قال حسام القاويش، سفير مصر ببولندا، الأربعاء، إن الرئيس عبدالفتاح السيسي دعا نظيره البولندي لزيارة القاهرة، ومن المقرر إتمام الزيارة خلال النصف الثاني من عام 2017. وأضاف «القاويش»، في تصريح له، الأربعاء، أن الزيارة فرصة مهمة لتعميق علاقات التعاون بين البلدين الشقيقين خاصة أنها تواكب مرور 90 عامًا على بدء العلاقات الدبلوماسية بين مصر وبولندا، وبهذه المناسبة فسوف يشهد العام الجاري عدد كبير من الزيارات المتبادلة لكبار مسؤولي البلدين. وأوضح أنه من المقرر أن يزور وزير خارجية بولندا القاهرة لاستكمال المشاورات السياسية مع مصر، إلى جانب الإعداد لجدول زيارة الرئيس البولندي، مضيفًا أن مصر ستستقبل خلال أيام أيضًاوفد بولندي برئاسة رئيس جامعة وارسو الذي سيزور متحف الملكة حتشبسوت بالإسكندرية بحضور بعثة الآثار البولندية التي تعمل بمصر ولديها مكتب منذ 80 عامًا وسيرافقه في الزيارة وزير الآثار المصري، مشيدًا بالدور المهم للبعثة الأثرية البولندية. وذكر السفير أن وارسو بدورها ستشهد خلال أيام زيارة مهمة لوزير التجارة والصناعة، المهندس طارق قابيل، على رأس وفد تجاري كبير، مضيفًا أن الجانب البولندي مهتم أيضًا بفتح مجالات تعاون مع وزارة الإنتاج الحربي. وأكد أن علاقات مصر وبولندا لا تتوقف عند الجانب الاقتصادي بل تمتد للمجال الثقافي والاجتماعي، حيث تم التواصل مع مفتي بولندا والذي درس بالأزهر الشريف رمز الوسطية الإسلامية المعتدلة وتم الاتفاق على إرسال الأزهر أحد الائمة المصريين للعمل بالمركز الإسلامي في بولندا قبل حلول شهر رمضان المبارك، إلى جانب مدرس عربي وخطاط للتعريف بالثقافة الإسلامية والعربية خاصة أن بولندا بها نحو 80 ألف مسلم. ولفت «القاويش» إلى اتفاق البلدين على إنشاء جمعية للصداقة المصرية البولندية مما سيزيد من أواصر التعاون والعلاقات المتميزة بينهما وتقريب وجهات النظر في أي مستجدات دولية أو إقليمية خاصة وأن التقارب المصري البولندي يشمل برلماني البلدين حيث يرتبطان بعلاقات وثيقة تعد بمثابة ألية مهمة لدعم التعاون المشترك، حيث يحرص الجانب البولندي على التعرف على وجهة النظر المصرية في القضايا الدولية والإقليمية خاصة ملف الإرهاب والهجرة غير الشرعية وقضايا منطقة الشرق الأوسط وما تشهده المنطقة من أحداث وتطورات خاصة الربيع العربي. وأكد السفير أن «ملف السياحة على رأس اهتمامات السفارة المصرية بوارسو، حيث نعمل على استعادة التدفق السياحي لمصر فقد شهد عام 2010 أعلى رقم للسياحة البولندية الوافدة لمصر بحجم 650 ألف سائح ولكن تراجع هذا الرقم بشكل كبير لعدة عوامل أهمها ما شهدته المنطقة العربية من أحداث إلى جانب إغلاق المكتب السياحي المصري بوارسو عام 2015 ليصبح مكتبنا في برلين هو المعني بالترويج للسياحة المصرية في ألمانيا وبولندا معًا وتوقف خط الطيران المباشر بين البلدين». وتابع: «في يناير الماضي بدأت الحركة تعود تدريجيًا عبر تشغيل خطوط طيران شارتر من وارسو إلى الغردقة ومرسى علم وسفاجا بمعدل 4 رحلات أسبوعيًا، ومن المنتظر ارتفاع هذا العدد إلى 12 رحلة أسبوعيا من إبريل المقبل، إضافة لتشغيل خط طيران مباشر إلى شرم الشيخوالغردقة والجونة وسفاجا ومرسى علم» وأكد السفير أهمية تنظيم حملة ترويجية في بولندا للمقاصد السياحية المصرية إلى جانب إعادة فتح المكتب السياحي المصري بوارسو خاصة أن وزير السياحة الدكتور يحيى راشد مهتم بالسوق البولندية واستعادة التدفق السياحي منه على مصر مرة أخرى، خاصة أن مصر تعد المقصد السياحي الخامس لبولندا. وأكد «القاويش» أن بولندا تعد بوابة مهمة لأسواق وسط أوروبا مثل أوكرانيا وروسيا البيضاء ودول البلطيق، كما أن مصر ترتبط باتفاقيات تجارية وتفضيلية مع دول وتجمعات اقتصادية عديدة خاصة بأفريقيا ولديها بنية اساسية قوية تؤهلها لجذب المزيد من الاستثمارات، مشيرًا إلى أن بولندا تدرك كل هذه المزايا لمصر وأن دورها حيوي ومحوري وعنصر استقرار لمنطقة الشرق الأوسط. واختتم السفير تصريحاته قائلاً: «مصر لديها بالفعل علاقات متميزة مع الكثير من دول العالم كما أن معظمها يعد شريك لمصر ونحن نقدر جهودهم في دعم الاقتصاد المصري، ولكن يجب أن يعلم الجميع أن بناء مستقبل مصر يعتمد على سواعدنا وجهدنا فتقدم الشعوب إلى الأمام يتم بسواعد ابنائها وجهدهم».
