اجتمعنا كلنا حول المائده ...دقات الساعه تعلن السابعه ,رامى يلف السجائر ,احمد كعادته يقرأ الصحف علاء شغله الشاغل الاطمئنان على زجاجات الخمر والبيره المثلجه ,حسين لايتوقف عن الحديث عن الكره,وصلاح يفتح الكوتشينه,وبهاء يصل ...ويسبقه قدر هائل من الضجيج, وبدون أن يلقي التحية أو السلام دخل مباشره فى الحديث قائلا : بهاء:اسمعوا يارجاله ...رأس السنه دى مش خمره ولا حشيش ..مفاجأه ..الجديد ..البريمو ..سحر يا اكسلانس ..انا معايا هيروين ..بودره ..ربع جرام رامى:بودره؟!!!بتعمل ايه البودره دى؟؟ صلاح:ويعنى هيعمل ايه الربع جرام دا يا بونو؟! بهاء:إنت مستهيف الربع جرام.. "دلوقت تشوفوا الربع جرام دا هيعمل إيه لكنني أختلف مع بهاء... :-) بدايةً لمن لم يقرأ الرواية بعد, لا تستمر في القراءة, لأن السطور القادمة ستحمل تفاصيل ومعلومات قد تفسد عليك متعة قراءة الرواية.... هذه الرواية هي أول عمل ادبي يتم نشره لمؤلفها عصام يوسف, وهي مقتبسة من أحداث قصة واقعية. تدور الرواية حول حياة شخص مدمن هيروين, وتناولت أحداث حياته من البداية أو فلنقل ما قبل البداية الى نهاية رحلة البطل مع الادمان... المقطع المكتوب في الاعلى والمنقول عن غلاف الكتاب, هو أول لقاء لصلاح -بطل الرواية- بالمخدر -الهيروين- الذي سيغير حياته الى الأبد... لكن كما قلت, أنا أختلف مع بهاء -صديق البطل- أن البداية كانت منذ هذا المشهد, ويبدو أن المؤلف يوافقني الرأي, فلم يكن هذا المشهد هو أول مشاهد القصة, حيث بدأت الأحداث منذ طفولة البطل منذ أن بدا التدخين مع أصدقاءه ثمّ تطوّر الأمر الى تدخين المخدرات وهكذا من شئ لآخر حتى انتهى به الامر الى الهيروين ومرورا بأحداث طفولته التي احتلت بداية الرواية وكانت مشوقة ومثيرة للاهتمام ولمتابعة القراءة, ولكن... لسوء الحظ,, عندما واصلت القراءة, لم يستطع المؤلف الحفاظ على وتيرة التشويق والاثارة في القصة, فقد بدأت الاحداث تصبح مملة ورتيبة بمرور الوقت حتى وصلت في بداية منتصف الرواية الى تكرار الكلام بشكل واضح للغاية! وللأسف استمرت وتيرة الاحداث على هذا النسق حتى نهايات القصة لعدة عشرات من الصفح, ثم عادت في النهاية من جديد لتفقد بريقها تماما لتجعلك تتجاوز عدة سطور واحيانا عدة صفحات في الفصول الاخيرة ولينتهي بك الحال وانت تتساءل, كيف حازت هذه الرواية على اعلى المبيعات!....... هذا غير كانت بعض الأمور تبدو غير منطقية في الرواية, فلا أحد يقول لا للهروين, ولا أحد يدعوه البطل الى تجربة الهيروين ويرفض أو يمنعه الخوف!.. فتقريبا باستثناء الاباء والامهات في الرواية, الجميع كان يجرب او أدمن بالفعل احد انواع المخدرات وكأن الامر عاديا أو مسلما به! ولا فرق بين انسان ربيب عائلة مفككة أو شديد الالتصاق بوالديه ولا فرق بين من لم يتلقى أي تربية وبين من اُحسِن تربيته ولا بين فقير أو غني أو متعلم ومتوسط التعليم او حتى بين فتى و فتاة... الجميع كان يشرب المخدرات!!! ولكن.. على الجانب الآخر.. كانت هناك أشياء ايجابية تحسب للكاتب, فقد قام بمناقشة حل واقعي للقضية وتحدث عنه تفصيليا وهو شئ جيد يحسب له, فهو ان لم يبرر او يشرح لنا سبب مخاوف البطل من الذهاب الى المستشفى, الا انه في النهاية قام المؤلف بادخال البطل الى هناك مصطحبا القراء معه ليطلعهم على صورة مشرقة عن الاطباء النفسيين والمصحات النفسية وهو ما نحتاج اليه بشدة في مجتمعنا العربي, ومن الاشياء الايجابية ايضا ان المؤلف قد احسن كتابة الشخصيات التي كانت تمثل الاطباء المسؤولين عن معالجة البطل, فقد كانت شخصيات محببة ومختلفة عن بعضها البعض وهو مالا ينطبق على كثير من شخصيات القصة الاخرى.... ونعود الى حديثنا عن الاطباء حيث كان كل منهم متخصصا في شئ محدد, أحدهم متخصص في العلاج الدوائي أو الادمان الجسدي.. احدهم متخصص في الادمان النفسي واحدهم في العلاقات الاجتماعية و... وهكذا لتتكون مقطوعة موسيقية رائعة من التعاون بين الاطباء مما بدد مخاوف البطل -والقراء ايضا كما نأمل- من الصورة السائدة عن المستشفيات النفسية والاطباء النفسيين.... لا أحد ينكر أن الرواية قد ناقشت قضية هامة جدا, فقضية ادمان المخدرات ربما لم يكن في مقدمة القضايا التي ناقشتها الروايات العربية سابقا وهو مما يحسب لهذه الرواية وخاصة انها قد تحدثت عن الحل في نهايتها..وبالتفصيل الممل! (بمعنى الكلمة) :-) لكن الرواية في مجملها بدت أقرب الى عمل وثائقي او مذكرات شخصية منها الى عمل أدبي, فقد عانت الرواية من الحشو الزائد واللغة الركيكة , حتى ان معظمها مكتوب باللغة العامية!... كما أنها تحدثت عن تفاصيل كثيرة ربما لم تكن ضرورية مثل كيفية تناول المخدر وكيفية صنع الحقنة المخدرة حيث كرر المؤلف التفاصيل كاملة في كل مرة يتعاطى فيها البطل المخدرات تقريبا!!,, في النهاية.. أقول ان رواية ربع جرام ناقشت قضية هامة لكنها لم تكن على المستوى المطلوب, او ربما أن الدعاية الكبيرة عنها جعلتنا رفعت مستوى توقعاتنا عاليا أكثر مما يناسب الرواية.... http://phosphoricblog.blogspot.com/2011/04/blog-post_29.html