شن أعضاء لجنة الشؤون الأفريقية بمجلس النواب، الاثنين، هجوما حادا على وزيرة السياحة بعد تغيبها عن حضور اجتماع اللجنة لمناقشة خطة الوزارة في أفريقيا. وقال النائب هشام مجدي إنه سيتقدم بطلب إحاطة للدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الحكومة، بسبب ما وصفه ب«غياب وتقاعس بعض الوزراء» عن الحضور لاجتماعات اللجان البرلمانية خاصة اللجنة الأفريقية، وأضاف أن «بعض الوزراء ليس لديهم اهتمام بالشأن الأفريقي الأمر الذي يتطلب وضع الأمر أمام رئيس الحكومة». وتابع «مجدي»: «كان يجب أن ينوب عن الوزيرة الغائبة مجموعة من أصحاب الخبرات ومن يقومون برسم الاستراتيجية وليس معاوناً للوزيرة لا نعرف مهام عمله هل هي متعلقة بترتيب المواعيد أم ينوب عنها في رسم الخطط ووضع الاستراتيجيات». فيما طالب النائب مصطفى الجندى بضرورة عقد اجتماع مشترك مع لجنة السياحة بالبرلمان، واستدعاء وزيري السياحة والطيران المدني، بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي خلال الأيام القليلة المقبلة، ومعرفة كيف ستستفيد مصر من هذا التواجد. وذكر الجندي: «للأسف وزارة السياحة ووزارات أخرى غير جاهزة لهذا الحدث، وحاسس إن الرئيس هيبقى لوحده»، مضيفا: «السياحة يجب أن تكون صناعة ويجب الاستفادة من السائح الأفريقي الذي يعد أغنى عشرات المرات من السائح الأجنبي وينفق ببذخ»، مؤكدا ضرورة وجود وزارة معنية بالشأن الأفريقي أسوة بدول كثيرة من بينها السعودية وفرنسا. من جهته، انتقد النائب ماجد أبوالخير، وكيل اللجنة، غياب وزيرة السياحة وتجاهلها لاجتماع اللجنة، وقال: «كان يجب أن تقدر طلب البرلمان لها بالحضور، وعليها أن تفهم ما يقوله الدستور والقانون في هذا الشأن»، مضيفا: «لدينا رئيس دولة يؤمن بأهمية أفريقيا وانتمائنا لها ولكن الحكومة لا تشعر بهذه الأهمية، فرئيس البرلمان الأفريقي قال إن مصر أرض الله، وبالتالى يجب أن يكون لدينا وعى بذلك، ولكن للأسف صعبان عليا أن تكون مصر أمام بداية جديدة واستقبال كأس الأمم الأفريقية الذي يعد بمثابة حلم والحكومة لا تؤمن بذلك»، على حد قوله. أما النائب سيد فليفل، فقال إن «هذا الملف مهم لمصلحة الوطن، ونحن في مرحلة تعريف المسؤول المصري لإدراك أنه أفريقي»، وعلق النائب طارق رضوان، رئيس اللجنة، قائلا: «المصيبة إنه مش مدرك». وتابع فليفل: «يجب على الوزراء أن يفكروا بعيداً عن نطاق المحلية، نحن في حالة خلل، لايصح عدم اجتماع مجلس الوزراء لإعداد ملف بشأن تحرك الرئيس عبدالفتاح السيسي نحو أفريقيا ورئاسته للاتحاد الأفريقي». فيما انتقد النائب شريف نادي وزيرة السياحة لتغيبها عن حضور اجتماع اللجنة، قائلا: «الوزيرة شايلة شيلة لا تعرف ما بداخلها»، مضيفا أن الوزيرة لا تستحق البقاء في منصبها، منتقداً عدم حضورها للاكتشافات الأثرية التي تقوم بها وزارة الآثار وعدم الترويج لهذا الأمر والاستفادة منه سياحياً والترويج بأن مصر دولة مليئة بالكنوز. بدورها، قالت الدكتورة آمنة نصير إنها تحلم باليوم الذي ترى فيه وزيرا يعمل بقلب نشيط، منتقدة غياب وزيرة السياحة، وأضافت: «المنصب مسؤولية مريرة وليس من الذهب أو الفضة، يجب أن تعلم مسئولية العمل بعيدا عن الاستعلاء»، مضيفة: «أصبحت أبغض استعلاء أصحاب الألقاب في مصر، ولماذا لا تأتى الوزيرة للاجتماع، السياحة عنوان للدولة المصرية والتاج الذي نتمنظر به». ورفض النائب حاتم باشات ما عرضه من خطة وزارة السياحة لتنشيط السياحة المصرية الأفريقية، مشيراً إلى أن ورقة العمل المعروضة تقليل من مجلس النواب، ولا أريد القول إنها «إهانة». وأضاف أن كأس الأمم الأفريقية لها أهمية قصوى لمصر مما يتطلب إعداد خطة محكمة في هذا الشأن، مطالباً بعقد اجتماع يجمع وزيرى السياحة والرياضة لعرض خططهما، فعلق رئيس لجنة الشؤون الأفريقية، النائب طارق رضوان، ساخراً: «ممكن تبقى مشغولة.. نشوف وزير تاني». وأضاف رئيس اللجنة: «هذا البرلمان منوط به الرقابة على السلطة التنفيذية فعندما تنظر إلينا هذه السلطة بالتعالى فهو أمر مرفوض». ووجه حديثه لممثلى الوزارة قائلا: «وصلوا هذه الرسالة للوزيرة». وذكر أحمد نبيل، معاون وزيرة السياحة، أن سياسة الوزارة الترويجية والسياحية في أفريقيا سيتم العمل عليها من خلال تحالف دولي يضم عددا من الجهات والشركات، لم يحددها، مع التركيز على إبراز الملامح المميزة للشخصية المصرية والمقاصد السياحية المختلفة، منوها إلى أنه تم تحقيق ارتفاع ملحوظ في حركة السياحة الأفريقية إلى مصر اعتبارا من منتصف عام 2017، مشيرا إلى أن الإحصاءات التي تخص عام 2018 غير متوفرة بشكل كامل حتى الآن. وأضاف نبيل أن وزارة السياحة تتوقع أن تحتل مصر المرتبة الأولى في الدخل السياحى بين دول القارة أو المرتبة الثانية على أقل تقدير وفقا للإحصائيات المبدئية عن عام 2018، وكانت تحتل المركز الثالث بعد جنوب أفريقيا والمغرب.
