تركيا تتوغل في شمال سوريا والقوات الكردية تتصدى وسط اشتباكات عنيفة

ذكرت وزارة الدفاع التركية، أن قواتها سيطرت على أهداف كانت قد حددتها في الشمال السورى في اليوم الثانى من هجوم على المقاتلين الأكراد، فيما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، أنها أسقطت طائرة تركية مسيرة في سماء بلدة «المالكية» بشمال شرق سوريا.
وهدد الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، الدول الأوروبية، بفتح الأبواب أمام المهاجرين السوريين إليها، وقال في خطابه الأول بعد انطلاق العملية العسكرية، أمس، إن بلاده سترسل اللاجئين السوريين لديها، الذين يصل عددهم إلى 3 ملايين و600 ألف إلى أوروبا؛ إذا تم تصنيف التوغل العسكرى التركى في سوريا على أنه «غزو»، لافتًا إلى أن تركيا ستبقى مقاتلى «داعش» داخل السجون، بالمناطق التي سيقتحمها الجيش التركى، وأكد أنهم «سيتولون أمر داعش».
وأضاف «أردوغان»، أن الجيش التركى قتل 109 مقاتلين من القوات الكردية في شمال سوريا، منذ انطلاق العملية العسكرية، أمس الأول، وأن بلاده لا تكافح الإخوة الأكراد في شرق الفرات؛ بل تقاتل التنظيم الإرهابى، وأنها ربما تكون القوة الوحيدة المشروعة داخل الأراضى السورية، كما أكد وزير الخارجية التركى، مولود جاويش أوغلو، أن سجناء تنظيم داعش الإرهابى المحتجزين في نطاق المنطقة الآمنة، مسؤوليتهم.
وبالتزامن مع الإعلان عن طلب الدول الأوروبية في مجلس الأمن، عقد اجتماع طارئ مغلق لمجلس الأمن، أمس، لبحث الهجوم التركى في سوريا، تتوالى الإدانات العربية والدولية لهذا العدوان، فيما كرر الرئيس الأمريكى، دونالد ترامب، أمس، تهديده بفرض عقوبات اقتصادية على تركيا، وقال إنه في حالة تواصل دائم مع الأتراك والأكراد بشأن الوضع في سوريا، ويتابع الوضع عن كثب.
من جانبها، أعلنت «قسد»، أمس، تصديها لمحاولات القوات التركية التوغل في مناطق سيطرتها في شمال سوريا، وأوضح مسؤول فيها، أن اشتباكات ضارية تتواصل في قرى سورية حدودية مع القوات التركية، بينما ذكرت القوات في بيان: «تصدت قواتنا لمحاولة توغل برى لجيش الاحتلال التركى في محور تل حلف وعلوك قرب بلدة رأس العين في ريف الحسكة الشمالى، كما أفشلت محاولات التسلل من محور تل أبيض التي رافقها قصف عشوائى».
وأضافت «قسد»، أنها تمكنت من قتل 5 عناصر ممن وصفتهم ب«مرتزقة تركيا»، في إشارة إلى فصائل «الجيش السورى الحر»، مشيرة إلى أن جثثهم بيدها، كما أفادت وكالة «هاوار» الكردية، صباح أمس، بتجدد القصف المتبادل بين «قوات سوريا الديمقراطية» والجيش التركى في قرى غربى مدينة عين العرب، مشيرة إلى أن «قرية آشمة» التي يتواجد فيها قبر «سليمان شاه» تتعرض لقصف مدفعى عنيف.
وأشار مروان قامشلو، وهو مسؤول إعلامى ب«قسد»، إلى أن اشتباكات ضارية تجرى في القرى التي تحاول القوات التركية دخولها.
بدورها، حذّرت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة من تبعات العملية العسكرية التركية في شمال سوريا، مشيرة إلى أنها ستؤدى إلى إحداث المزيد من المعاناة الإنسانية وتتسبب في موجات نزوح جديدة، ونوهت إلى أن النزوح السورى يعد أكبر موجة نزوح في العالم منذ عقود، إذ شدد مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو جراندى، على أنه «يجب ألّا يكون المدنيون والبنية التحتية هدفًا للعمليات العسكرية». وكررت المفوضية الأممية، موقفها بالنسبة لعودة السوريين، موضحة أن هذه العودة يجب أن تكون طوعية آمنة، وتحفظ كرامة الانسان، ف«الأمر متروك للاجئين ليقرروا ما إذا كانوا يريدون العودة»، خاصة أن عدد اللاجئين السوريين يبلغ 5 ملايين و600 ألف شخص، فيما يُقدر عدد المهجرين داخليًا ب6 ملايين و200 ألف، حسب تقديرات الأمم المتحدة.
وكان أردوغان أعلن، أمس الأول، بدء عملية عسكرية تحت عنوان «نبع السلام»، في شمال سوريا، ضد المسلحين الأكراد، وسط تنديدات دول عربية من بينها مصر والسعودية، فيما أدانت معظم الدول الأوروبية، تلك العمليات العسكرية، متوقعة أن تسهم في زيادة تفاقم الأزمة السورية ومشكلة اللاجئين.