قمة الجولة 14 من البريميرليج انتهت بهزيمة لأصحاب الأرض مانشستر سيتي ضد الضيوف تشيلسي في مباراة مرتقبة شهدت الصدام الأول بين مدربين من الأفضل في العالم وهما بيب جوارديولا وانطونيو كونتي، ونجح الأخير في التفوق على المدرب الأسباني وانتزاع 3 نقاط في غاية الأهمية، وسعت الفارق بين الفريقين إلى 5 نقاط، وضمنت استمرار تشيلسي على مقدمة الترتيب للجولة القادمة. المباراة شهدت تقلبات عديدة، احداث مثيرة، ومؤسفة ايضًا في النهاية عندما توترت الأحداث بتدخل سيريجيو اجويرو القوي على دايفيد لويز ثم اعتداء فيرناندينيو على سيسك فابريجاس، وانتهت الأمور بالنهاية بخروج اجويرو وفيرناندينيو بالبطاقة الحمراء وغيابهما على الأقل ل3 مباريات قادمة في زيادة أخرى لحجم خسارة مانشستر سيتي هذه المباراة الهامة. بيب جوارديولا تعامل بذكاء مع المباراة من البداية، نجح في التعامل مع اسلوب لعب 3-4-3 الذي ينتهجه تشيلسي في اخر 7 جولات ونتج عنه تحقيق 7 انتصارات واستقبال هدف وحيد بالإضافة لإعتلاء الصدارة، وظهر مانشستر سيتي من بداية المباراة الطرف الأفضل والأقوى والأكثر خطورة، ووضحت معاناة تشيلسي في غياب الصربي نيمانيا ماتيتش بداعي الإصابة واقحام الأسباني سيسك فابريجاس في وسط الملعب بجوار نجولو كانتي، الأمر الذي اقلل كثيرًا من امكانيات الوسط الدفاعية للضيوف واعطى مزيد من القوة في وسط الملعب لأصحاب الأرض. جوارديولا لعب بنظام ثلاثي الدفاع ايضًا، لكنه اطلق ظهراء الجانب ليكونوا اقرب إلى اجنحة هجومية «نافاس وساني»، وجود كلا اللاعبين في الطرفين الأيمن والأيسر حد تمامًا من تقدم الجناحين الدفاعيين لتشيلسي «موزيس وألونسو» في ظل إنشغالهما بدعم ثلاثي الدفاع امام انطلاقات ساني ونافاس، الأخير بالذات شكل خطورة لا تنتهي طوال المباراة على ألونسو ومن خلفه المدافع كاهيل، وكان محور خطورة مانشستر سيتي في اغلب اوقات المباراة من الطرف الأيمن للفريق، ومن خلاله سجل مانشستر سيتي الهدف «هدف عكس من كاهيل نتيجة كرة عرضية قوية من نافاس»، بالإضافة لطوفان من الهجمات من هذا الرواق وبالأخص في الشوط الثاني لكن مهاجمي الفريق تفننوا في إضاعة هذه الفرص التي اتضح بنهاية الأمر حجم فداحة اهدارها وما كلف الفريق نقاط المباراة كاملة. كونتي لعب على قدرات الثلاثي الهجومي للفريق «بيدرو – هازارد – كوستا» مستغلًا الحالة الفنية الغير جيدة لدفاع مانشستر سيتي هذا الموسم، فبيب جوارديولا لم يصل بعد إلى التشكيلة الأمثل دفاعيًا، تارة بسبب إهتزاز المستوى لبعض العناصر الأساسية، وتارة بسبب الإصابات التي غيبت بعض اللاعبين المهمين لفترات ليست بالقصيرة على رأسهم القائد فينسنت كومباني، الأمر الذي ادى إلى تغير التشكيلة الدفاعية في 10 مناسبات هذا الموسم، واستقبال دفاع مانشستر سيتي لأهداف في 11 مباراة من اصل 13، قبل هذه المباراة. خطة كونتي احدثت بعض الخطورة في الشوط الأول عن طريق هازارد والمشاكس كوستا، لكن الفريق كان الطرف الأقل في المباراة طوال الشوط الأول وفي بداية الشوط الثاني إلى ان قرر سيسك فابريجاس الإستفاقة واستعادة ذكريات الموسم قبل الماضي «عندما توج بلقب افضل صانع ألعاب لصناعته 18 تمريرة حاسمة وقتها» ومرر بشكل طولي تجاه كوستا الذي تلاعب بالمدافع الأرجنتيني اوتامندي وسجل الأسباني هدف التعادل بعد 15 دقيقة من الشوط الثاني، الهدف الذي اعاد الحياة مرة أخرى لتشيلسي في وقت ظن فيه الجميع ان مانشستر سيتي سيكتسح البلوز. حاول بيب جوارديولا تعديل الشكل الفني للفريق بالدفع بجايل كليشيه والعودة لطريقة لعب 4-3-3، لكن هذا التحول زاد الضرر اكثر من مرتدات تشيلسي وبراعة المثلث الهجومي، فنجح كوستا في الهروب من رقابة اوتامندي السيئة ومرر لويليان ليضعه في وضعية انفراد، ويسجل البرازيلي «الذي دخل بديلًا لبيدرو» المصاب هدف تشيلسي الثاني، لتنقلب الأمور رأسًا على عقب ويتقدم الضيوف قبل نهاية المباراة ب20 دقيقة. تقدم تشيلسي دفع بيب جوادريولا للزج بيايا توريه بدلًا من جوندوجان في وسط الملعب، ثم سحب المدافع ستونز والدفع بالمهاجم النيجيري ايهياناتشو ليعيد نظام اللعب إلى 3-4-3 مرة أخرى، لكن ذلك لم يفلح امام تأمين دفاعي كبير من الضيوف بتعديلات من المدرب كونتي الذي اقحم لاعب وسط في ناثانيال شالوباه بدلًأ من المهاجم كوستا الذي كان رجل المباراة بحق لما قدمه مع فريقه في هذه المباراة الهامة. تشيلسي في الدقيقة الأخير ومن مرتدة معتادة بإستغلال سرعة هازارد امام بطء دفاع مانشستر سيتي، ونجح البلجيكي في تسجيل الهدف الثالث ليقتل المباراة تمامًا ويمنح تشيلسي 3 نقاط في منتهى الأهمية في صراع الصدارة والحصول على لقب البريميرليج هذا الموسم. بيب جوارديولا قدم مباراة كبيرة لكن نجومه خذلوه تمامًا، اجويرو ودي بروين تفننا في إهدار الفرص التهديفية المحققة التي كانت بسهولة ستجعل النتيجة 2، 3، 4 دون مقابل في وقت كان تشيلسي فيه تائهًا وبعيدًا عن المباراة، بينما خسر اوتامندي معركته مع دييجو كوستا في لقطتين انتهيا بهدفين لتشيلسي غيرا مجرى المباراة تمامًا. مرتدات كونتي قادته لنتيجة رائعة، مرة أخرى دييجو كوستا يبرهن على انه النجم الأبرز للفريق هذا الموسم بعد ان رفع رصيد مساهمته التهديفية في البريميرليج إلى 16 «11 هدف و5 تمريرات حاسمة»، بينما تألق هازارد في الوقت الصعب ونجح في المساهمة في تحقيق هذا الفوز الغالي الذي من خلاله ابعد تشيلسي مؤقتًا، منافس قوي وثقيل على لقب البريميرليج هذا الموسم.
