يستضيف ملعب النور، معقل فريق بنفيكا البرتغالي، صدامًا قويًا عندما يحل عليه بروسيا دورتموند الألماني ضيفًا في أولى مواجهات دور ال16 لدوري أبطال أوروبا هذا الموسم. الأمور تبدو مختلفة كثيرًا عما كانت عليه في نهاية العام الماضي مع نهاية دور المجموعات، واحتلال بنفيكا المركز الثاني في المجموعة الثانية خلف نابولي، بينما تفوق بروسيا دورتموند على حامل لقب المسابقة ريال مدريد واعتلى صدارة المجموعة السادسة على حساب الملكي الإسباني، ليحظى الفريق الألماني المترنح محليًا في الوقت الحالي بصدام قوي ضد حامل لقب الدوري البرتغالي ومتصدر المسابقة المحلية الحالي. بنفيكا يدخل هذه المباراة وهو يأمل في استغلال عامل الأرض والإمكانيات المميزة المتاحة للفريق مثل المهاجم جوناث والجناح إدواردو سالفيو، بالإضافة للمهاجم اليوناني المتميز ميرتوجلو، في محاولة استغلال حالة التخبط التي يعيشها الفريق الألماني المدجج بالعناصر الشابة، ويفتقد للكثير من الخبرات، وسيحاول الفريق البرتغالي تحقيق نتيجة مريحة تكفل له فرص أكبر للتأهل لدور الثمانية في المسابقة التي حقق لقبها في مناسبتين سابقتين. بنفيكا بقيادة المدرب روي فيتوريا، يحتل قمة الترتيب في الدوري البرتغالي بفارق نقطة عن أقرب مطارديه «بورتو»، لكن حسابات الدوري المحلي تختلف كثيرًا عن دوري الأبطال، ففريق بنفيكا الذي استقبل 12 هدفًا في 21 مباراة في الدوري البرتغالي، استقبل 10 أهداف في 6 مباريات في دور المجموعات لدوري الأبطال، وهو أضعف خط دفاع من بين جميع الفرق المتأهلة لدور ال16 في المسابقة «مع مانشستر سيتي وريال مدريد»، وخصمه في مباراة اليوم هو أقوى خط هجوم في تاريخ دور المجموعات، حيث كسر فريق دورتموند الرقم القياسي السابق «20» بتسجيله 21 هدف خلال مرحلة المجموعات، ومن هنا تكمن خطورة الفريق الألماني الذي لديه العديد من العناصر الهجومية المميزة يتزعمها الجابوني بيير إيمريك أوباميانج، وكذلك الفرنسي الشاب المتميز موسى ديمبيلي، بالإضافة للألماني المتميز ماركو رويس، الذي سيعول عليه كثيرًا المدرب توماس توخيل في صناعة الفرص وخلق الخطورة على الفريق البرتغالي. دورتموند، الذي حقق لقب دوري الأبطال في عام 1997، لا يعيش أفضل حالاته في 2017 محليًا، فمنذ بداية الدور الثاني في ألمانيا بعد فترة الراحة الشتوية، والفريق يحقق نتائج غير مقنعة، وباستثناء الفوز على لايبزيج «صاحب المركز الثاني في الدوري الألماني» بنتيجة 1-0، دورتموند فقد 5 نقاط في آخر 3 جولات من البوندزليجا، جعلته يبتعد عن متصدر الترتيب الحالي بايرن ميونخ بفارق 15 نقطة محتلًا المركز الرابع مع تبقي 14 جولة على نهاية الموسم، كذلك قدم الفريق أداءً ضعيفًا في مباراة الكأس المحلية، واحتاج إلى ركلات الجزاء لتخطي عقبة هيرتا برلين، بعد التعادل بصعوبة 1-1 في الوقت الأصلي. دورتموند سيفتقد للعديد من العناصر الهامة في مباراة اليوم، على رأسها ماريو جوتزه ولاعب الوسط الدفاعي سفن بيندر، بالإضافة للاعبي الوسط نوري شاهين وسيبستيان روده، وهناك شكوك حول قدرة الظهيرين بيتشيك وشميلزر من اللحاق بالمباراة، وهي الغيابات التي تسبب صداع كبير للمدرب توخيل، وبالأخص في الشق الدفاعي الذي يعاني منه بوضوح هذا الموسم، بينما سيفتقد بنفيكا لخدمات الظهير الأيسر أليخاندرو جريمالدو بداعي الإصابة، وكذلك الجناح جونزالو جويديس الذي ترك صفوف الفريق لينضم إلى باريس سان جيرمان في يناير الماضي. المباراة ستكون متكافئة ومرتقبة لقوة الطرفين وإمكانية قيام أحدهما بدور الحصان الأسود في البطولة هذا الموسم، بنفيكا يتميز بقوته على ملعبه واستغلاله لعامل الأرض والجمهور، والفريق حقق الفوز في 8 من آخر 9 مباريات لعبت على ملعبه مُسجلًا 23 هدف في آخر 6 منهم، وحافظ على نظافة شباكه في 11 مباراة من أصل آخر 15 مباراة لُعبت على ملعب النور في مختلف البطولات، وعلى الرغم من أن مستوى دورتموند خارج ملعبه هذا الموسم ليس بالجيد على الإطلاق «فاز في مباراة من آخر 6 لعبها خارج ملعبه في مختلف البطولات»، إلا أن الفريق يتمتع بكونه واحد من ضمن 6 فرق في المسابقة لم تتلقى الهزيمة بعد انتهاء مرحلة دور المجموعات.
