*المسلسلات أبرزت نموذج الصحفى «المرتشى» الذى يتلقى أوامره من الأمن *صلاح عيسى: أهميتها فى الدراما يأتى من تأثيرها فى المجتمع بعد الثورات *خالد ميرى: أخشى التركيز على سلبيات المهنة فقط من حق الدراما الاستعانة بكل الشخصيات فى المجتمع لتوصيل رسائلها كما يرى المؤلف والمخرج وبطل العمل أحيانًا، لكن التحيز لفئات فى المجتمع عن غيرها ربما يفقد المسلسل جزءًا من المصداقية، كذلك الأمر نفسه بالنسبة لتسليط الضوء على سلبيات نموذج آخر فى المجتمع وإظهاره فى كامل عيوبه والابتعاد تقريبا عن ذكر حسناته هو الآخر يفقد العمل الكثير من المصداقية، واللافت للنظر هذا العام بروز شخصية الصحفى فى العديد من المسلسلات من بينهم الصحفى الانتهازى والهوائى والصحفى بالواسطة والشريف والمرتشى ممن يظهر مدى أهمية الصحافة داخل المجتمع المصرى، لكن عدم إظهار شخصية الصحفى بأكثر من نموذج والتركيز فقط على بعض النماذج السلبية هو ما أثار حفيظة البعض واتهامه لتلك الأعمال بتشويه صورة الصحفى فى دراما رمضان. أول تلك الأعمال المتهمة هو مسلسل «بعد البداية» حيث جسد طارق لطفى شخصية الصحفى الذى فاق من نومه على خبر وفاته فى الجرائد فيسعى لمعرفة من السبب وراء هذا الخبر، ومن يريد أن يتخلص منه وتلتصق به تهمة التخابر والجاسوسية، هذا لأنه صحفى شريف لا يماطل فى إثبات الحق والحقيقة، وتشاركه فى العمل «درة» التى تقوم بدور صحفية تسعى للوصول إلى مناصب أعلى وترقيات من خلال الواسطة والمحسوبية، أما محمود الجندى فيجسد دور رئيس التحرير الذى يتظاهر بالشرف، ولكنه فى الحقيقة عميل لأحد الأجهزة فى الدولة، ويحاول الإيقاع بالصحفى المحترم الذى يعمل فى الجريدة التى يرأس تحريرها. وأكد مؤلف المسلسل عمرو سمير عاطف أن تطرقه إلى شخصية الصحفى جاءت نتيجة لطبيعة الموضوع لأنه المفروض أنه شخص يكتشف سرًا ويجرى وراء الحقيقة وهو ما لا يتحقق إلا مهنة الصحافة، ومن هنا كان اختياره لأن تتم أحداث مسلسله داخل جزء من عالم صاحبة الجلالة مع الابتعاد عن أساسيات العمل الصحفى وعدم التركيز على الصفات الشخصية للصحفى. وأيضًا تطرق مسلسل «حالة عشق» إلى شخصية الصحفى لكن من خلال إبراز شخصية غير سوية وهو دور الصحفى «المرتشى» الذى كون ثروته من الرشوة والذى ظهر فى الحلقة الثانية عشرة من المسلسل ويقوم بدوره زوج الفنانة روجينا داخل المسلسل. بينما يختلف الأمر تمامًا فى مسلسل «يوميات زوجة مفروسة أوى» حيث تتناول الكاتبه أمانى ضرغام مؤلفة المسلسل شخصية الصحفية التى تجسدها داليا البحيرى فى إطار كوميدى بحت، ويتناول العديد من القضايا مثل التحرش والمخدرات والسحر والدجل والانفلات الأمنى، ويشاركها البطولة خالد سرحان الذى يجسد أيضًا دور زوجها الصحفى الذى يعمل معها فى نفس المؤسسة، وعلقت أمانى ضرغام أن الإعلام بوجه عام كان له دور كبير جدًا فى قضايا البلد الاجتماعية وأن الصحفى يده فى كل المشاكل وليس مقتصرًا على مشكلة واحدة فكان ذلك محفز لمؤلفى الدراما بتناول هذه المهنة. ويحكى مسلسل «وش تانى» عن مؤسسة صحفية شغلها الشاغل هو كشف فساد بعض رجال الأعمال والمحسوبية والشخصيات القريبة من النظام، ويجسد دور رجل الأعمال الفاسد الفنان حسين فهمى، ومصدر ثروة هذا الرجل من الفساد والصفقات المشبوهة، وهو ما تسعى الجريدة لاكتشافه، وذلك من خلال شخصية صحفية شابة تحاول إقتحام تلك المنطقة لتفضح رجال الأعمال الفاسدين. وفى تعليقه حول ظهور شخصية الصحفى بشكل مكثف فى دراما رمضان هذا العام واتهام البعض لها بتشويه شخصية الصحفى، أوضح صلاح عيسى الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة فى تصريحات خاصة ل «الصباح» أنه من الطبيعى أن تتناول الدراما التليفزيونية شخصية الصحفى وذلك بعد بروز دور الإعلام بعد ثورة يناير، وإذا رجعنا بالتاريخ إلى الوراء نجد أن بعد ثورة يوليو تطرقت الدراما المصرية إلى شخصية الضباط والقياديين، فلكل شخصية مؤثرة فى المجتمع ولها دور لابد أن تجد مكانًا داخل الدراما. فيما قال خالد ميرى «وكيل نقابة الصحفيين» إن اهتمام الدراما التليفزيونية بمهنة الصحافة والإعلام بوجه عام ناتج عن الدور الكبير الذى يؤديه الإعلام خصوصًا فى الفترة الأخيرة، وأضاف ميرى: عندما نجد أن كل قادة العالم تتحدث الآن عن الجيل الرابع للحروب الذى لا يستخدم فيه الرصاص، ولكن يستخدم فيه كل وسائل الإعلام، فهى قادرة على تشكيل وعى المجتمع وآراء الجماهير ولا أحد يستطيع أن ينكر دور الإعلام البارز فى ثورتى 25 يناير و30 يونيه فهى تقع فى بؤرة الاهتمام من كل كتاب الدراما، وليس بغريب أن تكون الصحافة هى بطلة الأعمال الدرامية الرمضانية هذا العام، وأكد على أن لكل مهنة سلبياتها وإيجابياتها، وأخشى أن تكون الدراما ركزت على سلبيات مهنة الصحافة فقط خصوصًا أن للصحافة إيجابيات عديدة على الدراما أن تركز عليها.