ما زالت مأساة أهالى غرب الإسكندرية تتواصل مع مشكلة المياه الجوفية والصرف الصحى بمناطق العامرية وبرج العرب وأبوتلات وتضاعفت آلام المواطنين الذين يقدر أعدادهم بمئات الآلاف بسبب قدوم فصل الشتاء وموسم الأمطار والنوات الشتوية مما زاد الطين بلة وأصبح خروجهم من منازلهم وعودتهم بمثابة مغامرة غير محسوبة وغير مأمونة العواقب. وتسبب تعطل تنفيذ 4 مشروعات صرف صحى ورى في غرق معظم الشوارع والطرقات في هذه المناطق المذكورة وحرمان الأهالى من الذهاب إلى عملهم نتيجة عدم وجود شبكات صرف صحى والاستعانة بعمل بدالات من جانب الأهالى لتصريف مياه الأمطار التي يعانون منها لسنوات وسط تجاهل من المسؤولين لحل المشاكل. وقال جمعة فرحات الهوارى أحد الأهالى: للأسف شارع أبوتلات تحول إلى شبه مستنقع يحتاج عبوره إلى وسائل غير تقليدية خاصة مع قدوم فصل الشتاء ومعظم الأهالى يلجأون إلى «الكزلك» لعبور الشوارع والذهاب إلى عملهم أو الأسواق لقضاء أغراض منازلهم خاصة بعد أن امتنعت جميع وسائل المواصلات حتى «التوكتوك» من الدخول إلى الشوارع بسبب تراكمات المياه وارتفاع منسوبها. وأضاف «الهوارى» أن المشكلة ليست وليدة اليوم ولكنها موجودة منذ عدة سنوات ويتكرر تفاقمها مع قدوم فصل الشتاء وهطول الأمطار خاصة لعدم وجود شبكات صرف صحى لتصريف المياه مما يجعلنا محاصرين بين المياه والطين. وتابع رضوان عون العجوز من الأهالى: «إحنا بنعانى جدا بسبب الأوضاع اللى إحنا فيها ويا ريت المسؤولين ييجوا يشوفوا إحنا عايشين إزاى لأننا أصبحنا شبه معزولين عن العمران وعلشان أجيب بجنيه عيش لعيالى أركب مواصلات ب30 جنيه.. هو ده يرضى ربنا ده غير بقى الوقت اللى إحنا بنستغرقه عشلان نقضى أي حاجة للبيت يعنى مقدرش أخرج غير مرة واحدة، لأن الوقت بيكون راح والدنيا أصبحت ليل طبعا، لأننا في الشتاء. والتقطت أم محمد ربة منزل والتى تقطن بمنطقة أبوتلات طرف الحديث قائلة إن الشوارع الرئيسية والطرق الجانبية ممتلئة بمياه الأمطار والمياه الجوفية، و«مش عارفين نلاقيها منين ولا منين علشان مية صرف ومية جوفية غير المطر»، مشيرة إلى أن شركة الصرف الصحى وحى العجمى يرسل عربتين لكسح المياه دون نتيجة تذكر على أرض الواقع. وأضافت: «أغلبية السكان هنا من محدودى الدخل وعمال التراحيل شغالين على باب الله ومش قادرين ندفع تكاليف عربيات الكسح اللى بنجيبها على حسابنا، لأنها مكلفة جدا وفوق طاقتنا». وأكد كرومة العزومى من قاطنى المنطقة، أن هناك إهمالا جسيما من الجهات التنفيذية في محافظة الإسكندرية، مشيرا إلى أن هناك خطورة جسيمة على الأهالى من المياه والكهرباء، خاصة أن منطقة أبوتلات تعد بداية طريق الساحل الشمالى، وكانت منطقة سياحية حتى أصابتها لعنة الصرف الصحى. وأشار إلى أن المنطقة تحولت من سياحية إلى عشوائية وأصبحت مهددة بانتشار الأوبئة والأمراض بسبب الذباب والبعوض مما يهدد أطفالنا وأبناءنا ويمثل خطورة على الصحة العامة، فضلا عن الرائحة الكريهة بسبب تراكم المياه الراكدة. وتابع: «ندعو المسؤولين لترك مكاتبهم المكيفة وعمل زيارة ميدانية للمنطقة للوقوف على الكارثة الموجودة في غرب الاسكندرية». وقال أحمد الشريف عضو مجلس النواب عن دائرة العامرية وبرج العرب إنه بناء على مذكرة قدمها إلى اللواء محمد الشريف محافظ الإسكندرية تم تشكيل لجنة عاجلة لبحث أسباب تأخر المشروعات التي أدت إلى مضاعفة معاناة المواطنين والعمل على حلها وإنهاء كافة المشاكل المتعلقة بالصرف الصحى في الإسكندرية. وقال «الشريف» إن المشروعات المتوقفة هي مشروعات الصرف الصحى بأبوتلات ومرغم وتعطل عمل مأخذ الكيلو 40 صحراوى ومشكلة 14 طريق امتداد شارع الزعيم بالعراوة، مشيرا إلى أنه تم تشكيل لجنة بديوان عام حى العامرية أول لعمل زيارة ميدانية ممثل بها كل من اللواء سمير صدقى، رئيس حى العامرية أول والمهندس إبراهيم حافظ، نائب رئيس الجهاز التنفيذى لمياه الشرب والصرف الصحى، والمهندس معتز محيى الدين، مدير عام صرف النوبارية والمهندس إبراهيم عبدالمنعم وكيل وزارة الرى والمهندسة منال جلال، رئيس قطاع التخطيط بشركة الصرف الصحى، والمهندس رمضان عبدالمطلب، مدير المرافق بحى العامرية أول والمهندس فتحى عثمان، بشركة كهرباء الإسكندرية، والمهندسة رشا محمد، بهيئة سكك حديد الإسكندرية، حيث تم إجراء معاينة ميدانية على الأرض لبحث أسباب توقف المشروعات الأربعة. وعقب المعاينة عقدت اللجنة اجتماعا لمناقشة أسباب توقف المشروعات، حيث أكد في البداية «الشريف» أن مشروعات الصرف الصحى ومأخذ مياه بالكيلو 40 صحراوى متوقفة منذ فترة كبيرة ولأجل غير مسمى وكان المفترض الانتهاء منها في عام 2018 إلا أنه تم تأجيلها إلى عام 2019 وأن الجهات التي تعيق استكمال المشروع هي الكهرباء والرى والإسكان. وأضاف أنه سيتم عرض المقايسات الجزافية المقدمة من إدارة صرف النوبارية لمرور سحارات أسفل مصرف غرب النوبارية عند الكيلو 2.600 و7.00 على رئاسة مجلس الوزراء حتى يتسنى للجهاز التنفيذى لمياه الشرب والصرف الصحى تشغيل محطة صرف ميرغم وأبوتلات، خاصة أنه تم الانتهاء من بناء محطات 1و2و3 فقط في محطة صرف ميرغم ويجب توفير أرض لبناء محطات 4 و5 و6. وقال المهندس إبراهيم منصور، رئيس الجهاز التنفيذى لمياه الشرب والصرف الصحى إنه فيما يتعلق بمشروع مأخذ مياه الكيلو 40 صحراوى فإن المنطقة التي يوجد بها المأخذ فقيرة وهناك حاجة إلى وجود أرض لإنشاء محطة محولات للتغذية الكهربائية اللازمة للمأخذ وجرى التنسيق مع مصلحة الميكانيكا والكهرباء بوزارة الرى والمعاينة على الطبيعة والاتفاق مع جميع الجهات سواء إسكان أو رى أو كهرباء على مسطح أبعاده 53 مترا في 65 مترا وتقديم 7 لوحات بتاريخ 11 فبراير 2019 وذلك للسير في إجراءات استخراج تخصيص مسطح لشركة نقل الكهرباء لإقامة محطة المحولات على نفقة هيئة المجتمعات العمرانية إلا أنه حتى تاريخه لم يتم إصدار أمر التخصيص حتى يتسنى للجهاز البدء في التعاقد لتنفيذ المحطة علما بأنه تمت مخاطبة وزيرى الكهرباء والموارد المائية والرى في هذا الصدد. وفيما يتعلق بتوقف مشروع إنشاء محطة صرف أبوتلات قال «منصور» إن معوقات استكمال المشروع تكمن في قيام مديرية الطرق والنقل بإيقاف أعمال حفر ومد الكابلات الكهربية لمحطة صرف أبوتلات بسبب عدم قيام الجهاز بسداد باقى المقايسة التقديرية بعد زيادة الأسعار وإن الجهاز قام بسداد قيمة المقايسة المقدمة من مديرية الطرق في حينه وتم دقع مبلغ 8 ملايين و331 ألف جنيه، كما تم دفع المبلغ المتبقى وقيمته 1.7 مليون جنيه لكن دون مراعاة زيادة الأسعار مشيرا إلى أن مد الكابلات تعطل أيضاً بسبب فترة التوقف الصيفى للحفر وتوافد المصيفين على المنطقة كما سيتم البدء في تشغيل محطة الرفع الرئيسية 1 بنهاية شهر يونيو من العام الجارى 2020. وقال المهندس عبدالرؤوف صادق مدير هندسة كهرباء مريوط بشركة توزيع كهرباء البحيرة إنه فيما يتعلق بمحطة صرف ميرغم وأبوتلات لا يمكن اعتماد المهمات الكهربية على اساس قدرة المحولات لتشغيل المحطة ولا يمكن اعتماد المهمات بدون وجود مصدر كهرباء سواء متحركة أو ثابتة. بدوره قال المهندس معتز محى الدين محمد مدير عام صرف النوبارية إنه بشأن مرور عداية سحارة بمصرف التحرير وكذلك تقاطعها أعلى سحارة مصرف غرب النوبارية فإن المنشور الوزارى رقم 139 لسنة 2018 يحظر تحميل مواسير المرافق على الاعمال الصناعية المقامة على المجارى المائية ويمكن عمل بدالة فوق المصرف.
