حالة إبداعية جديدة يضيفها الكاتب الصحفى إبراهيم عيسى إلى سلسلة حالاته الإبداعية ويفجرها في رمضان المقبل بظهوره كممثل في عمل فلسفى كوميدى مأخوذ عن رواية «أرض النفاق» للأديب الراحل يوسف السباعى. يطل «عيسى» في العمل كممثل يجسد عدة شخصيات على مدار الحلقات الثلاثين. يؤكد عيسى أن التجربة يعتبرها الأولى له في مجال التمثيل لأنه لا يعتبر تجربته في فيلم خيانة مشروعة تجربة تمثيلية بالمعنى المتعارف عليه لأنه ظهر في الفيلم بشخصيته الحقيقية كرئيس تحرير لإحدى الصحف. الحالة في المسلسل مختلفة لأنه يجسد أكثر من شخصية تظهر في حلقات العمل الثلاثين وإذا كان بطل العمل محمد هنيدى شدد على أن إبراهيم عيسى سيكون مفاجأة رمضان 2018، فإن «عيسى» يرى أن «أرض النفاق» سيكون علامة فارقة في نجومية «هنيدى». حكاية إبراهيم عيسى مع الكتابة للسينما حكاية طويلة، شارك في كتابة فيلم «أيام السادات» الذي لعب بطولته أحمد زكى وميرفت أمين ومنى زكى وأخرجه محمد خان. عيسى له تجربة كتابة سينمائية أخرى مع فيلم «مولانا» بطولة عمرو سعد ودرة وإخراج مجدى أحمد على أثارت جدلا في الداخل والخارج، وحصد الفيلم عدة جوائز محلية ودولية وتوجها بالعرض في مسابقة الجولدن جلوب، وحرك المياه الراكدة في قضية تجديد الخطاب الدينى. وله أيضا مشروع سينمائى جديد بعنوان الضيف مع المخرج هادى الباجورى وبطولة خالد الصاوى وجميلة عوض وشيرين رضا. إبراهيم عيسى ■ لماذا قررت تكرار تجربة التمثيل في مسلسل «أرض النفاق»؟ - مشاركتى في فيلم «خيانة مشروعة» مع المخرج خالد يوسف، كنت أقوم فيها بدور إبراهيم عيسى رئيس التحرير، بشخصيتى الحقيقية، وبالتالى لا أعتبرها تمثيلا بالمعنى الحقيقى، إنما في «أرض النفاق» تجربة مختلفة في كل شىء. ■ لماذا؟ إبراهيم عيسى - لأننى أجسد خلالها شخصية طبيب يدعى «ماضى» يقدم حبوبا مختلفة التأثير فيما يخص الأخلاق، ويظهر في أكثر من شخصية ضمن الأحداث على مدار ال30 حلقة، ومنها الشيخ الدجال، والمتسول، وصياد وتاجر خردة وشخصيات أخرى عديدة تحمل بداخلها 9 كاركترات تقريبًا، وتعتبر التجربة أكثر احترافاً وتنوعًا، وفى عدد المشاهد، على عكس التجربة الأولى لم يطلب منى فيها أن أتعايش مع شخص آخر غير إبراهيم عيسى. ■ وماذا عن المقارنة مع الفيلم الذي حمل نفس الاسم في الستينيات؟ - ليس هناك أي مقارنة بين العملين إطلاقًا، والكاتب أحمد عبدالله يقدم الرواية التي كتبها يوسف السباعى برؤية مغايرة، عصرية، بروح 2018، وبالطبع حافظ على روح الرواية وشخصياتها. ■ وهل حرصت على مشاهدة الفيلم قبل بدأ التصوير؟ إبراهيم عيسى - شاهدته أكثر من 15 مرة من قبل، وحللته كذلك في برامجى، لكن قبل التصوير لم أقم بذلك، لان شخصية الدكتور ماضى بعيدة تمامًا عن عبدالرحيم الزرقانى. ■ هل حصلت على كورسات تمثيل قبل التصوير؟ - تحمست للفكرة، والتمثيل لجرأة منتج العمل جمال العدل، في أن يستعين بشخصية ليس لها علاقة بمجال التمثيل، في دور مركب، مما يصنع اختلافا، وكذلك طاقم الفنانين المشاركين على رأسهم البطل محمد هنيدى، وكذلك لأننى من محبى الرواية والفيلم، وجزء من مشوارى في الإعلام والصحافة كان الاهتمام بعالم السينما والفن والتمثيل والإخراج، وخضت تجربة كتابة السيناريو مرتين، وكنت أحب أن أجرب التمثيل، حتى تكتمل لدى خبرة عالم السينما والفن ليس فقط من منطقة السيناريست، وبدون شك «أرض النفاق» أضاف لى كتجربة الكثير في إدراك الصناعة، وحتى ككاتب جعلتنى متفهما أكثر لطبيعة الممثل في تقمصه للأدوار، ولم أحصل على ورشة تمثيل، لأن التعامل مع فريق العمل من إخراج وتأليف وتمثيل يعتبر بمثابة ورشة عمل يومية ودائمة، ومثلا تعاملت مع المخرج سامح عبدالعزيز قبل تعثره في الظروف التي مر بها في بداية المشروع، ثم مع المخرج محمد جمال العدل، وكلاهما مبدعان، وكنت محظوظا أن كل مشاهدى أمام الاستاذ محمد هنيدى وهو نجم على مدار 25 عاما، نقل لى من خبرته الكثير، إضافة إلى الاعتماد على الفطرة والخبرات الإنسانية، وفريق العمل يدعمنى كثيرًا ويسعدنى أن يقول هنيدى إن «عيسى» مفاجأة رمضان، واعتبرتها تجربة وليس احترافا وإذا سنحت لى الفرصة للمشاركة كممثل مرة أخرى سأخوضها بنفس المبدأ. ■ تعاونك مع اثنين من المخرجين ما تأثيره على أدائك؟ إبراهيم عيسى - سامح محترف جدًا، وماندو مخرج مثقف، وأعتبره اكتشافى في هذا العمل، مثقف وواع وعلى درجة من الاحترام أراحتنى جدًا وآمل له مستقبلا جيدا وأن يتصدى لفيلم يعتبر علامة في السينما المصرية. ■ وإذا تحدثت عن أكثر شىء أرهقك في العمل؟ إبراهيم عيسى - العمل في مجمله مرهق جدًا، ساعات تصوير طويلة، وسط طقس متقلب، المشهد مدته دقيقتان ولكن تصويره يستغرق قرابة 6 ساعات، والحفاظ على فكرة الثبات الانفعالى خلال تلك الفترة ليس سهلا ومرهق، ولذلك أرى أن صناعة التمثيل والتليفزيون بشكل عام عملية مرهقة جدًا، ولكننى أديت الشخصية كما أريد، وأحب، واستمتعت للحقيقة بما أفعل. ■ وماذا عن ملاحظاتك على السيناريو؟ إبراهيم عيسى - طلبت فقط الانتهاء من تصوير مشاهدى قبل انطلاق الماراثون الرمضانى، وأتمنى أن يحدث ذلك، ويتبقى لى 10 مشاهد فقط، وبالنسة للسيناريو بالتأكيد تجمعنى مناقشات مع أحمد عبدالله، وهناك تفهم ومرونة ورغبة في معرفة رأيى وانطباعاتى. ■ هل ستكرر التجربة في أعمال تالية؟ - المسلسل لم يظهر للناس، ومنتظر ردود فعل الجمهور، وبالتأكيد إذا جاءنى أي عرض سوف أفكر فيه بنفس منطق «أرض النفاق»، إذا كانت التجربة تستحق أن أخوض مرة أخرى التمثيل، أم لا، وأعيش حاليًا حالة العمل الفنى باستمتاع وهو ما يشعرنى بالراحة. ■ لك حضور وكاريزما، هل حرصت على تجنبهما أمام الكاميرا؟ إبراهيم عيسى - أترك الحكم للمشاهد، وحاولت أن أتقمص الشخصية على الشاشة وألا أكون إبراهيم عيسى، وبصراحة ما ساعدنى أن الكاراكتر بعيد عنى تمامًا. ■ ما هي توقعاتك للمسلسل؟ - سيكون هذا العمل نقطة مهمة في نجومية محمد هنيدى، وسوف يشتبك الجمهور بحب شديد مع مسعود الشخصية التي يجسدها في المسلسل.
