ان ما ينادى به السلفيون من إقامة دولة حدود لهو امر يثير الشفقة عليهم من تفاهتهم، فهم أُناس لم يأخذوا من الدين غير ظاهره، لم يأخذوا من الدين الإسلامى العظيم سوى حف الشارب و إطالة اللحية و لبس الجلابية وتقصيرها ولبس النقاب...إلخ.. إلخ، و هم فى الحقيقة-البعض ليس الكل-ابذأ الناس فى كلامهم، و اسوأ الناس فى تعاملاتهم، و أقصى الناس على زوجاتهم و أولادهم و ذلك لأنهم فهموا الدين بطريقة خاطئة لأنهم لا يُعملون عقولهم و إنما يستمعون لكلام الشيوخ ويعملون به أياً كان فهم يعتبرون أولئك منزهين عن الخطأ و هم بهذه الطريقة أكثر من يضيع أُسس الدين. أنا لا أقول إن تلك الظاهريات ليست من الدين، و لكننى أقول أنها جزء بسيط منه،جزء لا يتعدى الواحد فى المئة. إن الدين هو معاملتك، الدين هو أخلاقك و قيمك و مبادئك، الدين هو العدل و المساواة و الحرية، الدين هو الصدق و التسامح و العلاقات الإنسانية، تلك هى مبادئ الشريعة الإسلامية. و هذه المبادئ و الأُسس هى طريقنا نحو التقدم و الإزدهار، أما التمسك بظاهر الدين وترك باطنه، فهو الجهل و التخلف و العودة الى الوراء و الإضمحلال، العودة الى يوم كان يقال للحاكم-وكله بإسم الدين-((مالك رقاب الأُمم ...ملجأ العرب والعجم...مجيب الندا وليث العدا وقمر الهدا...ألهم أدم ملكه وإجعل الدنيا بأسرها ملكه...و لا تدع له عدوا إلا قصمته...ولا مخالفا إلا أهلكته))؟! لذاك يجب أن يعلم أُولئك الناس أنهم فى جهل معتم بما يفعلون، و أنهم ليسوا هم المتدينون...أبداً و إنما هم تاركوا الدين. ((أغاية الدين أن تحفوا شواربكم...يا أمة ضحكت من جهلها الأُمم))