وزير الثقافة يدق «ناقوس الخطر»

أوضح الكاتب الصحفي حلمي النمنم، وزير الثقافة، أن نسبة الإنفاق على النشاط الثقافي تبلغ 10% فقط من الميزانية المخصصة للأجور والمباني داخل الوزارة، مؤكدًا أنه تم التوجه في الفترة الأخيرة لمشروع ينفذه صندوق التنمية الثقافية، بإقامة بيوت ومراكز للثقافة بدلًا من قصور ضخمة، وهو ما يخفض التكلفة المطروحة للبناء والتجهيز من 50 مليون جنيه للقصر إلى مليوني جنيه على حدٍ أقصى لبيت الثقافة.
وقال «النمنم» في حواره مع الإعلامية لبنى عسل في برنامج «الحياة اليوم»، الذي يُذاع على فضائيّة «الحياة»، إنه تبنّى مشروع العدالة الثقافية، وذلك من خلال شقين، الأول يخص التوزيع الجغرافي للثقافة في مصر، لأن المحافظات الحدودية لم تأخذ حقها من الخدمات الثقافية مقارنة بالقاهرة والإسكندرية، والثاني يتعلق بالعدالة بين أشكال الثقافة ذاتها، فالثقافة السمعية والبصرية مهدور حقها مقارنة بالكتاب، خاصة وأن لدينا نسبة أميّة تُقدّر ب27%، أي حوالي ربع الشعب المصري، وهم لا نستطيع الوصول إليهم بالكتاب فقط على عكس الثقافة السمعية والبصرية.
وتطرّق وزير الثقافة للفكر المتطرف، وانتشاره في السنين الأخيرة، وأوضح أنه ليس موجودًا في مصر بشكل مباشر والدليل على ذلك هم ال24 مليونًا الذين خرجوا ضد هذا الفكر وجماعة الإخوان في 30 يونيو، موضحًا أن خطره يكمن فيما يُسمّى ب«الخلايا النائمة»، التي تنشط بالعمليات الإرهابية.
واستكمل «النمنم»، أن تلك الجماعات تستهدف بشكل أساسي الأطفال في المدارس، لأن عقولهم في هذه السن المبكرة قابلة للتشكّل وهذا ما يجب مواجهته بتقليل المناهج وزيادة الأنشطة الثقافية في المدارس لمواجهة الأفكار المتطرفة.
وفيما يخص مؤتمر وزراء الثقافة العرب بتونس الذي عُقد من أيام وحضره الوزير، أكّد أنه تطرّق في كلمته خلال المؤتمر أن التطرف ليس سببه الرئيسي الفقر والتهميش، فأسامة بن لادن لم يكن فقيرًا ولا أيمن الظواهري كذلك، وأن القضية ثقافية وفكرية وفقهيّة في المقام الأول، كما تناول أيضًا مسألة مهمة تتعلّق بالداعشيين المتقهقرين من المناطق المُستردّة، والذين سيعودون إلى بلدانهم كمصر وتونس وغيرها، وهو ما يمكن أن يكون تكرارا لتجربة «الأفغان العرب» من قبل.
وفيما يخص اختيار الأقصر عاصمة للثقافة العربية قال وزير الثقافة، إنه طالب بهذا كثيرًا خاصة أن القاهرة كانت عاصمة للثقافة العربية عام 1996، ولم تتكرر لمدينة مصرية مرة أخرى منذ ذلك الحين، وأوضح أسبابه في الإصرار على الأقصر، لكثر الحاجز بين الحضارة الفرعونية والثقافة العربيّة، وأيضًا للترويج سياحيًا للمدينة السياحيّة الشهيرة، والتي عانت بعد الثورة من تدهور أوضاعها السياحيّة. كما نفى «النمنم» شائعات إلغاء معرض القاهرة للكتاب هذا العام، موضحًا أنه تم افتتاح 90 معرضًا للكتاب في المحافظات هذا العام، فلا يعقل أن يتم إلغاء أكبرهم وهو معرض القاهرة للكتاب، العريق عربيًا ومن المعدودين دوليًا.