اتفق عدد من الأطباء والصيادلة على وجود حساسية لدى الأطفال خاصة حديثى الولادة تجاه عدد من أنواع المضادات الحيوية، وأشاروا إلى ضرورة إجراء اختبار قبل تناول أى نوع من أنواع المضادات الحيوية، وطالبوا بحظر إعطائه فى الصيدليات، وتجنب إعطاء شديد المفعول منها للأطفال حديثى الولادة. وقال الدكتور ناشد عاطف ناشد، طبيب الأطفال وحديثى الولادة، إن العديد من أطباء الأطفال لاحظوا وجود حساسية من بعض المضادات الحيوية، وإنها ازدادت هذه الأيام، وازدادت معها حالات الوفيات لدى الأطفال. وأضاف، فى تصريحات ل«المصرى اليوم»، أنه من المعروف أن الحصول على المضاد الحيوى بواسطة الحقن لا يعطى إلا بشروط فى جميع دول العالم التى تشترط إجراء اختبار حساسية قبل الحصول على أى نوع من أنواع المضاد الحيوى. وتابع: «مادة السفترياكزون التى حذرت وزارة الصحة من الحصول عليه قبل إجراء اختبار حساسية، هو مضاد حيوى موجود فى كل دول العالم، ويعتبر من أحسن المضادات الحيوية وأقواها، خصوصاً أنه يعطى مرة واحدة يومياً، فبذلك يوفر الراحة للمريض سواء كبير أو طفل من ألم الحقن مرتين يومياً، ومثله مثل باقى المضادات الحيوية كلها، يمكن أن يحدث بسببه بعض الاثار الجانبية الكثيرة، ومن ضمنها الصدمة التحسسية، أو بمعنى آخر حساسية شديدة وهذه الحساسية تتراوح بين أعراض بسيطة كالطفح الجلدى حتى أعراض خطيرة تصل للوفاة». وتساءل: «يوجد وعى شعبى كبير تجاه البنسلين، الذى لا يعطى أبداً بدون اختبار حساسية حتى لو كان المرض قد حصل عليه من قبل عدة مرات ولعدة سنين، فلماذا لا يوجد وعى أيضاً لباقى المضادات الحيوية؟». وقال نقيب الصيادلة محيى عبيد إن النقابة خاطبت رئيس الوزراء، ووزيرة الصحة، لدراسة انتشار حدوث مضاعفات خطيرة لبعض الأطفال الذين يحصلون على بعض المضادات الحيوية قبل عمل اختبار حساسية لها. وأضاف عبيد، ل«المصرى اليوم»، أنه تلاحظ فى الفترة الأخيرة حدوث حساسية شديدة لبعض الأطفال، ووصل الأمر إلى حدوث حالات وفاة، مشيرا إلى أن هذا الأمر بهذا الشكل غريب وجديد ولم يحدث من قبل، مضيفا أن النقابة طالبت بتحليل المادة الخام لبعض أنواع حقن المضادات الحيوية والكشف عن مصادرها للتأكد من سلامتها ومطابقتها، مضيفا أن هذا الشكل من الحساسية جديد ولم يحدث بهذا الشكل من قبل. وقال: «أصدرنا تنبيهات على الصيادلة بالامتناع تمامًا عن إعطاء حقن المضادات الحيوية داخل الصيدليات، والتنبيه على المرضى بضرورة أخذ حقن المضاد الحيوى فى الصيدليات، مستنكرا عشوائية صرف المضاد الحيوى للأطفال، فى ظل وجود موروثات خاطئة تحتاج إلى تصحيح بسبب الإفراط فى استخدام المضادات الحيوية خاصة للأطفال دون داع ودون استشارة الطبيب. وأوضح أن بعض الأطباء يقومون بكتابة مضادات حيوية شديدة المفعول لأطفال دون سن عام ونصف، بهدف سرعة العلاج، إلا أن ذلك يسبب مضاعفات شديدة للطفل إذا كان لديه حساسية تجاه نوع معين من أنواع المضادات الحيوية، مؤكدًا أن هناك أنواعا من المضادات الحيوية لا يسمح للطبيب بكتابتها للمريض إلا إذا كان هذا المريض محجوزا داخل المستشفى. وتعليقا على التحذيرات التى أعلنتها وزارة الصحة من استخدام المضاد الحيوى «سيفترياكسون» للأطفال دون عمل اختبار للحساسية، قال نقيب الصيالة إن هناك احتمال وجود شوائب فى المادة الفعالة للمضاد الحيوى سيفترياكسون. وقال جمال الليثى، عضو غرفة صناعة الدواء باتحاد الصناعات المصرية، إن المضاد الحيوى سيفترياكسون موجود فى السوق المصرية منذ أكثر من 20 عاما، وأنه يصنع محليا والمادة الفعالة مستوردة من الخارج. وطالب بتحليل مكونات المادة الفعالة للمضاد الحيوى سيفترياكسون لبيان سبب مضاعفاتها لمرضى الحساسية، مشيرا إلى أن وزارة الصحة تحركت لاتخاذ الاحتياطات اللازمة عند استخدام المضاد الحيوى سيفترياكسون من خلال إدارة اليقظة الدوائية بوزارة الصحة التى قامت بتحليل مكونات المضاد الحيوى فى معاملها المركزية، مضيفا أن قضية الدواء هى قضية أمن قومى وحق دستورى لكل مواطن أن يتم توفيره بشكل آمن. وتابع الليثى: «هناك 55 مصنعا فى الصين تنتج المادة الفعالة لبعض أنواع الأدوية التى تستوردها مصر تم إغلاقها لأسباب تتعلق بالجودة من خلال هيئة ال FDA التى أغلقت عددا من مصانع الصين لمدة سنتين لحين التأكد من مدى جودة المادة الفعالة لأدويتها»، مشيرا إلى أن أى مادة فعالة تأتى إلى مصر يتم تحليلها فى هيئة الرقابة الدوائية للتأكد من مدى مطابقتها للمواصفات.
