اتخذت هيونداى من معرض CES فى دورته المقامة مؤخرا منصة للكشف عن خططها لعلامتها الجديدة NEXO التى ستخصصها للسيارات العاملة بأنظمة وقود بديل، وبالتحديد خلايا الهيدروجين. فى زمن اكتسحت فيه المحركات الكهربائية، رأت هيونداى أن تقديم ابتكارا وسط هذه الضوضاء، قد لا يجد قدره المستحق من الاهتمام، ولهذا قررت أخذ طريق مواز يخدم الهدف ولكن يضعها بعيدا عن حلبة المصارعة فى الوقت ذاته. والآن دعونا نحدثكم قليلا عما يجعل سيارة هيونداى مواكبة للعصر. على الشاشة الوسطى فى المقصورة الداخلية، يمكن للسائق مراقبة جانبى السيارة من الخلف بعمل كاميرات الرؤية الخلفية المسؤولة عن عرض الصورة بزاوية واسعة لكشف المناطق التى يصعب على المرايا الاعتيادية كشفها. جدير بالذكر أن الصانع الكورى يدعى كونه أول من يقدم تلك التقنية -على جانبى السيارة- فى الصناعة عالميا. كما تم تجهيز NEXO أيضا بمعاون الالتزام بالحارة المرورية والذى تستخدمه الشركة للمرة الأولى تجاريا على إحدى سياراتها. ويعمل النظام كجزء من منظومة HDA أو معاون القيادة على الطرق السريعة، والذى يوظف العديد من البيانات المغذاة له من الحساسات المحيطة بالسيارة والخرائط المتوفرة فى النظام الملاحى لتأمين أكثر ظروف القيادة أمنا ممكنة. كما يقوم النظام أوتوماتيكيا بتعديل سرعة السيارة حسب السرعات المقررة على الطريق. وأخيرا حين يصل السائق لوجهته، يمكنه صف السيارة باستخدام معاون الاصطفاف والذى يتمكن من اتخاذ قرارات فى أكثر ظروف الاصطفاف تعقيدا. وقد أعطت هيونداى هذا النظام اسم RSPA. تأتى سيارة NEXO فى وقت استراتيجى لم يتم اختياره اعتباطا. فقد قدمت هيونداى لتوها سيارة Tucson FCEV العاملة أيضا بخلايا الهيدروجين منذ وقت ليس ببعيد. وقد كانت الأرقام التى وعدت بها الشركة عملائها تناهز أكثر أرقام الأوروبيون تنافسية، بل وربما باعتمادية أعلى من المقدم من أى من الصناع الأوروبيين أو الأمريكيين. ولتزيد هيونداى الموجة اضطرابا، قدمت بعدها مباشرة سيارة NEXO التى تعد أرقاما أكثر تنافسية وتكنولوجيا تجعلها من ألمع المنافسين فى سوق السيارات العاملة بالوقود البديل، أو قليلة الانبعاثات. وقد تم تصميم NEXO للعمل فى أكثر الظروف الجوية قسوة. وقد أثبتت السيارة أنها قادرة على العمل بعد أن باتت فى درجة حرارة 30 تحت الصفر لليلة كاملة فى غضون 30 ثانية فقط. ومن الجانب الآخر، يمكنها نظام التبريد على العمل فى درجات حرارة تصل ل49 مئوية. نظام الجر بسيارة NEXO المستقبلية هجين، ما بين محرك يعمل بخلايا الوقود وموتور كهربائى. القوة الإجمالية المولدة من النظام تبلغ 180 حصانا. يأتى 54 منها من النظام الكهربائى، بينما يأتى ال126 الآخرون من المحرك العامل بخلايا الهيدروجين. إلا أن الموتور المستخدم لتحويل تلك القوى لطاقة حركية، فقد حددته هيونداى ب160 حصانا. ربما لأسباب متعلقة برفع كفاءة استخدام الطاقة. بتلك القوة المتاحة، تتمكن السيارة من التسارع من الثبات ل100 كم/س فى 9.5 ثانية، مع إمكانية تغطية مسافة 600 كم على الشحنة الواحدة. وبالمقارنة مع النظام الذى وفرته الشركة فى إصدارها الأخير، Tucson FCEV يعتبر النظام الأحدث أخف وزنا ويوفر كثافة تخزين منافسة عالميا ويمكن إعادة تعبئة الوقود فى 5 دقائق. وبمقارنة مؤشرات الأداء أيضا سنجد أن التسارع فى NEXO أسرع من Tucson ب25% وأن نظام الجر بها يوفر عزم دوران أكثر. إذن فماذا تحاول هيونداى أن تفعل؟ أتقوم بدفن إحدى طرازاتها على حساب الأخرى أم أنها خطة مدروسة لإرساء أرقام قياسية وكسرها بعدها مباشرة؟ فى المجمل، سواء Tucson أو NEXO، إعادة إحياء فكرة خلايا الوقود الهيدروجينية هو بمثابة حل وسط بين مشاكل محركات الاحتراق الداخلى العاملة بالبنزين ومشاكل الأنظمة الكهربائية بكاملها.