في أحد الأيّام، كانت تجلس السيدة مي جواد داخل منزلها في الإسكندرية، تتصفّح مواقع التواصل الاجتماعي كعادتها، إلى أن أرسل لها أحد الأصدقاء منشورا على موقع التواصل الاجتماعي، «فيس بوك»، يعرض فيه أحد الأشخاص في الفيوم ذئبًا مصريًا نادرًا للبيع مقابل ثمن زهيد، بعد أن تم العثور عليه في صحراء الفيوم. مي جواد، هي سيدة مصريّة مهتمة بالحيوانات البرية في مصر، ومؤسسة «فريق إسكندرية لإنقاذ السلاحف والحياة البرية»، الفريق الوحيد لإنقاذ الحيوانات البرية في مصر، لذا اهتمت على الفور، بإنقاذ الذئب النادر المعروض للبيع على مواقع التواصل الاجتماعي، والذي ينتمي لنوع canis anthus lupaster، حسبْ «جواد»، والتي قالت إن الذئب ييلغ عمره بين 10 و12 شهرًا. «كيف بدأت رحلة إنقاذ الذئب من أيادي التاجر الفيومي ليستقر الآن حرًا في محمية وادي الريان؟»، قصة طويلة بدأت مُنذ أيام، إذ شرحت «جواد» ل«المصري اليوم»، رحلة إنقاذ الذئب، التي تكلّفت مجهودا كبيرا من فريق إسكندرية لإنقاذ السلاحف والحياة. بدأت القصة بمعرفة «جواد» بمنشور بيع الذئب على موقع التواصل الاجتماعي، «فيس بوك»، كما تقول: «وصلنا خبر وجود الذئب، من خلال واحد كان منزّل صورة للذئب متربّط بحبال، وكان موجود رقم التاجر اللى بيبيعه، كلمته في التليفون وطلبت منه شراء الذئب، مقابل مبلغ مالي مغرٍ، لكن بشرط فكّ قيود الذئب، لحد ما نقدر نوصل الفيوم ونشتريه ونوصله لمكان آمن». 300 كيلومتر و4 آلاف جنيه وكثير من المشاعر الرحيمة، هي تكلفة إنقاذ الذئب المصري التي دفعها فريق الإسكندرية، حسبْ تصريحات «جواد»، والتي أكدت أن الفريق انتقل من الإسكندرية إلى الفيوم، قاطعًا 300 كيلومتر، لإنقاذ الذئب، كما تم دفع مبلغ يُقدَّر بحوالي ألف جنيه، وهو ضعف تكلفة البيع، وذلك بجانب تأجير مواصلات لانتقال الفريق، وهو بالفعل ما تحقّق في نهاية الأمر. وعقب تحرير الذئب من أيادي التاجر، احتفظت به «جواد» داخل منزلها، لحين التواصل مع جهة رسمية، لإرسال الذئب إلى إحدى المحميات الطبيعية، كما تقول: «كلمت الدكتور أيمن سالم، مدير محمية وادي الريان، قلت له عندنا ذئب زي اللى جبتهولك قبل كده، لأن حصلتْ واقعة مُشابهة قبلها ب3 شهور تقريبًا، الذئب الأولاني كان في إسكندرية، واحدة من ناشطات حقوق الحيوانات، كلمتني لما لقيته في محل، وبالفعل وديناه المحمية». وعن نشاطات فريق الإسكندرية لإنقاذ السلاحف والحياة البريّة، تأسس منذ 4 سنوات، بهدف حماية الحيوانات البرية والتوعية بها، كما تشرح «جواد»، مؤسسة الفريق: «نُساعد حديقة الحيوانات، ونحتفل بالأيام العالمية المخصصة للحيوانات والحياة البرية، الفريق مكوّن من أقل من 15 شخصا، مش فريق رسمي، كُلها جهود شخصية وذاتية». بدأت فكرة تأسيس الفريق من حُب «جواد» للحيوانات: «كنت باشتغل مع نفسي، بساعد الحيوانات، أجمّع صحابي ونروح حديقة الحيوانات، أروح مدارس لنشر التوعية عن الحيوانات، فكّرت أعمل حاجة بشكل مُنظم، الموضوع بدأ من إسكندرية، والتوعية ضد تجارة السلاحف البحرية». وبالفعل، أنقذ الفريق 78 سلحفاة بحرية، أطلقنا ثعالب برية، 2 قطة برية، بجانب مشروع إعادة توطين السلحفة البرية، التى انقرضت من مصر.
