أعلن التحالف الدولى لمحاربة تنظيم «داعش» بقيادة الولاياتالمتحدة أنه يعمل مع فصائل سورية حليفة له لتشكيل قوة أمنية حدودية تتمركز على الحدود مع تركيا والعراق، وهو ما قوبل برفض وتحذيرات سورية وروسية وتركية. كان التحالف أعلن أن هذه القوة ستضم 30 ألف مقاتل وستخضع لقيادة «قوات سوريا الديمقراطية» التى تشكل «وحدات حماية الشعب» الكردية هيكلها العسكرى وحاربت تنظيم «داعش» بدعم كبير من وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاجون»، وقال بيان للتحالف: «نعمل بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية على تشكيل وتدريب قوة أمنية حدودية سورية جديدة، وفى الوقت الحالى هناك حوالى 230 شخصا يجرى تدريبهم فى المرحلة الأولى، لكن الهدف النهائى يكمن فى تشكيل قوة تضمن نحو 30 ألف شخص»، وأشار التحالف إلى أن القوة الجديدة يُخطط لنشرها قرب وادى نهر الفرات على طول الشريط الحدودى للأراضى الغربية السورية التى تسيطر عليها حاليا «قوات سوريا الديمقراطية» وكذلك على حدود سوريا مع تركيا والعراق. وفى المقابل، شددت الحكومة السورية على أن قواتها المسلحة ستعمل على إنهاء أى تواجد عسكرى للولايات المتحدة وأدواتها فى أراضى البلاد، وأعربت عن إدانتها الشديدة لتشكيل التحالف لميليشيا مسلحة جديدة اعتبرته «اعتداء صارخا على سيادة ووحدة وسلامة الأراضى السورية وانتهاكا فاضحا للقانون الدولى»، وأوضح المصدر بالخارجية السورية أن بلاده «تدعو المجتمع الدولى إلى إدانة الخطوة الأمريكية والتحرك لوضع حد لنهج الغطرسة»، وقال نائب وزير الخارجية السورية، فيصل المقداد، إن دمشق تعتبر وجود قوات تركية وقواعد أمريكية على أراضيها «عدوانًا». وقال وزير الخارجية الروسية، سيرجى لافروف، إن الولاياتالمتحدة لا تساهم فى التوصل إلى تسوية فى سوريا بل تحاول مساعدة من يصرون على تغيير النظام فى دمشق، وعن خطط واشنطن للمساعدة فى إنشاء «مناطق حدود آمنة» فى سوريا، وأضاف: «هذا دليل واضح أن واشنطن لا تريد الحفاظ على وحدة سوريا، وهو ما يدعو لقلق موسكو، خاصة أن هذه المنطقة ستسيطر عليها جماعات بقيادة الولاياتالمتحدة وهى قضية خطيرة جدا تثير المخاوف من أن هناك مسارا قد يتخذ لتقسيم سوريا»، وأضاف: «نأمل أن تنتهى تركيا بأسرع ما يمكن من نشر نقاط مراقبة حول منطقة خفض التصعيد فى إدلب»، فيما أكد رئيس لجنة الدفاع فى مجلس الدوما الروسى، فلاديمير شامانوف أن تشكيل الولاياتالمتحدة «قوة أمنية حدودية» جديدة فى سوريا يعارض مصالح روسيا، التى ستتخذ إجراءات الرد المناسب على ذلك. وهدد الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان بالقضاء على تلك القوات. وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية إن الخطوة الأمريكية «مقلقة وغير مقبولة تجاه شرعنة وحدات حماية الشعب الكردية وجعلها قوة دائمة فى المنطقة، ونحتفظ بحق التدخل ضد المنظمات الإرهابية»، مؤكدة أن «تركيا ستواصل اتخاذ التدابير من أجل حماية أمنها القومى»، وأعلنت وزارة الخارجية التركية أن أنقرة لم تجر مشاوراتها قبل إعلان التحالف لتشكيل القوة الحدودية، مؤكدة أن اتخاذ مثل تلك الخطوة يعد تهديدا للأمن القومى التركى، فيما رصدت إرسال الجيش التركى تعزيزات جديدة إلى قواته فى شمال سوريا.
