للمرة الأولى منذ نحو 20 عاما، قررت شركة بوينج، عملاق صناعة الطيران الأمريكى، تعليق إنتاج طراز «737 ماكس» الذى حاصرته المشاكل، اعتبارا من يناير المقبل، بعد حادثى سقوط طائرتين من نفس الطراز فى إندونيسيا وإثيوبيا مما أسفر عن مقتل 346 شخصا، واضطرت دول العالم وشركات الطيران لوقف تحليق نفس الطراز، مما كلف الشركة خسائر تزيد على 9 مليارات دولار. وأكدت الشركة فى بيان، مساء أمس الأول، أنها لن تفصل أيا من العاملين المرتبطين بإنتاج 737 ماكس، مرجحة أن تضر الخطوة إمداداتها العالمية وتؤثر على الاقتصاد الأمريكى، وقالت الشركة: «إعادة الطائرة 737 ماكس إلى الخدمة على نحو آمن تعتلى قائمة أولوياتنا»، وأضافت: «ندرك أن الحصول على موافقة إعادة 737 ماكس إلى الخدمة وتحديد متطلبات التدريب المناسبة لابد أن تكون شاملة وقوية، لضمان استعادة ثقة الجهات الرسمية والعملاء والركاب فى تحديثات هذا الطراز»، وجاء قرار الشركة بعدما تردد أن إدارة الطيران الاتحادية الأمريكية لن توافق على عودة الطائرة إلى الخدمة قبل 2020، وكانت الشركة تأمل فى استئناف استخدام الطائرات من هذا الطراز بنهاية 2019. واستمر إنتاج بوينج 737 ماكس رغم وقف تشغيله من قبل شركات الطيران، لمدة 9 أشهر، عقب حادثى تحطم طائرتين من هذا الطراز، بعد الإبلاغ عن مشكلات فى خاصية جديدة فى الطائرة. وبحسب «بى.بى.سى»، فقد علمت جلسة استماع فى الكونجرس الأمريكى، الأسبوع الماضى، أن الجهات المسؤولة عن الطيران المدنى فى الولاياتالمتحدة كانت على علم، بعد تحطم الطائرة فى إندونيسيا فى أكتوبر 2018، باحتمال وقوع حوادث أخرى، ورجح تحليل أجرته هيئة الطيران الفيدرالية فى الولاياتالمتحدة أن تقع أكثر من 10 حوادث خلال عمر الطائرة ما لم يخضع هذا الطراز إلى تعديلات فى التصميم، ورغم ذلك، لم يتم وقف طيران 737 ماكس حتى وقع الحادث الثانى فى إثيوبيا فى مارس 2019، وتعكف بوينج على إعادة تصميم نظام التحكم الإلكترونى للطائرة 737 ماكس الذى يرجح أنه السبب فى وقوع الحادثين.
