■ الديمقراطية لا تعنى أن تندمج مؤسسات المجتمع المدنى مع الحكومة، وإنما أن تظل موازية لها ورقيبة عليها، وكل المطلوب من الحكومة أن ترفع القيود عن هذه المؤسسات وتيسر لها العمل بحرية. ولذلك كان من الغريب أن توافق قيادات من مؤسسات حقوق الإنسان المدنية على الاشتراك فى عضوية المجلس «القومى»، وأن تطالب مؤسسات الفنون المستقلة بالاندماج مع وزارة الثقافة والمجلس «الأعلى» للثقافة، وكل المطلوب من الوزارة أن تدعم المؤسسات وبعض مشروعاتها. ■ واقع الأمر أن كلمة «القومى» لم تعد تعنى مصر، وإنما تعنى القومية العربية، ولذلك لابد من استبدالها بكلمة «المصرى» فى تسمية كل مؤسسات الدولة المصرية، تماماً مثل المؤسسات العربية التى لا توصف ب«القومية»، وإنما بالعربية. ولابد أيضاً من تغيير كلمة «الأعلى» الفوقية ثقيلة الوطء فى أسماء المجالس إلى كلمة «المصرى»، ومن البدهى أن هذا التغيير لا يقلل ولا يغير من سلطات هذه المجالس. ■ كان من أعظم إنجازات ثورة يناير أنها أخرجت محمد المخزنجى من صومعة الأدب، وهو من كبار أدباء مصر الذين ينتمون إلى سلالة يحيى حقى، فوقف إلى جانب الثورة من أول يوم من خلال مقالاته السياسية الأدبية رفيعة المستوى فى جريدة «الشروق». ويؤكد المخزنجى شجاعته وعمقه الإنسانى بموقفه ضد إنشاء المفاعلات النووية فى مصر، وأدعوه إلى تأسيس حزب «الخضر المصرى»، وهو الحزب الوحيد الذى يمكننى الانتماء إليه، والخروج عن موقفى بعدم الانتماء الحزبى حتى أحافظ على استقلالى، وأظل دائماً فى المعارضة أو على اليسار بما فى ذلك يسار ثورة يناير ومعارضة حكومة الثورة. الطاقة النووية ذروة الحماقات الإنسانية، سواء استخدمت سلمياً أم حربياً، وقد تكون مبررة فى البلاد التى لا ترى الشمس إلا نادراً، ولكن لدينا كل الشمس للاستغناء عنها. وماذا فعلت القنبلة لباكستان وأغلب سكانها يعيشون فى فقر مدقع، وإذا كانت إسرائيل تملكها حقاً، فهل من الممكن أن تستخدمها دون أن تبيد شعبها قبل أى شعب عربى! ■ نشر سليمان جودة فى «المصرى اليوم» عدد 17 أبريل «كلنا» تعايشنا مع نظام مبارك، ونحن الآن نتعايش مع الثورة! وفى «المصرى اليوم» عدد 18 أبريل أن محسن محمد قال «النظام السابق اشترى (أقلامنا)»! وفى «الشرق الأوسط» عدد 19 أبريل نشر مأمون فندى أن النظام السابق ورط «الجميع» فى الفساد! وفى نفس اليوم فى «الدستور» نشر أسامة الهوارى «كلنا» شاركنا فى الفساد! والسؤال: لماذا لا يتحدث كل كاتب عن نفسه فقط، ولماذا يعطى لنفسه الحق فى الحديث عن «الجميع»!! [email protected]