة خلال رئاسته للاتحاد، حيث ركز الرئيس على نقل التجربة المصرية «الملهمة» والتي حظيت باشادات واسعة النطاق من جانب زعماء العالم والمؤسسات الدولية ووصفوها بانها قصة نجاح ونجمة مضيئة. وأشار إلى أن مصر حققت تجربة رائدة في التحول من دولة كانت على حافة الانهيار وتعانى من مشكلات في كافة المجالات إلى دول مستقرة اعتبرتها المؤسسات الدولية كصندوق النقد والبنك الدوليين قصة نجاح يحتذى بها من جانب دول القارة السمراء. وقال إن الترويكا الإفريقية ليست السبيل الوحيد لاستمرار مصر في متابعة جهود وخطط التنمية المستدامة بالقارة، ولكن مصر لها باع كبير في القارة حيث تعد من الدول المؤسسة لمنظمة الوحدة الافريقية عام 1963، مؤكدًا أن الدول الإفريقية رحبت بعودة مصر القوية إلى الساحة الإفريقية بعد فترة من الابتعاد. وأوضح أن عودة مصر القوية إلى الساحة الإفريقية عكستها الزيارات العديدة التي قام بها الرئيس عبدالفتاح السيسي إلى الدول الإفريقية، وأيضًا زيارات الزعماء الأفارقة المكثفة إلى مصر خلال السنوات القليلة الماضية. وحول رؤية مصر تجاه قضية الإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقى التي سيطرحها الرئيس السيسي خلال القمة الإفريقية اليوم، قال بسام راضى إن الإصلاح المؤسسي يعد نقاشًا مطولًا ومستمرًا منذ فترة داخل الاتحاد الإفريقى، مشيرًا إلى أن رئيس رواندا بول كاجامي، الذي ترأس الاتحاد الإفريقى خلال دورته السابقة بذل جهودًا مضنية لدفع قضية الإصلاح المؤسسي التي تشمل إعادة الهيكلة والإدارات وترشيد الإنفاق وغيرها، وقام الرئيس السيسي بالبناء عليها ومواصلتها خلال فترة رئاسته للاتحاد. وأضاف أن الإصلاح المؤسسى للاتحاد الافريقى ستتواصل بعد تسليم مصر لرئاسة الاتحاد الإفريقى إلى جنوب إفريقيا. وحول قرب موعد رئاسة مصر لمنظمة السوق المشتركة لدول شرقي وجنوبي إفريقيا العام الجاري، قال المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية إن الكوميسا تعد عمقًا كبيرًا لمصر داخل القارة الإفريقية وهمزة وصل بين شرقي وجنوبي القارة، مشيرًا إلى أن التعاون في إطار الكوميسا سيعد محور النقاش سواء خلال القمة الإفريقية الحالية أو الفاعليات الإفريقية القادمة. وحول قضية التمويل غير المشروط من جانب مؤسسات التمويل الدولية للدول الإفريقية، قال السفير بسام راضى ان الرئيس السيسي بذل جهودًا كبيرة في إقناع المؤسسات الدولية بضرورة توفير التمويل غير المشروط والميسر لدعم مشروعات التنمية بالقارة الإفريقية، مشددًا على أن توفير التمويل لمشروعات التنمية بإفريقيا من جانب المؤسسات الدولية يرتكز على مبدأ «المنفعة المتبادلة» والذي ترسخ خلال فترة رئاسة الرئيس السيسي للاتحاد الإفريقي. وشدد على أهمية انشاء مشروعات البينة التحتية وخاصة الطرق والمواني لربط الدول الإفريقية وتعزيز التجارة البينية الإفريقية كمشروع القاهرة كيب تاون البري، ومشروع ربط بحيرة فكتوريا بالبحر المتوسط.