انطلقت فى آستانة عاصمة كازاخستان، أمس، الجولة السادسة من مفاوضات تثبيت وتوسيع اتفاقات وقف إطلاق النار فى سوريا، بمشاركة الدول الضامنة الثلاث «روسيا وتركيا وإيران»، ووفدى الحكومة، وفصائل المعارضة المسلحة السورية، بالإضافة للمبعوث الدولى إلى سوريا ستيفان دى ميستورا، بينما تشارك الولاياتالمتحدةالأمريكية والأردن بصفة مراقب. وأعلن رئيس كازاخستان نور سلطان نزار بايف أن بلاده سترسل عسكرييها إلى مناطق خفض التوتر فى سوريا، إذا اتخذ مجلس الأمن الدولى قرارا بإرسال مراقبين إلى هناك، وقالت وزارة خارجية كازاخستان إن جميع المشاركين فى الجولة الجديدة، بمن فى ذلك 24 ممثلا عن فصائل المعارضة المسلحة، وصلوا إلى آستانة التى تستضيف مفاوضات لمدة يومين، ويضم وفد المعارضة المسلحة 24 عضوا، برئاسة رئيس أركان الجيش السورى الحر، العميد ركن أحمد برى، الذى ترأس وفد الفصائل فى الجولة الخامسة من محادثات آستانا. وأعلن مصدر مطلع فى أحد الوفود المشاركة فى المفاوضات أن كلا من مصر والإمارات والعراق والصين قد تنضم إلى الدول المراقبة، وتابع: «هناك طلبات تأتى من عدد من الدول بوجوب تدشين عملية إعادة إعمار سوريا، كما أن هناك مقترحات من مصر والإمارات والعراق والصين»، وذكر مصدر أن القوات التركية قد تشارك فى عملية مراقبة منطقة خفض التصعيد فى إدلب، التى يجرى التوصل إلى اتفاق بشأنها فى الأجزاء التى تسيطر عليها المعارضة السورية، والقوات الروسية والإيرانية تراقب فى مناطق سيطرة الحكومة السورية. وقال رئيس الوفد الروسى للمفاوضات، ألكسندر لافرنتييف، إن روسيا وتركيا وإيران بصدد إكمال اتفاق بشأن إقامة 4 مناطق لعدم التصعيد فى سوريا. وأضاف أن الدول الثلاث تناقش تفاصيل الاتفاق فى أستانة، بينما قال متحدث باسم الرئيس التركى رجب طيب أردوغان إنه يتوقع إمكانية توصيل مساعدات إنسانية لمحافظة إدلب السورية مثل مناطق وقف التصعيد الأخرى. وقال مصدر إن هناك 6 وثائق من أصل 7 جاهزة للتوقيع، مشيرا إلى وجود بعض الخلافات بين الوفود حول الوثيقة السابعة المتعلقة بالإفراج عن المعتقلين، وأضاف أن أكبر صعوبة تكمن فى موضوع تبادل المعتقلين، وأكد وجود بعض الاعتراضات لدى وفد الحكومة السورية، ورجح التوقيع على هذه الوثيقة فى الجولة المقبلة، وليس فى الجولة الحالية. وأكد الرئيس السورى بشار الأسد أنه على الرغم من الحرب التى تتعرّض لها سوريا منذ ما يقرب من 7 سنوات، فإنها تسير بخطى ثابتة نحو الانتصار بتضحيات جيشها وصمود شعبها ودعم الدول الصديقة، وجاءت تصريحات الأسد خلال استقباله وفد الملتقى النقابى الدولى الذى انعقد فى دمشق بمشاركة هيئات ومنظمات من نحو 60 دولة. وبالتزامن مع انطلاق المفاوضات، شهدت هيئة «تحرير الشام» التى تشكل «جبهة النصرة» قوامها الأساسى انشقاقات فى صفوفها واستقالات واغتيالات لقيادييها، وأعلن «جيش الأحرار» أحد أكبر الفصائل العسكرية فى «هيئة تحرير الشام» الانشقاق عنها بعد يومين من استقالة قياديين، فضلا عن عملية اغتيال وقعت لأحد قادة الهيئة، وكانت حركة «نور الدين الزنكي» هى الأخرى أعلنت انشقاقها عن الهيئة، وشن قادتها هجوما إعلاميا على زعيم «النصرة» أبومحمد الجولانى. ميدانيا، تمكنت الوحدات الهجومية للقوات السورية من السيطرة على مرتفعات ذات أهمية استراتيجية كبيرة فى منطقة تلة الكروم جنوب شرق مطار دير الزور العسكرى، وكشف «حزب الله» اللبنانى عن وصول الحافلات التى تقل مسلحى «داعش »، إلى منطقة يسيطر عليها التنظيم بمحافظة دير الزور، وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن غواصتى «فيليكى نوفجورود» و«كولبينو» وجهتا ضربة صاروخية بصواريخ «كاليبر» المجنحة إلى مواقع تنظيم «داعش» بالقرب من دير الزور.
