قدم الداعية السعودى عائض القرنى اعتذارًا للشعب السعودى عن فترة «الصحوة» التى ترمز للعقود الأربعة الماضية فى المملكة، مشيرا إلى أن اعتذاره يأتى عن التشدد أو الأخطاء التى خالفت الكتاب والسنة وسماحة الإسلام والدين المعتدل وضيقت على الناس. وأضاف القرنى، أثناء حواره مع برنامج «الليوان» على قناة «روتانا» خليجية الذى يقدمه الإعلامى السعودى، عبد الله المديفر: «الصحوة لم تنزل بباراشوت، من الثريا أو المريخ، بل كانت ظاهرة اجتماعية ينبغى علينا أن نتوخى الدقة والإنصاف فى الحكم عليها، فلها إيجابيات وسلبيات، وممن مدحوها الملك الراحل فهد، والشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين، لكن من ضمن سلبياتها أنها فرضت الوصاية على المجتمع، وقسمته بين ملتزمين وغير ملتزمين، كما أنها اهتمت بالمظهر مثل اللحية والثوب، لديهم غلظة، وحرّموا التلفزيون والتصوير الفوتوغرافى». وخلال حديثه عن محاولات فرض الوصاية الصحوية على الدولة، قال: «كنا نضغط بالشعب على الدولة، لكن كانت الدولة أقوى، وتأثر رموز الصحوة بفكرة (الأممية) لدى جماعة الإخوان أدى إلى تراجع فكرة (الوطنية)، وهذا خطأ أدركناه بعدما عرفنا وقرأنا». وتابع: «فى احتفالات الزواج، تحولت تلك المظاهر إلى (حسينيات) وقامت (الصحوة) باستبدال الأناشيد والفرح بالوعظ، مع أنه من المفترض أن وقت الفرح فرح ووقت الحزن حزن والإسلام دين الوسطية والاعتدال، وانتزاع البسمة وروح الفرح من المجتمع، الفظاظة والغلظة فى الخطاب وكأنه ما فيه غير نار بدون جنة، وعذاب بدون رحمة». وأضاف: «الإسلام المعتدل والملك وولى عهده خطوط حمراء»، وتابع: «أنا سيف من سيوف الدولة، ولا توجد مناطق رمادية، حتى الحياد خيانة»، مشيرا إلى أنه مع الإسلام الوسطى والمنفتح الذى نادى به ولى العهد السعودى الأمير محمد بن سلمان. وأشار إلى أن «الصحوة» ليست امتدادًا لثورة «الخمينى» فى إيران، بل ربما كانت ردًا على هذه الثورة، لكنها كانت موجة كبيرة دخل فيها الكثير من الأطياف مثل المستقلون والإخوان والسروريون، موضحا أن «علاقته مع قطر توقفت بعدما كشف تآمرها على بلاده»، ووصف قناة الجزيرة ب«مسيلمة الكذاب»، وأضاف: «انخدعت فى أردوغان، حيث أصبح مراوغًا وله وقفات سلبية، وأول من أقام علاقة مع إسرائيل».
