صحفيون يرفضون تدخل النقابة لتصحيح الصورة السيئة لأعضائها في الدراما

سادت حالة من الجدل بين الصحفيين والأكاديميين بعد دعوة الدكتورة سارة عبدالعزيز، المدرس المساعد بأكاديمية أخبار اليوم، نقابة الصحفيين للتدخل بغرض تصحيح الصورة النمطية السيئة عن الصحفى في الدراما التليفزيونية، فيما وصفته بأنه «الدفاع عن المهنة».
وقال عدد من الصحفيين «إن الصحافة هي مهنة الرأى ولا يجب أن نحجر على إبداع حتى لو كان يهاجم الصحفيين أنفسهم»، موضحين أنه لو وقفت كل نقابة للدفاع عن صورة أعضائها في الدراما فلن يكون هناك عرض لأى سلبيات في المجتمع.
جاء ذلك خلال ندوة «كيف تغيرت شخصية الصحفى في الثقافة الشعبية؟» خلال مؤتمر القاهرة الثانى للإعلام، المنعقد على مدار يومين، في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، بعنوان «دفعة للأمام» والذى نظمه منتدى المحررين المصريين والبرنامج المصرى لتطوير الإعلام، برعاية عدد من المؤسسات، منها «المصري اليوم ومصراوي والتحرير والاتحاد الإماراتية وزحمة»، والجامعة الأمريكية بالقاهرة.
وعلق الصحفي محمود التميمى: «لست مضطرا عندما أكتب سيناريو أن أذهب به لأى نقابة، وليس من حق أحد أن يمنع أي أحد من حرية التعبير، ولكن من حقى أن أقاضى أي شخص أخطأ أو تجاوز»، مضيفا أن المهنة منكوبة بمعدلات عالية من النماذج السلبية، التي تحاول استغلال المهنة، لذلك هناك أشخاص كثيرون يحاولون انتحال صفة صحفى.
وقال الناقد الفنى ماهر زهدى، إن كثيرًا من الكُتاب تناولوا الصحفى بصورة سيئة في أعمالهم الروائية، مثل نجيب محفوظ الذي قدمها بشكل سلبى في أكثر من عمل، والكاتب فتحى غانم الذي قدم شخصية «محجوب عبدالدايم» التي قيل إنه كان يحاول تصفية الحسابات مع أحد الشخصيات من خلال هذا العمل.
وأضاف «زهدى»: «نريد تقديم صورة الصحفى الإنسان الذي يخطئ ويصيب»، مؤكدا أن أغلب النماذج التي قدمت في السينما كانت سلبية في حين كانت نماذج إيجابية كثيرة لم يسلط عليها الضوء، موضحا أنه يمكن للصحفى أن يعمل على تحسين صورته في الدراما، وأنه يجب عرض صورة حقيقية تمثل حقيقة «الصحفى
كإنسان» في الدراما وتجسد مشاكل المجتمع الصحفى.
وقال طارق سعيد، منسق منتدى الصحفيين المصريين، إنه يجب تصحيح الصورة النمطية السيئة للصحفى في الدراما، مضيفا أن «الصحفى ليس على رأسه ريشة، ولكن حرية الصحافة هي ريشة على رأس المجتمع كله».
وعلق أرنى جنسن، أمين عام رابطة المحررين النرويجيين: «لا نريد أن نعرض ونصاغ كصحفيين في الأفلام كأبطال، فالصحفيون يعملون بجد للحصول على معلومات دقيقة ونشرها للجمهور، ونحن كصحفيين بشر نخطئ ونصيب، ولدينا شكوك في علاقتنا بالمصادر، ولن يفيدنا أن نعرض أنفسنا كأبطال أو بشر»، موضحًا: «ليس علينا أن نفكر في أن هناك أفلامًا تتحدث عن الصحفيين، لا يجب أن نقلق بشأن ذلك، ولكن ما يقلق جدًا هو عدم المهنية».