على الرغم من حالة الجدل المثار حول الامتحانات التجريبية الأولى، وما أحدثه تسريب الأسئلة وتناقلها بين الطلاب من تخوف، اكتفت وزارة التربية والتعليم بإصدار بيان إعلامى واحد على مدار أسبوعين كاملين هى فترة انعقاد الامتحانات، أشادت خلاله بنجاح اليوم الأول من امتحانات الصف الأول الثانوى بشكلها التجريبى الجديد، حيث أكدت الوزارة انتهاء اليوم بنهاية مبشرة تؤكد أن منظومة إصلاح التعليم والانتقال من ثقافة الدرجات إلى ثقافة التعلم تسير بشكل يحظى بقبول مجتمعى كبير، بحسب بيان الوزارة. وتابع البيان: «خضع طلاب الصف الأول الثانوى فى مدارس الجمهورية بأنواعها الحكومية والخاصة لامتحان اللغة العربية، وأجمع مديرو المديريات فى المحافظات على سير الامتحان بشكل هادئ ومستقر دون شكاوى تذكر»، مضيفة أن «نسب حضور الطلاب أثبتت أن النظام الجديد وجد قبولاً لدى القاعدة العريضة من الطلاب والطالبات وأولياء الأمور، وذلك على الرغم من المخاوف التى أبداها البعض جراء تغيير النظام المعمول فى التعلم وطريقة الامتحان». وقال الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم والتعليم الفنى، إن اليوم الأول من الامتحانات التى تعقد على سبيل التدريب ودون احتساب الدرجات فى المجموع الكلى يعد نقطة الانطلاق الفعلية والحقيقية لبدء تغيير منظومة التعليم، فبدلاً من الاعتماد على نظام التلقين والحفظ دون الاهتمام بقدرة الطالب على فهم المعلومة يقيس النظام الجديد مهارات الطالب فى الفهم. وأضاف: «مضى اليوم الأول بسلام وجاءتنى العديد من ردود الفعل الإيجابية من قبل أولياء الأمور، وهذا يؤكد أن الجهود المبذولة لتغيير الامتحانات من موسم للتوتر والقلق وقياس قدرة الطالب على اختزان المعلومات إلى أيام عادية يخضع فيها الطالب لقياس مهارات التفكير العليا لديه بدأت تؤتى ثمارها». لم تمر ثلاثة أيام على صدور بيان الوزارة السعيد حتى وجه الدكتور طارق شوقى، وزير التربية والتعليم، رسالة لطلاب الصف الأول الثانوى بالنظام التراكمى الجديد عبر مقطع فيديو مصور، قال خلاله، إنه لليوم الثالث على التوالى منذ بدء الامتحانات التجريبية للطلاب يتم الغش وتسريب الامتحانات، رغم كونها بدون درجات ومسموح للطالب باستخدام الكتاب المدرسى داخل اللجان، وهو ما يعكس ظاهرة وثقافة يجب تغييرها. وأضاف شوقى أننا «نستطيع وقف التسريب كما تم وقفه خلال عامين بامتحانات الثانوية العامة، وهو ما تم باستحكامات أقرب ما تكون للعسكرية وبتكلفة مليار و500 مليون جنيه تكلفة التأمين وبتعاون القوات المسلحة ووزارة الداخلية والأمن القومى والوطنى وشركات التأمين». وتابع: «هذه المرة تأكدنا من المرض الذى أصاب مجتمعنا، وتعرفنا على من يسرب الامتحانات التجريبية التى تتم بدون احتساب درجات وهدفه إحداث بلبلة وكسب الطلاب بالدروس الخصوصية، وكذلك الطلاب الذين يرفضون بذل مجهود للمذاكرة ويقومون بنشر صور الامتحانات ورفض فرصة وزارة التعليم لتدريبهم على الامتحان بشكله الجديد». وأكد شوقى أن الطالب الذى يشارك فى تسريب الامتحانات التجريبية هذا قراره برفض التدريب للامتحانات القادمة نهاية العام والسنوات المقبلة التى تؤهله للالتحاق بالجامعة ولا يلوم إلا نفسه. وتابع أن امتحان نهاية العام سيكون على جهاز التابلت وسيتم وضع بنوك الأسئلة بدون تدخل عنصر بشرى وكذلك التصحيح سيكون إلكترونيا، قائلا: «اللى معتمد على التسريب النهارده، فالتسريب مش هيقعد له بكره». وقال شوقى إن التسريبات لا تضر الوزارة ويمكننا منعها، ولكن سنتركها هذه المرة، ولن ندفع مليار ونصف المليار، لتجميل مرض الأجدر بنا معالجته من الأساس، وسيتم إجراء تحقيق داخلى لمعرفة المتسبب عن التسريب، مؤكدا أن العبرة ستكون بامتحانات نهاية العام الدراسى. وقال شوقى إن الطالب الذى سيتغيب عن الامتحانات التجريبية والذى يقوم بالغش والتسريب هو الخاسر الأكبر.
