تصدرت صورة وزير الدفاع السودانى، الفريق أول عوض بن عوف، كل عناوين الأخبار بمختلف وسائل الإعلام العربية والعالمية، الخميس، بعد أن قرأ بيان الجيش السودانى، الذى أعلن فيه اقتلاع نظام الرئيس المخلوع عمر البشير. وتتضمن سيرته الذاتية الكثير من التفاصيل التى تكشف علاقته بمصر والجيش السودانى، وحكايته مع العمل الدبلوماسى وإدارة الأزمات. فى قرية «قرى» بقلعة ود مالك، التابعة لأم درمان، ولد بن عوف عام 1954، والتحق بالكلية الحربية قبل أن يتلقى تدريبه العسكرى فى مصر، وتخرج فى الدفعة 23 مدفعية، وعمل معلما بكلية القادة والأركان. وخلال مسيرته العسكرية عمل مديرا للاستخبارات العسكرية والأمن الإيجابى، ونائبا لرئيس أركان القوات المسلحة. وكان قد لعب دورا فى تحسين العلاقات السودانية- الإريترية عندما ترأس اللجنة الأمنية للمفاوضات السودانية- الإريترية. ووضعت لجنة تقصى حقائق تابعة للأمم المتحدة حول الأوضاع فى دارفور عام 2005 اسمه ضمن قائمة المسؤولين عن تدهور الوضع هناك، كما قامت واشنطن بوضعه فى قائمة سوداء بسبب دوره كقائد للاستخبارات العسكرية والأمن بالجيش خلال الصراع فى دارفور. وأقاله البشير فى يونيو 2010 من منصب نائب رئيس هيئة الأركان المشتركة، وأحيل إلى التقاعد، لكن تم تعيينه سفيرا فى وزارة الخارجية، حيث تولى منصب مدير إدارة الأزمات، قبل أن يصبح قنصلا عاما للسودان فى القاهرة، ثم سفيرا للخرطوم لدى سلطنة عمان. وعاد نجم عوض عام 2015 إلى الواجهة السياسية والعسكرية، وتحديدا فى شهر أغسطس، حين عين وزيرا للدفاع، وبقى فى هذا المنصب فترة توصف بأنها الأطول بين نظرائه. وتشير تقارير عدة إلى أنه خلال توليه منصبه شهد تسليح الجيش السودانى تطورا نوعيا فيما يتعلق بالمنظومة الصاروخية والمدفعية. وفى 23 فبراير 2019، أصدر البشير مرسوما جمهوريا بتعيين بن عوف نائبا أولا لرئيس الجمهورية ووزيرا للدفاع. واعتمد بن عوف لهجة تصالحية مع المتظاهرين لدى تعيينه فى المنصب الجديد، قائلا إن الشبان الذين شاركوا فى الاضطرابات الأخيرة لهم «طموح معقول». وأدلى عوض بن عوف تصريحات عديدة أعرب فيها عن دعمه لمشاركة قوات سودانية فى اليمن ضمن تحالف إعادة الشرعية بقيادة السعودية، بل ووصف ذلك فى مؤتمر صحفى، العام الماضى، بأنه «واجب والتزام أخلاقى».