«الانحراف مفيش أسهل منه، وكلمة مفيش بتذل البنى آدم، وهى سبب انتشار البلطجة بين الشباب».. إنها خلاصة حكمة لشاب، يبلغ من العمر 27 عاما، يدعى رضا محمد على الشرقاوى، ضاقت به الدنيا على صعيدى الصحة والمال، وما زال يحاول الخلاص، دون يأس. منذ 10 سنوات كان رضا يعمل فى مجال البناء وأصيب فى عينه اليسرى مما أدى إلى حدوث نزيف، وانفصال شبكى، وانعدام الرؤية بها، واقترح الاطباء أن يستأصلوها ويضعوا مكانها عينا صناعية، ولكنه رفض. يقول رضا ل«إسكندرية اليوم»: «أنا دلوقتى بامشى فى الشارع أونطة، وبابقى سايبها على ربنا لأنى مش باشوف غير متر ونصف قدامى». بعد الحادث لم يتمكن رضا من العودة إلى العمل فى البناء مرة أخرى، فأنشأ مع إخوته كشكا فى المنطقة التى يعيشون بها، وهى عزبة «أسكوت» بالمنتزه، ولكنه غير مرخص وكثيرا ما تأتى شرطة الإشغالات التابعة للحى لإزالته. ويضيف رضا: «الكشك ده فاتح بيت 3 أسر، وأنا كمان عاوز أستقر وأتجوز، وكل اللى باطلبه إن المحافظة أو الحى يطلع لى ترخيص للكشك، عشان نترحم من تهديدات الإزالة، والمفروض إنهم يساعدونا عشان إحنا عاوزين نعيش بالحلال، ومش عاوزين ننحرف، رغم إن الانحراف مفيش أسهل منه»، مؤكدا أنه تقدم بخمسة طلبات إلى المحافظة للموافقة على إنشاء كشك يكون مصدر رزق له ولأسرته، خصوصا بعد إصابته بإعاقة لا تمكنه من العمل إلا فى مكان خاص به. وفى بساطة شديدة قال: «البلد دى فيها شباب كتير أوى وسليم بس الظروف مش مساعداهم، لو حد بس بص لهم وساعدهم، البلد دى هتتقدم كتير».